توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعايير المحايدة للجان لا ترى النساء

  مصر اليوم -

المعايير المحايدة للجان لا ترى النساء

نهاد أبو القمصان

صدر قرار رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة عليا للإصلاح التشريعى، يكون هدفها إعداد وبحث ودراسة مشروعات القوانين والقرارات الجمهورية وقرارات رئيس مجلس الوزراء، فضلاً عن بحث ودراسة ومراجعة مشروعات القوانين الرئيسية.
ويعد هذا القرار مهماً لحل مشكلة تعدُّد القوانين وتضارُبها فى بعض الأحيان، لكن تبقى المشكلة فى تشكيل هذه اللجنة وأى لجنة أخرى، أنها تعتمد على معايير محايدة فى واقع لم يكن أبداً محايداً تجاه المرأة، فعادة ما تبدو المعايير موضوعية، لكنها فى حقيقة الأمر تمثل استبعاداً وإقصاءً للمرأة فى أغلب الأحيان ناتجاً عن ظلم متراكم نتيجة التمييز المتعمّد ضد المرأة فى مجالات مهمة فى صناعة القرار، حيث نص القرار أن يكون تشكيل اللجنة «من رئيس مجلس الوزراء، ووزير شئون مجلس النواب والعدالة الانتقالية، ووزير العدل، ورئيس مجلس الدولة، ومفتى الجمهورية، ووكيل الأزهر، ورئيس هيئة مستشارى رئيس الوزراء، ورئيس قسم التشريع بمجلس الدولة، ومساعد وزير العدل لشئون التشريع، بالإضافة إلى ثلاثة من أساتذة الحقوق، واثنين من رجال القضاء، واثنين من المحامين يختارهما مجلس نقابة المحامين، وثلاثة من رجال القانون من الشخصيات العامة يختارهم رئيس الوزراء»، ولا يوجد أىٌّ من شاغلى هذه المناصب التى أغلبها قضائى امرأة ليس لسبب يعود إليها، ولكن لموقف القضاء المتعنّت من تعيين النساء لعقود، أما المناصب الأخرى فحدث بلا حرج عن التمييز ضد أساتذة الجامعات وعدم وصولهن إلى الرئاسة أو العمادة إلا فى القليل النادر، كما يخلو مجلس نقابة المحامين من أى محامية، نظراً لهيمنة الإخوان عليها لسنوات طويلة.
هذا التشكيل يفتقد إلى غياب الضمانات لوجود المرأة فى هذه اللجنة أو غيرها، ويكرّس إقصاء النساء ويسهم فى افتقاد القوانين رؤية نصف السكان.

لذا لا بد أن يكون هناك شرط حاكم فى تشكيل هذه اللجنة وأى لجنة «بألا تقل عن الثلث لضمان تمثيل نصف المجتمع».
فدون هذا الشرط ربما لا يتذكر من يقوم بالتشكيل مشاركة المرأة أو يعتبره عبئاً ثقيلاً يضطر معه إلى وضع امرأة على سبيل الديكور وذراً للرماد فى العيون، ولنا فى كتابة الدستور مثل وعبرة، حيث خلت لجنة الخبراء العشرة من خبيرة واحدة.

ولم تكن المرأة فى لجنة الخمسين أوفر حظاً، حيث اقتصرت أغلب الجهات فى مصر على دعم المرأة شفوياً فقط دون الالتزام بالتطبيق.
ورغم ما تلعبه قطاعات الفنون والآداب من دور تنويرى مهم وتذخر أدبيات الكتاب والمثقفين بكتابات عن ضرورة إلغاء التمييز والإقصاء للمرأة المصرية، لم يرشح المثقفون فى أى قطاع، سواء المجلس الأعلى للثقافة أو اتحاد الكتاب أى سيدة، لا أساسية ولا احتياطية.

ولم ترشح النقابات المهنية (محامين، أطباء أو حتى صحفيين أو النقابات والاتحادات العمالية أو الفلاحية) أى سيدة لا أساسية ولا احتياطية.
وغياب شروط نوعية حاكمة فى معايير الاختيار جعل حتى رئيس الوزراء ملتزماً بالحد الأدنى الوارد فى القرار الدستورى لتشكيل لجنة الخمسين، الذى نص على ضرورة تمثيل المرأة بما لا يقل عن 10، لكن ترشيحات مجلس الوزراء فيما يتعلق بالمرأة اكتفت بالحد الأدنى، وهو امرأة واحدة عضو أساسى وامرأة واحدة عضو احتياطى، الخلاصة دون شرط حكم لمشاركة المرأة سيتم إقصاؤها، سواء عمداً أو سهواً.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعايير المحايدة للجان لا ترى النساء المعايير المحايدة للجان لا ترى النساء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon