توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة خاصة إلى قرية «الدوير»

  مصر اليوم -

زيارة خاصة إلى قرية «الدوير»

بقلم : زياد بهاء الدين

 أحب التردد على قرية «الدوير» بجنوب محافظة أسيوط كلما سنحت لى الفرصة لذلك، ليس فقط لأنها قرية عائلة والدى وفيها الأهل والأصدقاء، وإنما أيضا لأن زيارتها كانت ولا تزال مصدرا مستمرا للوعى بطبيعة المعيشة وتحدياتها فى الريف المصرى وبخاصة فى محافظات الصعيد.

ولكن الأسبوع الماضى كان لزيارتى سبب مختلف، وهو انتهاء تنفيذ عدد من المشروعات التنموية لجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين فى القرية، وعلى رأسها تجديد المدارس الخمس الرئيسية، وتطوير مركز الشباب، وإنشاء مركز لرعاية ودمج الأطفال ذوى الإعاقة، وإنشاء ثلاث عيادات ومعمل تحاليل بالوحدة الصحية، وإضافة أجهزة جديدة للغسيل الكلوى ولرعاية الأطفال المبتسرين بمستشفى صدفا المركزى (الذى تتبعه قرية «الدوير»)، وأخيرا وليس آخرا صيانة مركز أحمد بهاء الدين الثقافى واستكمال ما كان ينقصه من معدات وتجهيزات لكى يستأنف نشاطه بشكل كامل فى خدمة أبناء وبنات محافظتى أسيوط وسوهاج.

وقد تم تنفيذ هذه المشروعات خلال العامين الماضيين بمنحة من «المبادرة الكويتية لدعم مصر» والتى أطلقتها مجموعة من السيدات الكويتيات منذ خمسة أعوام وفاء لمصر وتقديرا لشعبها، برئاسة السيدة/ عادلة الساير، ومتابعة السيدة/ فريال فريح وزميلاتها، وتحت مظلة جمعية الهلال الأحمر الكويتية. وقد تم الاتفاق معها بموافقة وزارة التضامن الاجتماعى ومساندة الوزيرة/ غادة والى، أما التنفيذ العملى لكل مكونات المنحة فكان محل متابعة ودعم مستمر من السيد محافظ أسيوط المهندس/ ياسر الدسوقى الذى أسعد أهالى القرية بزيارته ولقائه بهم فى مركز أحمد بهاء الدين الثقافى فى نهاية الجولة، كما كان وزير الشباب والرياضة المهندس/ خالد عبدالعزيز داعما لمشروع تطوير مركز شباب قرية «الدوير»، ولهم جميعا كل الشكر والتقدير، ومعهم كل العاملين فى جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين الذين بذلوا جهودا مضنية طوال العامين الماضيين ونجحوا فى تنفيذ المشروع وفى كسب ثقة وتقدير أهالى المنطقة.

ولأن الهدف مما سبق لم يكن مجرد تحسين الخدمات العامة فى قرية واحدة بالصعيد، بل تقديم تجربة قابلة للتكرار فى مئات القرى المصرية، فاسمحوا لى أن أشارككم بعض ما استفدت به من هذه التجربة:

• أن الدولة وحدها لن تقدر على مواجهة تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية دون مشاركة المجتمع المدنى، ليس فقط لما يمكن أن يضيفه من جهد وموارد وخبرات، وإنما أيضا لما له من قدرة على التواجد على الأرض والنفاذ فى المجتمع والتفاعل مع الناس من خلال قنوات وعلاقات مختلفة تماما عن علاقة السلطة بالمواطنين. وهذا يقتضى إعادة النظر فى قانون الجمعيات الأهلية وفِى ضوابط نشاطها وتمويلها وإدارتها لأن استمرار العمل بالقانون الحالى يحرم المجتمع من موارد وخبرات وجهود تطوعية بالغة الأهمية خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

• أن البناء على ما هو قائم وتحسين الخدمات والمرافق الموجودة أفضل وأكثر كفاءة من إنشاء مبان جديدة وكيانات موازية. الأسهل بالنسبة لجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين كان بالتأكيد توجيه المنحة الكويتية نحو بناء مدرسة أو وحدة صحية جديدة، والأفضل إعلاميا هو الاحتفال بافتتاح مبنى جديد بدلا من الانشغال بتجديد وتطوير منشآت موجودة بالفعل ومتهالكة ولكل منها مشاكله وعماله والمصالح المتداخلة فيه. ولكن لا شك أن العائدين الاقتصادى والاجتماعى من استغلال الإمكانات المتاحة والبناء على ما هو قائم أكبر بكثير من ترك أصول الدولة وخدماتها تتهالك وتفقد قيمتها بالكامل.

• أن الجانب الذى قامت جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بتنفيذه والمتعلق بصيانة وتجهيز المبانى وإضافة أجهزة فى العيادات وتطوير الملاعب لا يمثل سوى الجانب الإنشائى من عملية التنمية، أما الأهم فهو الاستمرار فى تدريب وتطوير كفاءة مقدمى هذه الخدمات وضمان استدامة جهودهم، وهو ما تعمل الجمعية على تنفيذه هذا العام. ولكن الواقع أن قوانين الدولة والنظم المعمول بها تجعل التبرع بأدوات مدرسية أو بمعدات عيادة طبية أسهل من التبرع لتدريب الممرضين والمدرسين، ولهذا تكثر التبرعات بالأجهزة الطبية والمدرسية فى كل أنحاء البلد دون أن يصاحبها تحسن فى مستوى الخدمات. وعلى الدولة أن تضع الآليات والضوابط المناسبة التى تيسر على المجتمع المدنى المشاركة فى رفع كفاءة مقدمى الخدمات العامة دون أن يعتبر ذلك رشوة أو شراء للنفوذ.

• وأخيرا فإن العنصر الحاسم فى نجاح أى جهود تنموية، سواء كانت من جانب الدولة أم من جانب القطاع الخاص أو الأهلى، هو بناء جسور الثقة مع المستفيدين من تلك الجهود، ومشاركتهم فى تحديد ما يحتاجون إليه، ومراقبتهم لما يجرى تقديمه من خدمات لأنهم فى النهاية أصحاب المصلحة والأقدر على حمايتها. أما أن يتم اتخاذ القرار بعيدا عن الناس، وفرضه عليهم من منظور أن عليهم تقدير الهبات والعطايا التى تقدم لهم، فلا يمكن أن يأتى بنتائج إيجابية ولا بعائد مستدام.

تحياتى وتقديرى لكل من ساهموا فى نجاح برنامج تطوير قرية «الدوير» وأرجو أن يكون بداية تطبيق مبادرات مماثلة فى قرى مصر جميعا.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة خاصة إلى قرية «الدوير» زيارة خاصة إلى قرية «الدوير»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon