توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القضيّة الفلسطينيّة: لا هذا ولا ذاك!

  مصر اليوم -

القضيّة الفلسطينيّة لا هذا ولا ذاك

بقلم - حازم صاغية

لعقود عاشت القضيّة الفلسطينيّة بوصفها مثال الوضوح القاطع الذي لا يشوبه غموض ولا تشوّش. لفظيّاً على الأقلّ، كانت «قضيّة العرب الكبرى» و «قضيّة الوجود لا الحدود» و «القضيّة المركزيّة» و «القضيّة التي يتقرّر موقفنا من دول العالم على ضوء موقفها منها»، وطبعاً «البوصلة». البعض ببراءة ردّدوا هذه العبارات. البعض بخبث ردّدوها بعدما صنعوها.

تعاقبت الأحداث والتطوّرات التي خلخلت هذه الصورة: من الصلح المصريّ – الإسرائيليّ إلى الصلح الأردنيّ – الإسرائيليّ إلى الصلح الفلسطينيّ – الإسرائيليّ. الحروب الأهليّة في العالم العربيّ، وكثير منها ارتبط بفلسطين وإسرائيل، خفّفت من وهج القضيّة. الثورات العربيّة وما تلاها من نزاعات وثورات مضادّة انتزعت منها بعض ما تبقّى من ضوء.

الآن: بنيامين نتانياهو يزور سلطنة عُمان. تطبيع رياضي مع أكثر من دولة. مصر تتوسّط بين الفصائل الفلسطينيّة في غزّة وإسرائيل. الأردن اختلف مع إسرائيل لكنّ الخلاف يدور حول ملحقين في معاهدة السلام ونظام خاصّ للاستثمار في جيبين صغيرين. مشروع «صفقة القرن» لتصفية القضيّة الفلسطينيّة يلوح في الأفق. الإيرانيّون والأتراك – الذين ينوون دائماً الصلاة في المسجد الأقصى – خفّفوا مؤخّراً من غلوائهم الإيمانيّة.

فلسطينيّاً، سلطة رام الله، التي ترتبط بالتنسيق الأمنيّ مع الإسرائيليّين، تعاني الإفقار السياسيّ المطلق لكنّها تحرص، مع هذا، على عدم سلوك الطريق الراديكاليّ. «حماس» تطلق صواريخها ظانّةً أنّها تفضي بها إلى موقع في عمليّة سياسيّة ما. «الجهاد الإسلاميّ» تزايد على «حماس» بالمعنى نفسه الذي تزايد فيه «حماس» على «فتح» وسلطتها.

القضيّة الفلسطينيّة التي كانت كلّ شيء، أو وُصفت كذلك، تكاد تصبح لا شيئاً. من قضيّة العرب الكبرى إلى قضيّة هي بالكاد فلسطينيّة. محلّ الوضوح القاطع حلّ، في أحسن الحالات، غموض مقيم.

لا هذا ولا ذاك... علماً أنّ الكثير من هذا جاء من ذاك. القضيّة الفلسطينيّة ليست كلّ شيء، لكنّها ليست لاشيئاً. ليست القضيّة الوحيدة والفريدة، ولا هي المركز لمحيط غير موجود. لكنّها قضيّة حقّ وعدل في مواجهة احتلال للأرض وطمس للهويّة واستبداد بالسكّان. فوق ذلك اعتباران: إسرائيل، كطاووس نوويّ أوحد في المنطقة، أمر مقلق لدول المنطقة، ومسؤوليّة العرب عن وصول الموضوع الفلسطينيّ إلى ما وصل إليه أمر ملزم أخلاقيّاً لدول الجوار وشعوبها.

الخوف اليوم، بعد هزيمة الثورات ومشاريعها الوطنيّة والديموقراطيّة، أن ننتقل إلى روايتين عابثتين: واحدة تريد أن ترتاح كلّيّاً من قضيّة الفلسطينيّين باسم «صفقة القرن» أو ما يشبهها، وأخرى تريد بعث تلك القضيّة بالمعنى اللفظيّ القديم، مراهنةً على خواء التحوّلات العربيّة والفشل المرجّح للوعود والصفقات الدوليّة.

معادلتا «القضيّة هي كلّ شيء» و «القضيّة هي لا شيء» هما وجها عملة واحدة وتعبيران عن فكر واحد وعن مَكر واحد مشطور نصفين. مع هذا فاجتماع المعادلتين في الوقت نفسه، في المكان نفسه، قد يكون مصدراً لمزيد من الكوارث التي لا تحتملها المنطقة، وطبعاً لا يحتملها الفلسطينيّون.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القضيّة الفلسطينيّة لا هذا ولا ذاك القضيّة الفلسطينيّة لا هذا ولا ذاك



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon