توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملف الإعاقة والتمييز المضاعف

  مصر اليوم -

ملف الإعاقة والتمييز المضاعف

بقلم : نهاد أبو القمصان

 دعيت إلى لقاء نظمته مجموعة من «قصار القامة» وقد كنت مع عدد محدود للغاية من الأشخاص العاديين، لذا شعرت بمشاعر متضاربة أولها السعادة لأنى كنت ضمن عدد قليل اختارهم قصار القامة، واعتبروهم موضع ثقة، والحيرة والاضطراب لأنى اختبرت مشاعر أن أكون مختلفة فى الطول عن الجميع، مشاعر مربكة لكنهم فى الحقيقة كانوا أكثر ذكاء واحتواء فلم يمارسوا التمييز ضدى لأنى مختلفة عنهم، تقدمت سيدة تتحدث معى وعندها أسقط فى يدى لأنى لم أعرف أصول التعامل فى هذا الموقف، هل أنحنى بظهرى أم أنزل قليلاً بركبى حتى تتلاقى عيوننا فى الحديث، استشعرت السيدة الذكية إحساسى بالحرج، قالت لى: «انتى محتارة كيف تتعاملين فى موقف واحد فهل تتخيلين كم الحيرة التى أعيشها كل يوم وأنا أمارس تفاصيل الحياة، أن أطبخ لأولادى ولا يوجد بوتاجاز قصير، أن أرتب ملابس ولا يوجد دولاب مناسب، ما بالك بالشوارع والأرصفة التى يصل ارتفاعها فى بعض الأماكن إلى نصف طولى، والمعضلات الكبرى كأن أجد لأولادى وبناتى مكاناً فى مدرسة»، كانت هذه الأسئلة التى طرحتها بابتسامة وبود شديد لكنها من الذكاء لتكشف فى لحظة كم التمييز الذى نمارسه فى المجتمع عن قصد أو بدون قصد، تمييز ضد كل ما هو مختلف، المختلف فى الطول أو القدرة على الحركة أو الإبصار وغيره من أنواع كثيرة من التمييز ضد المختلف، تمييز نمارسه نتيجة غفلة عن حق كل ما هو مختلف أن يحيا حياة جيدة، وأن يحسب له حساب من أول تخطيط شوارعنا إلى تنظيم مدارسنا إلى فرص العمل المتاحة، قضية الإعاقة ليست قضية مجموعة تحتاج الشفقة، أو القول «الحمد لله الذى عافانا»، فالإعاقة ليست ابتلاء وإنما اختلاف يستحق منا أن نحسب حسابه ونستثمره، لأن المختلف فى أمر ما متميز فى أمر آخر، وقد يكون أكثر تفوقاً فى مجالات عدة، لكن للأسف يعانى الكثير من قلة فرص الالتحاق بالتعليم، وتزيد النسب بين الفتيات، فتشير بيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء إلى أنه بالرغم من أن عام 2017 شهد ارتفاعاً فى الالتحاق بالتعليم بالنسبة للفتيات المكفوفات وذوى الإعاقة الذهنية عن عام 2016، إلا أن كل أنواع الإعاقة شهدت تفوق التحاق البنين فى التعليم عن الفتيات، سواء فى عام 2017 أو عام 2016، ليس هذا فحسب وإنما تعانى الفتاة والمرأة معاناة مضاعفة بدءاً من النظرة النمطية للمعاقين عامة وللمرأة ذات الإعاقة خاصة، من أنها شخص غير كامل الأهلية وغير قادر على تحمل المسئولية، وليس من حقها الزواج والإنجاب، ولا أستطيع أن أنكر أن مصر خطت خطوات مهمة فى هذا الملف، تمتعنا بقطف ثمارها فى مجالات عدة أبرزها المجال الرياضى والتفوق فى «البارلومبيات»، فقد رفع علم مصر كثيراً بما لا يقارن بحصاد الأولمبيات، ولكن ما يتمتع بهذه الفرض أعداد محدودة للغاية، وراءهم أسر داعمة وهو فى حد ذاته تمييز طبقى، لذا من المهم أن يكون ملف الإعاقة موضع اهتمام، ليتمتع الجميع بحقوقهم وأن نستثمر ما بيننا من اختلاف وليس إعاقة.

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملف الإعاقة والتمييز المضاعف ملف الإعاقة والتمييز المضاعف



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon