توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبقرية المهندس المصري القديم

  مصر اليوم -

عبقرية المهندس المصري القديم

بقلم - زاهي حواس

يجب علينا أن ندرس ما قام به المصريون القدماء من إنجازات عظيمة في كل مجالات الحضارة؛ ولا يزال علماء اليوم يحاولون فك طلاسم العبقرية المصرية القديمة. إن الإبداع الذي حدث في عصر الفراعنة يرجع إلى نقطة هامة جداً وهي إيمان المصريين القدماء بالحياة في العالم الآخر. إن البحث عن الآخرة هو الذي دفع الفراعنة لبناء أهرامات ما زال العالم يتحدث عن أسرار بنائها إلى الآن. كذلك برع المصريون القدماء في الفلك واستطاعوا أن يعرفوا التقويم الشمسي، ورصد النجوم والكواكب وتدوين الظواهر الطبيعية؛ ولذلك استطاعوا أن يعرفوا عدد شهور السنة وعدد الأيام.

وكان هناك مدينة «أون» القديمة تخرج في جامعاتها علماء في الطب والهندسة والفلك؛ وخرجت منها أول نظرية عن خلق الكون ونظريات الفنون والعمارة والأدب. وقد وجدنا في العصر الحالي أن الفيضانات التي تأتي لوادي الملوك تأتي بشكل قوي وخطير وتدخل المياه داخل المقابر وتعرضها للتدمير الكامل. 

وكانت المفاجأة أننا اكتشفنا أن الفراعنة درسوا مسار الفيضانات في الوادي الشرقي والغربي، وكانوا يبنون المقابر الملكية بعيداً عن مخرات السيول، وبذلك تكون محمية من مخاطر الفيضانات. وكان الفراعنة أيضاً لديهم معرفة ممتازة بعلم الجيولوجيا ودراسة طبيعة صخر الجبل، والشروخ التي توجد به. 

فكان المصري القديم يحفر مقابره عكس الشروخ، فإذا كانت الشروخ عرضية فيتم حفر المقبرة، أما إذا كانت طولية فلا يتم حفر المقبرة في هذا المكان. وكشفنا أيضاً أن المعماري المصري القديم الذي كان يضع مخططات المقبرة ومسؤولاً عن متابعة أعمال الحفر، وفي حال الكشف عن عيوب موجودة في الصخر كان يتم وقف العمل واختيار مكان آخر. ولذلك من المهم جداً لأي أثري قبل أن يعمل في أي موقع أثري أن يقوم بدراسة الصخر ومسار السيول لكي يحدد المكان الذي يمكن أن تختفي فيه المقابر، ولدينا دليل على ذلك من مكان مقبرة الملكة «حتشبسوت» - أول مقبرة تبنى بوادي الملوك - ولم يتم بناؤها داخل الوادي نفسه بل بنيت في الوادي الخلفي أو في الفرع الصغير من الوادي، والهدف الأول هو إخفاء المقبرة عن أعين اللصوص. وهناك معلومة أخرى وهي أن المقابر كانت تحفر في مستوى أعلى من مستوى الأرض. 

وقد عثر في وادي الملوك الشرقي على الطريقة التي استخدمها الفراعنة للحفاظ على الوادي من السيول، حيث حفر مجرى في أعلى الجبل تنزل عليه السيول، وبعد ذلك تم عمل قنوات لكي تصرف فيها مياه الفيضانات إلى أرضية الوادي بعيداً عن المقابر. وكانوا يقيمون السدود الصغيرة داخل هذه القنوات حتى تهدأ من سرعة جريانها. إن الحفر في وادي الملوك يجعلنا نفكر دائماً في الطريقة التي كان يفكر بها الفراعنة لكي نعرف المكان الذي وضعت فيه المقبرة التي يريد أن يحيى فيها في الحياة الأخرى أو في «جنة الأيارو» وهو اسم الجنة عند المصريين القدماء؛ ولذلك كان يعد المقبرة وداخلها الرسومات التي تساعده على أن يجتاز الصعاب حتى يصل إلى مقابلة «أوزوريس» في العالم الآخر، وبالإضافة إلى المقتنيات الموجودة داخل المقبرة والتي سوف يستعملها في العالم الآخر... الإيمان بالعالم الآخر هو الذي بنى مصر.

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبقرية المهندس المصري القديم عبقرية المهندس المصري القديم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon