توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حقيقة ما قاله البنك الدولى عن الفقر

  مصر اليوم -

حقيقة ما قاله البنك الدولى عن الفقر

بقلم: زياد بهاء الدين

أثار تصريح منسوب إلى البنك الدولى الأسبوع الماضى، بأن نسبة الفقر بين المصريين قد ارتفعت من ٢٤% عام ٢٠١٠ إلى ٣٠% عام ٢٠١٥ ثم قفزت إلى ٦٠% عام ٢٠١٩، عاصفة من الذهول والانتقاد على صفحات التواصل الاجتماعى. والمذهل طبعا فى التصريح أن تحدث هذه القفزة الأخيرة التى تضاعفت فيها نسبة الفقراء فى مصر حتى قاربت ثلثى السكان خلال السنوات الأربع التى جرى فيها تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى برعاية صندوق النقد والبنك الدوليين، وأن تثور هذه العاصفة قبل زيارة رئيس البنك الدولى لمصر بأيام قليلة.

لولا أن الرقم المشار اليه ليس صحيحا، وأن البنك الدولى لم يصرح بذلك على وجه الدقة.

والواقع أن البنك الدولى أصدر يوم الثلاثاء الماضى بيانا أعلن فيه عن مد اتفاق التعاون مع مصر لمدة سنتين إضافيتين تأتيان بعد نهاية برنامج الإصلاح الاقتصادى المنفذ خلال السنوات الأربع الماضية. وقد أشار البيان إلى التحسن الذى طرأ فى المؤشرات الكلية للاقتصاد المصرى نتيجة لتطبيق البرنامج وعلى رأسها زيادة معدل النمو، وزيادة الصادرات، وبدء انخفاض معدل التضخم، وارتفاع الاحتياطى النقدى لدى البنك المركزى.

ولكن ما أثار الخلط أن البيان تضمن أنه برغم النتائج المهمة التى تحققت إلا أنه ــ والترجمة التالية من عندى ــ «المزيد من الجهود لا تزال مطلوبة من أجل الإسراع بعملية الدمج الاقتصادى واستيعاب قوة العمل الآخذة فى النمو، اذ حوالى ٦٠% من شعب مصر يعانى إما من الفقر أو مهدد به (either poor or vulnerable) وعدم المساواة يتزايد، وقد كان معدل الفقر قريبا من ٣٠٪؜ عام ٢٠١٥ بعد أن ارتفع من ٢٤٪؜ عام ٢٠١٠... بالإضافة إلى الاختلافات الجغرافية الصارخة والتى تتراوح من ٧٪؜ فى محافظة بورسعيد إلى ٦٦٪؜ فى بعض محافظات الصعيد».
نسبة الفقر إذن لم ترتفع من ٣٠ إلى ٦٠ ٪؜ على نحو ما شاع على صفحات التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية، وهذا يستحق التوضيح لكى يكون فى الحوار جدية ومصداقية. والغريب أن إعلامنا الرسمى حينما يجد مدحا فى الحكومة وأدائها يبرزه ويحتفى به أحيانا بمبالغة وتضخيم، ولكن حينما ينتشر خبر غير دقيق على هذا النحو فإنه لا يجد فى جعبته إلا التجاهل بدلا من البحث فى أصل الموضوع والتدقيق والرد عليه بما يحترم ذكاء الناس.

ومع ذلك فإن كان ما نُقل عن البنك الدولى ليس صحيحا، فإن ما جاء فيه بالفعل يستحق التوقف والتفكير، وألخصه فى النقاط الأربع التالية:

أولا) أن تطبيق برنامج الإصلاح ‏الاقتصادى ‏قد حقق بالفعل نتائج إيجابية على مستوى المؤشرات الاقتصادية الكلية، وهذا فى حد ذاته جيد للغاية ولا داعى للاستهانة به.

ثانيا) أن البرنامج مع ذلك لم يحقق تحسنا فى معيشة المواطنين بل عرضهم لغلاء شديد وتدهور فى الخدمات العامة على نحو اثر على المجتمع كله وبخاصة طبقته الوسطى، وذلك بسبب عدم نمو الاستثمار فى المجالات الإنتاجية، وبالتالى عدم استحداث فرص عمل مستدامة ولا زيادة كافية فى الدخول.
ثالثا) أن عدم تغيير المسار الحالى لكى يكون اكثر شمولا وعدالة وتحقيقا لاحتياجات الناس لا يعنى فقط استمرار معدل الفقر الحالى، بل يهدد أيضا نسبة لا يستهان بها من المواطنين لا يعتبرون اليوم فقراء ولكن لا يعتبرون أيضا متجاوزين لخطر الوقوع فى دائرة الفقر لأن ظروفهم الحالية لا تمنحهم الحماية والطمأنينة الكافيين.
رابعا) أن الفجوة الاجتماعية الأكبر لا تزال بين المناطق المختلفة فى مصر. وللأسف فإن الصعيد، برغم كل الهيئات التى تشكلت واللجان التى انعقدت والقروض التى أبرمت، لا يزال فى مكان مختلف تماما ليس فقط من حيث الدخول ولكن أيضا فى كل مؤشرات التنمية البشرية وفى مستوى الخدمات العامة، وهذه يجب أن الأولوية المطلقة لأى برامج اقتصادية تالية.

البنك الدولى ليس مالكا للحقيقة ولا محتكرا لها، ولكن التعليق على ما جاء ببياناته وتصريحاته يحتاج قدرا من الدقة والتمحيص لكى لا نندفع وراء كل ما يبدو إيجابيا وننفر من كل ما نعتقده مسيئا. والأهم من ذلك أن نحدد أولوياتنا القومية بأنفسنا وبما يحقق صالح غالبية المواطنين. وفى الوقت الحالى فإن الأولوية هى إطلاق طاقات الاستثمار الانتاجى المعطلة، وزيادة فرص العمل المستدام، ووضع العدالة الاجتماعية فى الصدارة.
•••
مع تمنياتى برمضان كريم.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقيقة ما قاله البنك الدولى عن الفقر حقيقة ما قاله البنك الدولى عن الفقر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon