توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعوة لطيفة أم جريمة؟

  مصر اليوم -

دعوة لطيفة أم جريمة

بقلم : نهاد أبو القمصان

انتشر فيديو لشاب تقدم نحو فتاة، طالباً منها أن يقدم لها قهوة، وإذا بالمواقع تشتعل ما بين إدانة الشاب، والدفاع عنه، أو الهجوم على الشابة وإدانتها، والبعض رآها مؤامرة سياسية لإلهاء الشعب عن قضايا أهم، لكن فى الحقيقة مثل هذه الوقائع هى محرك مهم للنقاش فى قضايا مسكوت عنها، وإذا أخذنا النقاش بجدية ربما ساعدنا على الحد من مشكلات كبيرة، بل وجرائم تتعرّض لها الفتيات كل يوم وفى كل مكان، والسؤال هنا: هل الدعوة إلى القهوة تحرش؟ وهل تصوير الشخص ونشر الصورة هو الحل، أم أنه حل العاجز عن إيجاد أى دعم، وغياب الحماية من جانب الجهات المعنية؟

نعم الدعوة إلى القهوة دون سابق معرفة، ودون رضا، جريمة تحرش، فتعريف التحرش «جميع الأفعال غير المرغوب فيها أو ذات الطابع الجنسى، التى تسىء إلى المتلقى، وتسببت فى شعوره بالأسى أو الإهانة أو التهديد»، هنا نحن أمام واقعة شابة تقف بمفردها، فإذا بشاب يقترب منها، منتهكاً ما يُعرف بالمجال الخاص بها ويعرض عليها مصاحبته للقهوة، وذلك دون سابق معرفة، ماذا ستشعر، أنها عاهرة يريد التفاوض معها، وهو الشعور بالإهانة، أو تاجر أعضاء بشرية يريد خطفها، وهذا هو التهديد.

ومن السذاجة القول إن الدعوة إلى القهوة بهذه الملابسات مقبولة فى الغرب، فهذا الفعل غير مقبول، لا فى مصر ولا فى أوروبا وأمريكا، ولو تم هذا فى الغرب وأعلنت الفتاة الرفض بوضوح وطلبت تدخّل الشرطة لتم القبض على هذا الشاب وإحالته للمحاكمة.

لكن هل من حق الشابة تصوير الشاب وطرح صورته كمتحرش؟

ربما من حقها تصويره لتقدّمها للشرطة كأحد إثباتات قيامه بالتحرش عندما تقدم بلاغاً، لكن ليس من حقها وضع الصورة على «الفيس بوك» تحت عنوان المتحرش، أو حتى مع شرح الحكاية، فطبقاً للدستور والقانون «المتهم برىء حتى تثبت إدانته»، أما أن تتحول هى إلى سلطة اتهام وإطلاق حكم، فهو أمر خطير، ويحول الفيس بوك إلى أداة انتقام، مثل وضع شخص صورة لسيدة واتهامه إياها بالنصب، أو رجل واتهامه بالسرقة.

يمكن بعد صدور حكم إدانة تستطيع نشر القصة، لكن يظل استخدام الصورة أو الفيديو موضع خلاف، فهو بمثابة عقوبة إضافية تتمثل فى التشهير، وعقاب يمتد إلى المذنب وعائلته.

لكن لماذا أصبح الفتيات لا يرين حلاً للحد من التحرش سوى استخدام وسيلة «الفيس بوك»، ونشر الوقائع والصور؟

لأن نسب التحرش فى مصر أصبحت مقلقة وتهدّد السلامة والأمان الشخصية للفتيات والسيدات، بل للأسر جميعاً، وما زالت القضية لا تحظى بالاهتمام أو الأولوية لدى المعنيين، فمحضر الشرطة إجراءاته معقّدة وطويلة، والإحالة إلى النيابة والمحاكمة غير مضمونة، وفى حالة بلاغ النيابة غالباً ما يتم حفظ المحضر، لعدم وجود شهود، ولا توجد إجراءات جادة لمواجهة الجريمة، مثل كاميرات فى الشوارع وإجراءات أسهل فى الإبلاع وعدالة أسرع.

لذا فى غياب منظومة حماية، لا تجد الفتيات سوى استخدام الأدوات الذاتية لكشف الجريمة، أى أنها حيلة العاجز عن إيجاد المساندة، وهنا يظهر السؤال الأهم: أين الشرطة والعدالة؟ وكيف يشعر النساء بالأمان؟

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوة لطيفة أم جريمة دعوة لطيفة أم جريمة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon