توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هند ما بين عدالة ناجزة ومجتمع متخاذل

  مصر اليوم -

هند ما بين عدالة ناجزة ومجتمع متخاذل

نهاد ابو القمصان

هند شابة، فوجئت أثناء سيرها فى منطقة إقامتها بسائق توك توك يقترب منها ويضع يده على مواطن العفة لديها، وجميع المارة شاهدوا ما حدث للفتاة، لكن لم يكن لهم أى رد فعل وانصرف كل منهم فى طريقه تاركاً الفتاة وحقها، لن أقول لو كانت ابنتهم، لأن فى الحقيقة مثل هؤلاء البشر حتى لو كانت ابنتهم لن تسخن عروقهم أو يهموا للدفاع عنها، لكن هند تحلت بالشجاعة وأصرت على الدفاع عن حقها المنتهك، وذهبت للقسم وحررت محضراً، وكانت استجابة الشرطة سريعة، فخلال ساعات تم القبض على المجرم، الذى أنكر فى بداية الأمر إلا أنه اعترف وطلب الصلح بعد ذلك، حرصت النيابة على تطبيق القانون عند إحالة الشاب للتحقيق وتم حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وتم تجديدها إلى خمسة عشر يوماً، وذلك استناداً إلى نص قانون العقوبات والتعديلات التى أدخلت لتشديد العقوبات لإعادة الأمن للنساء والفتيات ومن ثم المجتمع كله، وقد نص قانون العقوبات على تشديد عقوبات التحرش ليعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير، وفى حالة العود تضاعف عقوبتا الحبس والغرامة فـى حديهما الأدنى والأقصى.

أيضا نص القانون لأول مرة على مصطلح التحرش الجنسى ونص على عقاب الجانى بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفى حال تشديد العقوبة تصل إلى الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنين والغرامة التى لا تقل عن عشرين ألف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه.

لكن ما قام به الشاب إن ثبت يشكل جريمة هتك عرض تصل عقوبتها إلى السجن خمسة عشر عاماً، ولأن القانون يظل حبراً على ورق بلا قيمة طالما لم ينفذ ويشكل رادعاً للنفوس الإجرامية، لم يتوقع هذا الشاب وكثير غيره من أن تجرؤ الشابة على الإبلاغ، وإن تجرأت لن تتخذ الشرطة إجراء، وإن قامت الشرطة بتحرير محضر فسوف يتم حفظه، لكن الأمر لم يسر طبقاً لتصوراته، لذا يسعى أهل الشاب للضغط على ضحية التحرش للتنازل عن المحضر، خاصة أن وصف المحضر تم تعديله من تحرش جنسى إلى هتك عرض، الأمر الذى تصل فيه العقوبة إلى 15 عاماً.

وكما تخاذل المارة فى حى هند عن دعمها لا يكتفى الجيران بالتخاذل بل يحاول جيران وعائلة هند وأهل الشاب الضغط عليها للتنازل عن المحضر، مستخدمين الشعارات والأكلشيهات التى طالما أرهبت البنات وقطعت ألسنتهن حتى تفشت هذه الجرائم فى المجتمع مثل وباء الطاعون، ألا وهى

«هتفضحى نفسك، يا بنتى حافظى على سمعتك وعلى سمعة إخواتك البنات، محدش هيتجوزك، الشاب أهله طيبين، كفاية إنه اتحبس كام يوم يعنى أخدتى حقك آهو، الشاب فرحه بعد العيد»، السيد المتهم عريس وفرحه بعد العيد، أى لا يعانى من كبت ولا انعدام قدرات لكنه يعانى من عدم احترام نفسه وبنات الناس، بيلعب بأجساد البنات وقطعاً لم تكن المرة الأولى، لكن المؤكد بعد اتخاذ الإجراءات القانونية ستكون الأخيرة، ونكون أنقذنا المجتمع من هذا الطاعون الذى لم يضرب المتحرشين فقط وإنما ضرب الأسر والعائلات التى ترضى بالظلم وتبرره وتضغط على الضحية، لقد قامت الشرطة والنيابة بدور مهم، ورغم أنه لا شكر على واجب لكن هنا وفى ظل ثقافة اجتماعية مثل هذه لا بد أن نشكرهم ألف مرة، ونحيى شجاعة هند، لأن القليلات اللاتى لم تقطع ألسنتهن هن صاحبات الفضل لإدراك هذا المرض فى المجتمع.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هند ما بين عدالة ناجزة ومجتمع متخاذل هند ما بين عدالة ناجزة ومجتمع متخاذل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon