توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حرب كرموز» وهزيمة البطل الشعبى

  مصر اليوم -

«حرب كرموز» وهزيمة البطل الشعبى

بقلم : نهاد أبو القمصان

سجل فيلم «حرب كرموز» إقبالاً كبيراً من الجمهور المصرى المتعطش لفيلم مختلف، والحقيقة أن الفيلم قدم أسلوباً جديداً على المستوى الفنى فى موضوع الأكشن، وبدا منذ اللحظة الأولى الإنتاج السخى فى بناء ديكورات للفترة الزمنية للفيلم والإنفاق على المجاميع والمعدات والاستعانة بخبرات أجنبية فى حَبْك المعارك، كل هذا أمر محل تقدير لصناع الفيلم، لذا أجده فيلماً ترفيهياً لطيفاً للمراهقين والشباب الأصغر سناً، فى هذه الحدود يكون الفيلم نجح فى هدفه وفى حصد العيديات وتصدر شباك التذاكر.

أما من حيث رؤية الفيلم وهدفه فقد حمل العديد من الرسائل المتناثرة ودرجة كبيرة من التسامح، حتى مع اللص والعاهرة، واعتبر أن قضية الوطن هى قضية جوهرية يلتف حولها الناس وتتساوى النوايا والجهود ما بين ضابط مقاتل أو حتى نشال وعاهرة، وأن بداخل كل إنسان مهما تدنت أعماله جانباً إنسانياً لا بد أن يُحترم ويُقدر، وهو أمر يُحمد أيضاً لهذا الفيلم، أما قضية خلق بطل شعبى يلتف حوله الناس فأعتقد أنها موضع نقاش، ففى تقديرى غابت الرؤية الهدف من الفيلم تحت الاندماج فى ضبط المعارك، فالبطل الشعبى هو البطل الذى يعمل من أجل قضية تهم الناس ويدعم المظلومين وينصر من أجلهم أو حتى يموت فيحرك موته الجماهير لتكمل المسيرة وتنتصر بإلهامه.

لذا، لخلق بطل شعبى لا بد أن يكون لدينا عدة عناصر، قضية أو مظلمة، بطل، معركة، انتصار سواء بحياة البطل أو بوفاته التى تلهب الجماهير، إذا نظرنا للفيلم، فمن حيث القضية فقد بدأ بقضية تقليدية الرمزية فيها مستهلكة وهى اغتصاب مصر من الاحتلال الإنجليزى فى صورة اغتصاب فتاة، تحرك على صوت استغاثتها عدد من الشباب لتدور معركة يسقط فيها شاب مصرى وضابط إنجليزى.

هنا ظهر البطل «أمير كرارة»، وهو ضابط قسم كرموز الذى يحبه الناس ويلتفون حوله والذى تحرك للقبض على الضابط الإنجليزى المتورط فى اغتصاب الشابة المصرية واحتجازه، ما أثار غضب قائد المعسكر وأمر بالإفراج عن الضابط، لذا رفض البطل المصرى وأصر على محاكمته، وهو ما يعد عدم تنفيذ أوامر عسكرية لأن القائد الإنجليزى طبقاً لرؤية الفيلم هو الحاكم للإسكندرية، وبناءً على ذلك تحرك المعسكر الإنجليزى بكامل عدته وعتاده لمحاصرة القسم والمطالبة بتسليم الضابط الإنجليزى المحتجز وأيضا الضابط المصرى لمحاكمته بتهمة عدم تنفيذ أوامر عسكرية التى تصل عقوبتها للإعدام.

هنا انتفض القسم بكل من فيه وقرروا التضحية بأرواحهم من أجل «....»؟

من أجل الدفاع عن قسم الشرطة، الضابط المصرى، الفتاة المغتصبة، الشباب الشهم الذى دافع عن الفتاة المغتصبة؟

لا أعرف، ظهرت بطولات صغيرة رائعة من المصريين جميعاً سواء الجنود أو حتى المتهمين داخل القسم بمن فيهم عاهرة ونشال للدفاع عن شىء ما أو كل هذه الأشياء.

طلب الضابط المدد من ضابط آخر فأعطاه درساً فى طاعة الأوامر العسكرية حتى لو من القائد الإنجليزى، ورغم ذلك حينما احتدمت المعارك دخل الضابط الملتزم بالأوامر صفوف الضابط البطل الشعبى، إلى هذا الحد ربما كانت نهاية رائعة، لكن أنهى الفيلم بعقد محاكمة عسكرية حكم فيها على الضابط البطل بالإعدام رمياً بالرصاص لمخالفة الأوامر العسكرية، ولأهمية المشهد عمل صناع الفيلم على إبرازه بظهور «أحمد السقا» كرئيس للمحاكمة، وهو ضابط مصرى، وعلى طريقة «مصر ماتنساش ولادها» أنقذه سراً بإعطائه اسماً مغايراً وطلب منه الرحيل مع أسرته، أى إن البطل الشعبى فقد اسمه ومنصبه وبيته ونُفى هو وأسرته، وهى نهاية متناقضة تماماً مع هدف الفيلم حيث تعد هزيمة نكراء وانتقاماً شاملاً للبطل الشعبى.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حرب كرموز» وهزيمة البطل الشعبى «حرب كرموز» وهزيمة البطل الشعبى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon