توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بريطانيا الجديدة

  مصر اليوم -

بريطانيا الجديدة

أحمد المسلماني

(1)

بريطانيا تتغيّر.. هناك جديد فى لندن. الدولة التى كانت وجهة أوروبا غادرتْ أوروبا.. والإمبراطورية التى كانتْ «لا تغيب عنها الشمس».. أصبحتْ تغرُب فى دقائق معدودات. والمملكة التى ورثتْ الإمبراطورية باتتْ تواجه احتمالات التقسيم.. إلى ما دون المملكة.

(2)

لدى العرب والمسلمين هواجس كثيرة تجاه بريطانيا.. ولديهم أيضاً ما يتجاوز الهواجس.. ثمّة حقائق مريرة فى العلاقات بين الطرفيْن.. هناك سياسة «فرّق تسُد» التى أسست لـ«أيديولوجيا الفتنة».. وعمّقت «سياسات الوقيعة» بين الأديان والمذاهب.. وبين الأحزاب والحركات.. وبين النخب والنظريات.

وهناك أيضاً.. دعم حركات الإسلام السياسى.. التى تركتْ تحرير الأوطان من الاستعمار.. لتبدأ تحرير الأوطان من المواطنين. إنها الحركات التى قضتْ على الحركات الوطنية وتولّت عملية الإساءة الدائمة إلى فِكر الحداثة ومنهج العِلم وحضارة العصر.

وهناك أيضاً.. دعم تأسيس إسرائيل.. لتبدأ رحلة الدم فى الشرق الأوسط.. حروب ساخنة وباردة. وهناك اتفاق «سايكس - بيكو» الذى قسّم المنطقة على أساس استمرار الصراع.. وبدء عصرٍ طويل من «اللاسَلام».

(3)

يُضيف المصريون إلى ذلك بُعداً آخر فى تفسير «عدم الودّ» المصرى - البريطانى منذ نهاية عصر الاستعمار.. ذلك أن المصريين يروْن أن بريطانيا لم تنسَ لهم حرب السويس عام 1956.. وهى الحرب التى أنهت الإمبراطورية البريطانية.. وقطعت رأس الأسد.

إذا كان السؤال: هل لا تزال بريطانيا حانِقة على مصر بسبب هذه الحرب؟ فإن إجابة أغلب المصريين: نعم. كما أن المصريين لا يزالون حانقين على بريطانيا، بسبب شنّها حرب 1956.. وبسبب (8) سنوات من الاستعمار البريطانى لمصر.

(4)

هذه هى «بريطانيا القديمة».. فهل ثمّة جديد هناك؟.. الإجابة: نعم. إنها السيدة تيريزا ماى زعيمة بريطانيا.

يمكن للزعيمة البريطانية أن تعيد تصحيح المسار.. وأن تتجاوز التاريخ إلى المستقبل.. وأن تبنى جسراً من الثقة بين المسلمين وبريطانيا.

إن الزعيمة «ماى» هى التى سعتْ لطرد رموز التطرُّف الإسلامى من بريطانيا.. ورفع الحماية عنهم.. حين كانت وزيرة للداخلية.. لم تتردّد السيدة «ماى» فى سحب الجنسية منهم.. وترحيل بعضهم إلى حيث أتوا.

ولدى الزعيمة البريطانية موقف حاسم وحازم ضد تنظيم داعش.. حين قالت قولتها الشهيرة.. «يقولون إنهم الدولة الإسلامية.. إنهم ليسوا دولة وليسوا مسلمين». ثم مضتْ تتحدّث عن الإسلام الذى يؤمن به المسلمون وليس الإسلام الذى يُقدّمُه المتطرّفون.

إن رؤية رئيسة وزراء بريطانيا التى تفصِل بين الإسلام والتطرّف.. وبين المسلمين والإرهاب.. وتتّخذ على ذلك سياسات واضحة من أجل مواجهة التشدُّد وترسيخ التسامح والاعتدال.. تتوازى مع رؤيةٍ إنسانيةٍ أرحب تنهض على حماية النساء والأطفال واللاجئين والمهاجرين.. وتجريم استغلالهم.

لقد عبّرت السيدة «ماى» فى مقالها الشهير عن «العبودية الحديثة»، الذى نشرته صحيفة «ديلى تلجراف»، عن تلك الرؤية.. التى أوصت بإقرار «قانون العبودية الجديدة».

(5)

ثمة ما يدعونا إلى التفاؤل إذاً.. إنها السيدة ماى.. ومعها قطاعات مهمة فى الفكر السياسى البريطانى.. يُمثّلون معاً.. حقبة ما بعد الاستعمار.. أو بريطانيا الجديدة.

وثمّة ما يدعونا إلى عدم التفاؤل.. مثل تلك الأصوات الشاردة فى حزب العمال ممن يدعون إلى التفاوض مع «داعش».

تعانى بريطانيا الجديدة الكثير من التحديات والمعضلات.. لكنها يمكن أن تحظى بالكثير من التقدير والاعتزاز.. إذا هى قامت بردْم التاريخ.. وبناء الحاضر.. على أساس من التسامح والاحترام المتبادل.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر..

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا الجديدة بريطانيا الجديدة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon