توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شاحنة نيس إذْ تدهس الإنسانية

  مصر اليوم -

شاحنة نيس إذْ تدهس الإنسانية

أحمد المسلماني

نجح «مجرم نيس» فى أن يدهس مشاعرنا وقلوبنا قبل أن يدهس الأبرياء على الطريق.

إنه أحد أكثر الأخبار السيئة صدمةً وترويعاً.. ثم إنه أكثرها خطورة.. ذلك أنه أسّس لنظرية «الإرهاب السهل».. كيف يمكن للإرهابى أن يقتل أكبر عدد من الناس دون الحاجة إلى قنابل أو عبوات ناسفة.

إن يوم الرابع عشر من يوليو 2016 يمثل نقلة فنية مروعة فى تاريخ الإرهاب.. ذلك أنَّه تأسيسٌ لميكانيزم جديد وخطير.. ميكانيزم يتجاوز «نظرية الأمن».. ولا يحتاج إلى تجاوز «البوابات الإلكترونية».. أو تفادى أجهزة الكشف عن المفرقعات.. أو السلاح.

إنه أيضاً 40 ميكانيزم يمدِّد «جغرافيا الإرهاب».. حيث يمكن تنفيذ «إرهاب الدَّهْس» فى أى مكانٍ وزمانٍ.

إنَّه لا يحتاج إلى الانتقال عبر الحدود.. لا يحتاج «إرهاب الدَّهْس» إلى مطارات أو موانئ.. أو ممرات أو أنفاق.. يحتاج فقط إلى أن يمسك الإرهابى بعجلة القيادة.

إنَّه أيضاً يوسِّع مساحة الاحتمالات إلى اللاحدود.. إذْ يمكن لأى عدد من المتطرفين أن يمارسوا هذا النوع من الإرهاب.. ومن ثمّ فإن عمل أجهزة الأمن سيكون صعباً للغاية.. إذْ يتوجّب على رجال الشرطة أن يدققوا فى كل الناس تقريباً.. وتوسيع مساحة الاشتباه لتشمل الجميع!

إن «إرهاب الدهس» سيجد فرصةً دائمة ومنتظمة لممارسة جرائمه.. هناك الشوارع والمرافق المزدحمة.. هناك الأسواق والمتاجر والمسارح ودور العرض.. وإشارات المرور كثيفة العدد.. وهناك الأفراح والسرادقات.. والأعياد والمناسبات.

سيكون «إرهاب الدَّهْس» مُلهِماً للكثيرين من غير الإرهابيين.. سيتولّد لدينا نوع جديد من «إرهاب اليائسين».. أولئك المجرمين اليائسين.. أو المجرمين المكتئبين.. أو المجرمين السكارى. قطاعاتٍ أخرى.. كان العنف عندها يمكن أن يشمل شخصاً أو منضدة أو زجاجة ماء.. سيفكرون -فى حقدٍ- لماذا لا يتوسعون فى الغضب؟ ولماذا لا يرحلون؟ ولماذا يرحلون وحدهم؟.. ولماذا لا يرحلون ومعهم آخرون.. ولماذا لا يكون أكبر عددٍ من الآخرين معهم فى مشهد النهاية؟

إن المعلومات الأولية التى نشرتها الصحف الأوروبية حول «مجرم نيس» تشير إلى أنَّه لم يدخل المسجد قطّ.. وأنه كان مريضاً بالاكتئاب.. وأنّه ليس معروفاً لدى المخابرات الفرنسية من جهة الإرهاب.. ولكنه معروفٌ لدى دوائر الشرطة الفرنسية فى دائرة السطو والسرقة.

ثمّة أسئلة عديدة.. هل استجاب حقاً لدعوة داعش والعدنانى.. وقام بأكبر تطبيق لإرهاب الدهس؟ أم أنه كان مجرماً وفاشلاً.. وأراد ألا يرحل وحده؟.. أم أنه أراد أن يكون ختامه.. سياسياً، وعالمياً، وإعلامياً.. عوضاً عن أن يرحل بلا قيمة كما عاش بلا قيمة؟

.. يا لها من مأساة.. أن يقوم شخص أصابه التطرف أو أصابته لوثة عقل أو قلب.. بأن يمضى بأطنان من الأثقال على أجساد الأبرياء.. وأن يدهس الإنسانية.. صادماً الدين والدنيا معاً.. وصادماً كل الذين يؤمنون بأن هذا المجرم ليس منا، ولسنا منه.. وأن الإسلام هو من قبل ومن بعد.. الرسالة الكبرى لمبادئ الأخلاق.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاحنة نيس إذْ تدهس الإنسانية شاحنة نيس إذْ تدهس الإنسانية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon