توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإصلاح الفكرى.. حرب ما قبل الإرهاب

  مصر اليوم -

الإصلاح الفكرى حرب ما قبل الإرهاب

أحمد المسلماني

إذا ما أُصيب أحد الأنهار بالتلوث.. هل تبدأ عمليّة التّطهير من المنْبع أم تبدأ من المصبّ؟!

تريدُ بعض الدوائر الغربية أن تكون الحرب فى المصبّ.. وهو ما يعنى استمرار عملية التغذية لمجرى الإرهاب.. ليصبح العالم الإسلامى أسير محنة «سيزيف».. كلما كان على وشك الوصول إلى الهدف.. يعود إلى نقطة البداية من جديد!

( 2 )

يُدرك بعض المخلصين فى الغرب أنّه ينبغى أن يعمل العالم بإخلاص فى مكافحة الإرهاب.. وأن الحرب الحقيقية يجب أن تكون فى المنبع.. وأن تنطلق معاركها من روافد النهر.

لكن هذا التقدير الصائب لايزال محدودًا أمام مدارس أخرى ترى أن الخطر بعيدٌ.. وسيبقى بعيدًا.. وأن ما يجرى هو عملية تدمير المسلمين بالمسلمين.. وسيخرج الغربيّون من بينهم سالمين!

وهو ما يعنى الحاجة إلى تأسيس «تيار إنسانى عالمى» لمحاربة الإرهاب.. انطلاقًا من أن الخطر يشمل العالم بكامله.. اليوم هنا.. وغدًا هناك.. وأن تأخر الوصول ليس إلا بسبب بعض الانشغال وفروق التوقيت.

( 3 )

يحتاج «التيار الإنسانى العالمى» أن يحارب تراث الاستعمار.. وأخلاقيات المستعمرين التى نشأت على أفكار مروّعة مثل.. «فَرِّقْ تَسُدْ».. و«استحالة الحداثة».. و«الشرق شرق والغرب غرب.. ولن يلتقيا».

ولقد وجدتُ فى زيارتيْن أخيرتيْن صدىً لرغباتٍ إنسانيةٍ صادقةٍ وصاعدة. فى الأولى زرتُ فرنسا.. وقمت برئاسة ندوة عن مكافحة الإرهاب.. بدعوة من معهد ابن سينا فى باريس.. برئاسة الدكتور محمد البشارى. وفى الثانية زرتُ المملكة المغربية.. والتقيتُ عددًا من نواب البرلمان الأوروبى من تيّاراتٍ مختلفة.. ضِمن جلسة نقاش انعقدتْ فى العاصمة الرباط.

وكان من بين ما قلتُ لأعضاء البرلمان الأوروبى.. إن الخطر قد وصل إلى أوروبا بالفعل.. وإنّه إذا لم يتعاون المسلمون والأوروبيون لنتجاوز معًا تراث الحروب الصليبية وعصر الاستعمار.. فإن الخطر سيطيح بالحضارتيْن معًا.. ولن تنجو الحضارة الأوروبية أو تفلتَ بمفردها من المأساة.

( 4 )

إن أوروبا تساهم فى تأزيم الحرب على الإرهاب.. بدعمها لمنابر التطرف وشيوخ الفتنة فى أوروبا. إن عددًا كبيرًا من دُعاة التكفير يجدون فى عواصم الغرب ملاذًا آمنًا.. بل إضاءاتٍ إعلاميةٍ.

يتصوّر البعض فى الغرب أن إبراز «صناعة التخلف» والتى يُمثلها هؤلاء.. إنما تُمثل إساءةً مطلوبةً للإسلام والمسلمين.. ولم يدركوا أن هؤلاء العملاء قد أثّروا بآرائهم فى جيلٍ جديدٍ.. ليس جزءًا من اتفاق التشويه والإساءة، وأنّ قطاعًا منه سيعمل ضدّ الدولة والمجتمع.. كما أن قطيعًا كبيرًا من الذئاب المنفردة.. ممن تأثروا بالعملاء.. دون أن يحضروا اتفاقات «التطرف العميل».. سوف يسلُكُ طريق الدمّ.. فى ثباتٍ وثقةٍ.. وفى هدوءٍ تام.

( 5 )

إذا مضَى «الاستعمار الجديد» على خُطى «الاستعمار القديم».. فإن النتائج لن تكون كما كانت.. والنهاية لن تُكرر كما سبقتْ. سيقضى الاستعمار الجديد على الكثير من إمكاناتِنا.. لكنه سيقضى أيضًا على الكثير من إمكاناتِه.. هو الآخر.

إن الحلّ يكمن فى بلورة «تيار إنسانى عالمى».. وتأسيس «مؤسسة دولية» تصوغُ جهود هذا التيار. إن العالم يحتاج إلى تأسيس «المفوضية الدولية لمكافحة الإرهاب».. لتكون فضاءً فكريًا وسياسيًا.. لمواجهة أيديولوجيا الدمّ.. برؤية متكاملة.. للإصلاح الفكرى والثورة الثقافية.

إن أولى معارك «المفوضية» المقترحة.. هى مكافحة الإرهاب على شبكة الإنترنت.. فمن هنا تنطلق رحلة الإرهاب.. ومن هنا يجب أن نبدأ.. إنها «الحرب الإلكترونية».. أو هى «حرب ما قبل الإرهاب».

حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإصلاح الفكرى حرب ما قبل الإرهاب الإصلاح الفكرى حرب ما قبل الإرهاب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon