توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاضية الحسبة (1)

  مصر اليوم -

قاضية الحسبة 1

بقلم : نهاد أبو القمصان

  كل عام وأنتم بخير بحلول شهر رمضان الكريم، وهو الشهر الذى يحمل الكثير من كل شىء ويتّسع لكل شىء حتى ما يبدو متباعداً نسبياً، مما يؤكد قيمة الاختلاف والقدرة على الجمع بين العديد من الأشياء، فهو شهر الكثير من قراءة القرآن، الكثير من عمل الخير، الكثير من الطعام، الكثير من متابعة الأعمال الفنية، ولبعض الناس الكثير من النوم والبعض الآخر الكثير من العمل بلا مشتتات كطلب القهوة والشاى والطعام وغيره، فى رمضان جميل أن نعمل على شحن طاقتنا الروحية بقراءة القرآن، وإن كان ذلك لا بد أن يمتد لقراءة التاريخ الإسلامى، فالواقع وقت نزول القرآن يساعد على فهم أكثر عمقاً دون الارتكان إلى تفاسير تخضع لمدارس واتجاهات وأغراض متباينة، لذا قرّرت أن أشارككم فى هذا الشهر الفضيل سير السيدات اللاتى عشن فى عصر النبوة، لنجد أن كثيراً من الآراء والأفكار حول المرأة مختلفة كلياً عما نعتقده الآن، وكانت النساء أكثر قوة ومعرفة بحقوقها والتمتّع بها دون انتظار إذن أو منحة. من هؤلاء السيدة سمراء بنت نهيك الأسديّة، قاضية حسبة قبل 1400 سنة، لم تكن تعرف أنه بعد أربعة عشر قرناً من عصرها ستناضل المتفوقات من كلية الحقوق للعمل فى القضاء.

يقال عن «أسماء» إنها أدركت رسولَ الله صَلّى الله عليه وسلم وعُمّرت (أى عاشت فترة طويلة بعده)، وكانت تمرّ فى الأسواق، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتضرب النّاس على ذلك بِسَوْطٍ كان معها، أى أنها كانت تشرف على البيع والشراء وتضبط جرائم الغش وتوقع العقوبة على من يثبت غشه، أى أنها جهاز عدالة متنقل بدءاً من الضبط والتحقيق وإصدار الحكم وتنفيذه أيضاً.

وقد ثبت أن هناك من الصحابيات على عهد النبى كن يحتسبن، وأقرهن على ذلك النبى، صلى الله عليه وسلم.

لقد كانت الحسبة فى عهده، صلى الله عليه وسلم، ولم تكن هناك ولاية مختصة بالحسبة، بل كانت الحسبة بشكل تطوعى لا تديره ولاية، ولا يتم عن طريق منظمة معينة، بل كانت الحسبة كباقى أعمال وخطط الحكومة النبوية، كانت تُدار بشكل فردى، وأن نظام الحسبة لا يرتبط بنشأة الدولة، بل مارسها المسلمون منذ بداية الدعوة الإسلامية.

وقد أخرج الطبرانى عن يحيى بن أبى سُليم، قال: رأيت سمراء بنت نَهيك -وكانت قد أدركت النبى صلى الله عليه وسلم- عليها درع غليظ، وخمار غليظ، بيدها سوط؛ تؤدّب الناس، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

وقال الشيخ الألبانى: «هذه وقائع صحيحة تدل دلالة قاطعة على ما كان عليه النساء من الكمال والسماحة والتربية الصحيحة حتى استطعن أن يقمن بما يجب عليهن من التعاون على الخير.

فى عصر النبوة لم تكن هناك مساحات حول ماذا تستطيع المرأة عمله وما لا تستطيع، وإنما كان النساء يعاملن كإنسان من حقها، بل واجب عليها العمل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، كما يجب على الرجال، ويدل على ذلك النصوص العامة الدالة على فرضية الاحتساب بصفة عامة، كما يدل على ذلك بعض النصوص الواردة فى شأن النساء بصفة خاصة.

إذاً ما الذى تغيّر وأوصلنا إلى ما نحن فيه من تمييز وظلم، لنقرأ التاريخ لعلنا نفهم الواقع، ونستشرف المستقبل، ورمضان كريم.
 
نقلًا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاضية الحسبة 1 قاضية الحسبة 1



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon