توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران والخليج... هل يُلدغ المؤمن من جحر مرتين؟

  مصر اليوم -

إيران والخليج هل يُلدغ المؤمن من جحر مرتين

بقلم : مصطفى فحص

على مدى 40 سنة من عمر الثورة في إيران، أثبتت التجربة أن النظام الإيراني يلجأ فقط تحت الضغط إلى إظهار حسن نواياه أو استعداده إلى تقديم التنازلات، خصوصاً عندما يتعرض لتهديد مباشر يزعزع استقراره أو يمس مصالحه. تاريخياً، لم يُعلن مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني قبوله بوقف الحرب مع العراق، وتنفيذ القرار الأممي رقم 598، الذي وصفه بتجرع كأس السم، إلا بعد تعرضه لخسارة عسكرية قاسية في الفاو وجزر مجنون، وتراجع قواته أمام التقدم العراقي. وفي السياق نفسه، فقد أدَّت العقوبات المالية القاسية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى موافقة المرشد السيد علي خامنئي على تقديم تنازلات صعبة في الملف النووي، نتيجة الضغوط التي تعرض لها الاقتصاد الإيراني في تلك المرحلة، والتي كشف عنها الرئيس الإيراني الأسبق الراحل الشيخ رفسنجاني، عندما لمح في أكثر من تصريح إلى أن خزينة بلاده فارغة. ومن الواضح أن السلوك الدبلوماسي الإيراني منذ أيام تجاه واشنطن ودول الجوار العربي، الذي يحاول إظهار طهران بموقع الراغب في إجراء مفاوضات بناءة مع الأطراف المعنية بأمن واستقرار منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط كافة، لم يكن نتيجة تغير مفاجئ في قناعات طهران، بل هو على الأرجح نتيجة نجاح واشنطن في إلزام الدول التي تتعاون اقتصادياً مع إيران، خصوصاً في مجال الطاقة، بتطبيق المرحلة الثانية من العقوبات التي تمنع إيران من تصدير نفطها. كما أن قرار تطبيق تصفير صادرات إيران النفطية تزامن مع إرسال واشنطن تعزيزات عسكرية إلى منطقة الخليج، ساهمت في منع محاولات طهران الالتفاف على العقوبات من خلال تهريب نفطها عبر السوق السوداء، التي أصبحت تحت رقابة الأسطول العسكري الأميركي الذي بات جزءاً من آليات تطبيق العقوبات، وكأن واشنطن تخضع إيران بشكل أحادي تحت مظلة البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وتلوح بإمكانية القوة من أجل إلزام الجميع بتطبيق العقوبات النفطية.
عملياً، رغم التطمينات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب من طوكيو، بأن إدارته لا تريد تغيير النظام في إيران، فإن قلق طهران يزداد بسبب جدية واشنطن في الحرب الاقتصادية على النظام، ما دفعها للبحث عن مخارج مؤقتة للأزمة، بانتظار نجاح مساعي الوسطاء في إقناع البيت الأبيض بالتخفيف من شروطه التي يطالب طهران بتطبيقها قبل البحث باتفاق نووي جديد. ففي إطار مساعيها لتجنب تجرع «برميل السم» الذي تعرضه واشنطن عليها هذه المرة، كثفت طهران في الآونة الأخيرة من مساعيها لفتح ثغرة في الجدار الخليجي، عبر تمرير رسائل إيجابية بعدة اتجاهات، لعلها تساعدها أولاً على التخفيف من حدة الضغوط الأميركية، ومن جهة ثانية في تجنب قرارات قاسية تصدر عن القمتين الخليجية والعربية المزمع عقدهما في مكة المكرمة آخر الشهر الحالي، سوف تزيد من عزلتها الخليجية والعربية. وفي هذا الإطار، بادر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى الإعلان عن رغبة بلاده في بناء علاقة متوازنة مع جميع الدول الخليجية، وأكد في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره العراقي محمد الحكيم في أثناء زيارته الأخيرة لبغداد أن بلاده «عرضت توقيع اتفاق عدم اعتداء مع جيرانها في منطقة الخليج».
الرد الخليجي على الاقتراح الإيراني جاء مباشرة من الكويت التي زارها نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، حيث نقلت صحيفة «النهار» الكويتية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية نفيه أن إيران قد تكون عرضت هذا الأمر على الكويت.
ومن جهتها، ردت جريدة «القبس» الكويتية في افتتاحية يوم الاثنين الماضي على ما تم تداوله من عرض إيراني يتطلع إلى علاقة حسن جوار مع دول الخليج العربي، حيث ذكرت طهران بما ارتكبته في الكويت والبحرين واليمن ولبنان وسوريا، واختتمت الافتتاحية بقولها: «نقولها بالفم الملآن: لسنا كالنعامة الدافنة رأسها في الرمال ولا ترى شيئاً، ولسنا بالسذاجة التي يعتقدها ظريف وعراقجي المحشوران حالياً في كيفية تبييض صفحة حكومتهما بعدما بلغ السيل الزبى واقتربت ساعة الحقيقة... حقيقة نوايا هذا النظام الذي وضعت ممارساته العدائية كل المنطقة فوق فوهة بركان... وأي بركان!».
تحت ضغط العقوبات، يسعى جواد ظريف إلى طمأنة المجتمع الدولي بأن مرشد الجمهورية الإيرانية قال سابقاً «إيران لا تريد امتلاك سلاح نووي»، فهل من الممكن أن يدفع تطور الأحداث الوزير ظريف إلى تحسين صورة نظامه، والقول إن القيادة الإيرانية لا تسعى للتدخل في شؤون جيرنها، أم أنه بعد القمتين لن تعود طهران قادرة على لدغ جيرانها من نفس الجحر مرتين؟!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والخليج هل يُلدغ المؤمن من جحر مرتين إيران والخليج هل يُلدغ المؤمن من جحر مرتين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon