توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زوجة الشهيد وزملاؤه

  مصر اليوم -

زوجة الشهيد وزملاؤه

بقلم -نهاد ابو القمصان

خرج الضابط الشاب فى مهمته متمنياً النصر، مستعداً للشهادة وقد اختاره الله فعلاً لطريق الشهادة والجنة، وقد أوصى أن أول اتصال للتبليغ يكون لزوجته، لكن الاتصال الثانى جاء لكتيبته من والده طالباً تسليم متعلقاته وسيارته له، أصر الزملاء على تنفيذ الوصية والذهاب للزوجة لتسليمها أولاً خطاباً لها من الشهيد، ثم متعلقاته وسيارته لأسباب أخلاقية وقانونية، فهى أم ابنه ولهما الميراث الأكبر فى كل ما ترك، جاءت لى الزوجة / الأرملة الشابه متشحة بالسواد، ما إن تراها حتى يضرب قلبك الألم، فقد حرمت من حب حياتها لكنها قوية وصابرة ولديها يقين بأنه فى المكان الأفضل، فتحت الجواب وكانت لحظة مهيبة، وكأنك ترى الشهيد حياً أمامك ينطق على الورق، كتب كلاماً كثيراً يقطر حباً وإيماناً ورحمة لا أستطيع ذكره، لأنه يخص صاحبته، كتب الشاب «زوجتى الحبيبة وأم ابنى، ما دام هذا الخطاب معك الآن فتأكدى أنى فى مكان أفضل...»، شكرها كثيراً على الفترة القصيرة التى أمضاها معاً، وأوصاها كثيراً على ابنهما، طلب منها أن تعيش مع أهلها لفترة وأن تتزوج لأنها صغيرة وأن تحسن الاختيار لتكون سعيدة، وأنه سيكون سعيداً لسعادتها، لكن طلبه الوحيد ألا تترك ابنهما أبداً، وأن يعيش معها حتى بعد أن تتزوج، ألا يفارقها يوماً واحداً، وألا يربيه غيرها، لا من أهله ولا من أهلها مهما كانت الأسباب.

أتت الشابة لى تريد العون لأن والد زوجها الشهيد طلب متعلقات ابنه وسيارته التى تسلمتها من زملائه طبقاً لوصيته وللوضعية القانونية، وعندما رفضت استولى عليها، بل الأكثر طلب منها ترك الولد لهم وشقة الزوجية وكل شىء وأن تعود لأهلها، فقد مات ما يربطهم بها، هنا ظهر المعنى الحقيقى للحزن والألم، بعد أن كان الاستشهاد هو المعنى الحقيقى للفخر والسعادة، غطت الثقافة البائسة والطمع على كل قيمة حقيقية، فأهل الحفيد يرون أن الأم عنصر زائد فى الحياة، لا مكان لها ولا فائدة، وأن الطفل وميراثه تحت يد جده فلتذهب هى للجحيم، وتخرج من هذه العائلة وليعانى ابن الشهيد من يتم الأب والأم معاً، معركة تدخلها زوجة الشهيد ما بين دعاوى مجلس حسبى ودعاوى إسقاط حضانة واعتداء بالضرب لطردها من شقتها ودوامة مرعبة،

والسؤال هنا إذا كان لدى البعض ثقافة وضيعة أن الزوجة الشابة مصيرها للزواج يوماً ما فتذهب الآن وتترك كل شىء ساحقاً ابن الشهيد، أو أن يرى البعض أن الأرملة الشابة لا تستحق الميراث، وهذا الابن الصغير الذى سيستولى على كل شىء ولم يكن منذ عام أو عامين له وجود فى الحياة أصلاً، ألا ينبهنا ذلك إلى النظر إلى القانون لحماية المستضعفين من هذه الثقافة المبنية على الجشع والرغبة فى الاستيلاء على ميراث الشهيد، ألا يجعلنا نعيد النظر فى تعقيدات المجلس الحسبى الذى يئن تحت أعداد هائلة من الملفات فى أغلبها لا يلقى العناية اللازمة ليس لتقصير وإنما لطبائع الحال، القضية هنا ليست شخصية لفرد، القضية قضية وطن، قضية روح معنوية لمقاتلين يذهبون للشهادة تاركين حبيباتهم وفلذات أكبادهم أمانة فى عنق وطن يموتون من أجله، فهل نحن نصون الأمانة؟ لكى نصون أمانة الشهداء لا بد من تعديل قانون الولاية على النفس والمال لتكون الأم مع الأب أولياء على أبنائهما، وأن تكون إجراءات الحماية للمستضعفين أفضل، وأن تؤخذ التهديدات بالإيذاء أو خطف الأطفال أو القتل بجدية شديدة، إن لم يكن من أجل شهداء رحلوا، فليكن من أجل شهداء مقبلين يخرجون بتفانٍ وحب من أجل وطن لا بد أن يكون أميناً على زوجاتهم وأولادهم.

نقلا عن الوطن القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زوجة الشهيد وزملاؤه زوجة الشهيد وزملاؤه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon