توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البطاطس.. وغيرها

  مصر اليوم -

البطاطس وغيرها

بقلم : زياد بهاء الدين

هذا الأسبوع كانت الأزمة فى البطاطس، والأسبوع الماضى الطماطم، وقبلهما الفراخ، وقبل ذلك الخيار والفاصوليا والعدس. لا يكاد يمر أسبوع دون أن يتصدر المشهد نوع من الخضار أو اللحوم أو الأدوية أو الأسمدة، يرتفع السعر شيئا فشيئا ثم يقفز مرة واحدة حتى يصبح شراؤه من علامات الثراء والترف، ومصدر للهم والقلق، بينما كلها سلع أساسية المفروض ألا ينشغل بال الناس بها كثيرا.

فى كل مرة يدور ذات الحوار العقيم: السبب هو جشع التجار، بل تغيير مساحة المحصول، بل مؤامرة لضرب الاستقرار، بل تهريب السلع للخارج، بل الزيادة السكانية. والعلاج أيضا لا يختلف كثيرا: ضجيج إعلامى وطلبات إحاطة برلمانية تعقبها حملات من مفتشى التموين، ثم اقتحام لمخازن التجار وتصوير البضائع المكدسة داخلها، ثم تدخل الدولة بفتح منافذ خاصة لبيع السلع بأسعار مخفضة. وفى هذه المرة دخل أحد الأحزاب على الخط فأعلن عن توفير منافذ لبيع البطاطس بأسعار مخفضة فى مقاره من أجل مواجهة جشع التجار، وفقا للبيان الصادر منه.

مع ذلك تظل الأزمات متكررة، كل واحدة تفاجئ المسئولين وتدهشهم وتستدعى ذات التعليقات والمسكنات، لأننا فى الحقيقة لا نواجه القضية من جذورها ونتجنب مناقشة لب الموضوع: ما هى طبيعة الاقتصاد؟ وما أدوات الدولة فى إدارته؟ وهل الوسيلة المناسبة للحد من الارتفاع غير المبرر فى الأسعار هو السيطرة أم المنافسة؟
الدولة من جهة لا تملك حقيقة أدوات ضبط الأسواق والسيطرة على انفلات الأسعار بالوسائل التقليدية التى كانت فيما مضى تعتمد على التسعير الجبرى وعلى إنشاء المجمعات الاستهلاكية ومنافذ التوزيع فى كل أنحاء الجمهورية وعلى إطلاق حملات التفتيش. فالانتاج ليس فى يد الدولة، والأسواق خرجت عن سيطرتها، والتعاملات ممكنة بوسائل ومن خلال قنوات بعيدة عن الرقابة والرصد. مع ذلك فإن الاعتقاد السائد فى الشارع ولدى الكثير من الإعلاميين والبرلمانيين والمعلقين أن الدولة لا تزال قادرة على التحكم فى الأسعار والضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه مخالفة تعليماتها. 

ومن جهة أخرى فإن الدولة ليست مستعدة لترك آليات السوق الحرة تعمل بكفاءة ولا فتح الباب للمنافسة ولدخول أطراف جديدة بما يحد من الاحتكارات القائمة وبالتالى من الارتفاعات غير المبررة فى الأسعار، لأن البيروقراطية والمصالح القائمة تمنع صغار المنتجين والموزعين على الحصول على التراخيص اللازمة وعلى التمويل والتسهيلات والمعلومات التى تتيح لهم منافسة الأوضاع الاحتكارية القائمة خاصة فى مجال توزيع المواد الغذائية. وهذا يجعل الفلاح يبيع المحصول فى الأرض أحيانا بربع ثمن بيعه للمستهلك النهائى لأن سوق التوزيع واقعة تحت سيطرة احتكارات قائمة وبيروقراطية تحميها بالقصد أو دون معرفة بما يجعل دخول منافسين جدد فى مجال الانتاج والتوزيع شديد الصعوبة إن لم يكن مستحيلا. 

هذه الأسئلة والتحديات ليست جديدة، ولا موضوع الارتفاعات المفاجئة وغير المبررة فى أسعار السلع الرئيسية وافد علينا. ولكن موجة الغلاء العاتية التى اجتاحت البلد منذ نهاية عام ٢٠١٦ وفوضى الاسعار التى نتجت عنها تجاوزت ما اعتاد الناس عليه وكشفت اكثر مما مضى عن ضرورة اعادة التفكير بجدية فى دور الدولة وأدواتها فى إدارة الاقتصاد.
بمقدورنا أن نستمر فى لوم التجار على جشعهم، ومباحث ومفتشى التموين على تقاعسهم، والناس على اسرافهم، وكل هذا لن يغير من حقيقة أن الاسواق مضطربة والأسعار منفلتة لأن الاقتصاد ليست له هوية محددة ولا اتجاه واضح، والمواطن هو الضحية.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطاطس وغيرها البطاطس وغيرها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon