توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سياسة النفس الطويل

  مصر اليوم -

سياسة النفس الطويل

بقلم : زياد بهاء الدين

 أختلف مع ما كتبه العديد من المعلقين فى مصر والخارج ممن اعتبروا تحرك الدولة فى الأسابيع القليلة الماضية ضد عدد من الوجوه السياسية والحزبية، وآخرهم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، مرتبطا فى الأساس بالانتخابات الرئاسية المقبلة أو بإسكات الأصوات الداعية لمقاطعتها، بل أظن أننا أمام اتجاه ذى آثار طويلة وممتدة كما أنها تعبر عن كيفية إدارة البلد خلال السنوات الأربع القادمة.

من جهة الانتخابات الرئاسية فإن نتيجتها محسومة ولا أظن أن أحدا يتوقع فيها مفاجآت، صحيح أن الدولة حريصة على ألا تأتى نسبة المشاركة فيها أقل من عام ٢٠١٤ كى لا يقال إنها تعبر عن تراجع شعبية السيد رئيس الجمهورية، إلا أننى أعتقد أن الغالبية الساحقة من الناس قد حسمت مبكرا موقفها من المشاركة أو المقاطعة وبالتالى لن تتأثر كثيرا بالإجراءات الأخيرة.

المغزى الأهم لتلك الإجراءات أنها تضع قواعد وحدودا جديدة للعمل السياسى فى مرحلة ما بعد الانتخابات، أى خلال فترة الرئاسة الثانية، وبالتالى فهى بمثابة إعلان عن برنامج انتخابى سياسى للمرحلة المقبلة، ملخص هذا البرنامج أنه لا تزال هناك مقايضة ضرورية بين الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادى من جهة وبين الديمقراطية والحريات من جهة ثانية، وأن على الشعب أن يختار بين الاستقرار أو الفوضى، وأن يتحمل عواقب اختياره، فإذا اختار الاستقرار والنمو فإن هذا يعنى موافقته الصريحة على الاستمرار فى تقييد حرية العمل الحزبى والنشاط الأهلى والإعلام المستقل لأن هذه ضريبة الحفاظ على أمن البلد واستقراره، ومن هنا فإن التصويت المتوقع لصالح السيد رئيس الجمهورية بعد أسابيع قليلة يصبح فى الواقع تصويتا على هذا البرنامج السياسى شديد الوضوح الذى عبرت عنه الدولة فعلا وليس قولا فى الأسابيع الأخيرة.

نحن إذن أمام تغير مهم وممتد الأثر لأنه يتجاوز الأحداث الجارية والانتخابات القادمة، وهو أيضا يمثل تحديا كبيرا أمام من لا تزال عندهم الرغبة والقدرة على مواصلة الجهد دفاعا عن الديمقراطية والدستور من داخل حدود الوطن وفى إطار القيود والمخاطر التى يتعرضون لها كل يوم.

وفى تقديرى أن ما يحتاجه التيار المدنى الديمقراطى ــ أو ما تبقى منه ــ للتعامل مع هذا التحدى هو تجنب ردود الفعل المعتادة والمتعجلة التى لا تخلو من مثالية يبدو أحيانا أنها تسعى لتسجيل المواقف أو ترضية الضمائر بدلا من التفاعل مع الناس واستعادة ثقتها، المطلوب هو سياسة النفس الطويل التى تبدأ من تقدير واحترام مشاعر الجماهير ومخاوفها، والعمل على التفاعل مع المشكلات والقضايا التى تشغلها، والخروج من العزلة التى فرضها هذا التيار على نفسه قبل أن تفرضها عليه السلطة.

الدولة أفصحت مرة واثنتان وعشرات المرات عن نواياها وبرنامجها السياسى الذى لا لبس فيه، ولم يعد من المجدى استهلاك الوقت والجهد فى محاولة تفسير ما هو واضح، ومن يريد إعادة الاعتبار للديمقراطية لدى الرأى العام عليه الإنصات للناس والتفاعل معهم وإقناعهم بأن البلد لن يتقدم دون حياة حزبية وسياسية سليمة، وأن الأمن والاستقرار لن يتحققا فى غياب العدل واحترام الدستور، أما إذا استمرت الدعوة للديمقراطية والحرية مطلبا احتجاجيا، ساحته صفحات التواصل الاجتماعى، وأدواته البيانات والتوقيعات، فإن نتيجته سوف تكون المزيد من العزلة والمزيد من التشتت والتفرق.

شخصيا فقد قررت أن أبدا بنفسى وأمْنَح القراء الأعزاء راحة من هذا الحديث السياسى المتكرر وأصطحب من يحب منهم فى الأسابيع القادمة فى جولة حول أحوالنا الاقتصادية وحول الصعيد ومشاكله لعلها تساهم فى فتح حوار حول المستقبل.

نقلا عن الشروق القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة النفس الطويل سياسة النفس الطويل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon