توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما بكت النار وهى تأكل أبناءنا

  مصر اليوم -

عندما بكت النار وهى تأكل أبناءنا

نهاد أبو القمصان

كان من المفترض أن أكمل مقالات بدأتها عن العنف ضد المرأة وعدم إمكانية السكوت وضرورة التصدى له، لكن شعرت أن السكوت على قتل 18 طالباً وطالبة من أبنائنا محترقين وهم فى طريقهم إلى المدرسة بالإضافة إلى إصابة 19 آخرين بعضهم فى حالة حرجة هو كأننى أشارك فى هذه الجريمة بالصمت.

هذه ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة طالما لا نشعر بهول الكارثة ويسير كل منا فى طريقه يستكمل ما اعتاد عليه، والسؤال الذى يدور فى ذهنى: هل هناك معنى للموت بهذه الطريقة البشعة؟ هل كانت النار تبكى وهى تأكل أبناءنا بهذه القسوة، وهى تشعر بالعجز عن التوقف لأنها بلا إرادة، لكن صراخ الأطفال يؤلمها؟ هل ترأفت بحال الضابط الذى كان مصطحباً زوجته وطفله وأمه فى السيارة الأخرى المنكوبة؟ هل بكت عليهم جميعاً وهى لا تملك التوقف عن التهامهم واحداً تلو الآخر؟ هل كانت سريعة ووهبتهم موتاً رحيماً أم كانت بقسوة البشر الذين انتهت ضمائرهم وتحولت قلوبهم أشد قسوة من الحجر ولا يشعر أى طرف بالذنب، بل يحاول الجميع إلقاء التهم على الجميع لترسو فى النهاية على حوار تافه حول سائقى النقل وكأنهم هم الأشرار والجميع أخيار.

فى الحقيقة، هذه الحادثة جزء من سلسلة جرائم إبادة للشعب المصرى على الطرق؛ فموتانا على الطريق كل عام تخطوا شهداء حرب أكتوبر واقتربوا من شهداء التفجيرات فى العراق والحروب الأهلية فى كثير من الدول.. والمسئولية معروفة.

مهندسو الطرق الذين يصممون طرقاً تخلو من عوامل الأمان والذين يتسلمون طرقاً غير مطابقة لأى مواصفات، إما بالرشوة وإما بضعف الكفاءة، المقاولون المشاركون فى تنفيذ الطرق وهم يعلمون حجم الغش ولكن على يقين أن هذا البلد بلا صاحب واحد يسأل أو يحاسب.

ضباط المرور الذين يقبلون استخراج رخص دون اختبارات حقيقية لأسباب لها علاقة بالمجاملات وغيرها، والذين لا ينفذون قانون المرور بصرامة ويتركون أمناء الشرطة يتعاملون وكأنهم آلهة بأيديهم العقاب أو العفو، وكله حسب التقدير، والذين يخرجون فى حملات مرورية تكشف نسباً هائلة من سائقى النقل المتعاطين للمخدرات ولا يحوَّلون للجنايات بتهم التعاطى!

مسئولو المحليات الذين يتركون الناس تعبث بالطرق وتقوم بعمل مطبات صناعية «ملاكى» أمام كل بيت غير مطابقة للمواصفات وتزيد من تدهور الطرق المهترئة أساساً، والذين لا ينفقون أموال المحليات على خدمات حقيقية تحسن من جودة الطرق والإنارة والنظافة، وتهدر الأموال فى مؤتمرات أو مجاملات أو حفر وردم الشارع الرئيسى، وذلك بلا رقيب أو حسيب، وكله بالحب.

مديرو المدارس الذين يقبلون أن يعبَّأ أطفالنا كالمواشى فى أوتوبيسات أو مركبات لا تصلح للاستخدام ودون الكشف عن كفاءة المركبة أو سائقيها، مسئولو وزارة التعليم الذين يشتكون دائماً من قلة الميزانيات دون النظر فى حسن استخدام هذه الميزانيات وترتيب الأولويات.

والقائمة طويلة.. وفى مقدمتهم كل وزير معنى وذى صلة ورئيس الوزارة ورئيس الجمهورية.

إذا لم ينظر كل منا كل صباح إلى ابنه أو ابنته ويذكر كل طفل التهمته النيران وهو فى طريقه للمدرسة ويدرك المدة الذى ظل يصرخ فيها والألم الذى تحمله، إذا لم نضع أنفسنا مكان كل أم وكل أب أودع طفله فى أمانتنا ليعود له متفحماً أو فى حالة خطرة فلا بارك الله لنا أو لأولادنا.

ولا بارك الله فى وطن يأكل الفساد أولاده ونسير وكأن شيئاً لم يحدث.

 

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما بكت النار وهى تأكل أبناءنا عندما بكت النار وهى تأكل أبناءنا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon