توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى إعادة الاعتبار إلى ملك أفغانستان.. ظاهر شاه

  مصر اليوم -

فى إعادة الاعتبار إلى ملك أفغانستان ظاهر شاه

أحمد المسلماني

فى أفغانستان.. سقطت المملكة، ثم سقطت الدولة. مات الملك ولم يعش الملك.. وتعثّرت البلاد فى فوضى الجهاد.. وجهاد الفوضى.. وخرجت المملكة الجميلة، التى لطالما تألّقت.. جمالاً وقوةً، من حركة التاريخ.
(1)
إن من يتأمّل المشاهِد التى تعود إلى العصر الملكى الأفغانى.. سوف يندهش.. من هيْبة الملك وروْعة المملكة. سيجد المُشاهد ما لم يعُد يراه.. وما لا يُحتمِل أن يراه قريباً.. دولة قوية، وجيشاً قوياً.. ومجتمعاً متحضّراً ومتماسكاً.. اقتصاداً يتطوّر بلا توقّف.. ومشروعاً كاملاً للحداثة والنهضة يمضِى نحو المستقبل راسخاً وواثقاً.
لم يعد هناك شىء من ذلك.. لم تعد محطات التليفزيون تبث صور الملك والحكومة فى منصة العرض العسكرى، ولم يعد الإعلام يتحدث عن منجزات السلطة فى أفغانستان.. من تأسيس مدارس وجامعات إلى بناء جسور ومطارات.
ما تحفل به المحطات كل يوم «موجز أنباء الدماء».. وعرض أخبار الصراع والصدام.. توارت عناوين التنمية لصالح عناوين طالبان.. واختفت أخبار «النهضة» لصالح أخبار «الحركة».
(2)
تتعثر أفغانستان فى «أيديولوجيا الموت» منذ عقود.. وبينما تحاول الحكومة الحالية أن تبذل جهداً كبيراً من أجل استعادة الدولة.. لا تريد حركة طالبان أن تغادر المشهد حتى لو غادر الوطن!
سيطرت أنباء الملا عمر لسنوات، ثم جاءت أنباء الأمير الجديد لحركة طالبان الملاّ أختر منصور.. والآن تسود أنباء الأمير الثالث مولوى هيبة الله.
رَحَلَ الأمير الثانى الملا أختر منصور فى سيارة أجرة استقلها متخفياً فى زيارة غامضة إلى إيران.. وفى طريق العودة قضتْ عليه طائرة بدون طيار.
لم يكن «الأمير الثانى» موضِع إجماعٍ داخل الحركة.. وقد جاء «الأمير الثالث» أقلَّ توافقاً من «الأمير الثانى».. ذلك أن عدداً كبيراً من قادة طالبان رفضوا تولّى مولوى هيبة الله الإمارة.. وكان من بين الرافضين لمبايعة «الأمير الثالث» أبناء الملا عمر «الأمير الأول».
ولايزال كثيرون غير مقتنعين بولاية الأمير الثالث.. ويرونه «كادراً نظرياً» لم يحمل السلاح مثل الأميرين الأول والثانى.. ومن الصعب أن يتولى قاضٍ شرعى لم يحمل السلاح قيادة حركة عسكرية.. تحارب الكثير من الخصوم.
(3)
تبدو حكاية أفغانستان.. حكاية بلا نهاية. هى مسلسل مكسيكى.. تتولد الحلقة تلو الحلقة.. من الفراغ، وتمضى إلى الفراغ. ولا يشعر الأفغان بأملٍ كبيرٍ فى إنقاذ بلادهم من ملحمة الدماء التى تتوالى فصولها بلا انقطاع. ويتذكرون -باحترام وتقدير بالغ- عهد الملك القوى محمد ظاهر شاه.. ذلك الملك الوطنى البارع.. الذى تجاوز الحرب العالمية الثانية محافظاً على قوة الدولة.. بل وقائداً لتحديثها وقوتها.
أسس الملك ظاهر شاه.. أول جامعة.. كما أسس مطار كابول ومطار قندهار.. وحقق درجة عالية من التنمية الاقتصادية والسياسية.
من بعد الملك انتهت السنوات الرائعة.. وبدأت العقود العِجاف.. من فوضى القبائل إلى فوضى الجهاد.. شيوعيين ومتطرفين وإرهابيين.. تشاجروا على وراثة المملكة.. ولا يزالون.
لا يريد أحدٌ أن يسلّم للآخر.. وحين اندلع الجهاد الأفغانى ضدّ السوفييت.. صُدِم المسلمون بهوْلِ الحرب الأهلية بين المجاهدين.. وقتال الأحزاب الإسلامية بعضها الآخر.. وكلٌّ يرفع راية الإسلام.. منفرداً.. ومتهماً الآخرين بالعمل ضدّها. ولقد أسهبتُ فى كتابى «الجهاد ضد الجهاد» فى وصف مأساة «المجاهدين ضد المجاهدين».
(4)
كم كان الحُكم الملكى فى أفغانستان.. وطنياً وحداثياً ورائعاً.. وكم هو بائس «عصر الجماعات».. التى أرادتْ الحصول على كلّ شىء.. فهدمتْ كل شىء.
سيذكر التاريخ بكل الازدراء عصر طالبان.. وسيذكر بكل الاحترام عصر الملك ظاهر شاه.. فمِن بعد الملِك.. لا يعدو تاريخ أفغانستان إلا أن يكون سجِلاً للوفيّات.. أو هو فى قولةٍ واحدةٍ: موجز تاريخ الحزن!
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر.

 

GMT 12:51 2016 الأحد ,21 آب / أغسطس

بريطانيا الجديدة

GMT 10:11 2016 الأحد ,14 آب / أغسطس

10 خرافات حول الدكتور أحمد زويل

GMT 05:16 2016 الأحد ,24 تموز / يوليو

فتح الله جولن فى القاهرة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى إعادة الاعتبار إلى ملك أفغانستان ظاهر شاه فى إعادة الاعتبار إلى ملك أفغانستان ظاهر شاه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon