توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمراء الجريمة فى الشارع المصرى

  مصر اليوم -

أمراء الجريمة فى الشارع المصرى

بقلم : نهاد أبو القمصان

نشرت شابة على صفحتها على الفيس بوك صورة لها وهى ترتدى فستاناً عادياً وتقول إن رجلاً كان يركب سيارة بصق عليها بطريقة بللت فستانها، وبالطبع هرب، وبمتابعة التعليقات جاءها سيل من شباب ورجال يحيون فعل الرجل ويهاجمون الفتاة، وهو أمر غريب للغاية، لأن مثل هذا الفعل يشكل جريمة والجميع يعلم أنه جريمة أخلاقية وقانونية، ورغم ذلك فالتعليقات تعكس أن هناك حالة عامة بين قطاعات واسعة من الشباب والرجال نصبوا أنفسهم أمراء الجريمة فى الشارع، يمارسون جرائم التحرش والعنف بشكل يومى بلا رادع وبارتياح شديد، فأغلب التعليقات ترى أن هذا الاعتداء من حق أى رجل فى مواجهة أى امرأة يراها فى الشارع لا تتفق مع تصور ما فى عقله، بل وأن يضربها أيضاً إذا رأى ذلك، الغريب أن التعليقات تدعم الاعتداء على النساء فى الشارع بالقول أو البصق أو الضرب بارتياح شديد ما أقلقنى على مفهوم الدولة والأمن، الأمن غائب تماماً عن أى حديث، لا قلق أو تخوف من أن يتم القبض على أحد أو معاقبة أحد، لذا أدعو المسئولين عن الأمن إلى متابعة وتحليل ما تكتبه البنات من شكاوى مريرة حول جرائم التحرش والعنف والإحساس بانعدام الأمن، ومراجعة تعليقات بعض الرجال والشباب، التى تعكس ارتياحاً تاماً بل وتشجيعاً على ارتكاب هذه الجرائم، هذا التحليل يساعد على فهم لماذا تصنف مصر عالمياً كإحدى الدول الخطرة على النساء، رغم ما قمنا به من تقدم حقيقى على مستوى القانون وتم إدراج التحرش كجريمة وتشديد العقاب عليها، ما يعكس إرادة سياسية فى مواجهة العنف ضد المرأة، ولكن هل نصوص القانون وحدها كافية للحماية؟، بالطبع لا فالقضية تتلخص فى مقولة «من أمن العقاب أساء الأدب»، وما زال تطبيق القانون ضعيفاً للغاية وإجراءاته معقدة ما حول الشوارع إلى ساحات للجريمة اليومية، فى الأدبيات العالمية تسمى جريمة التحرش «لدغة البعوض»، لأنها تبدو بسيطة لكن تكرارها يحول الحياة إلى جحيم وعدم علاجها يجعل الناس يهجرون حتى أجمل الأماكن، لذا الحسم فى تطبيق القانون فى هذه الجرائم يكون بمثابة المبيد الحشرى الذى يقضى على حشرات الشارع ويعلم حشرات الإنترنت أن لدغات البعوض غير مسموح بها، ولا بد من تقديم كل الدعم لجهاز الشرطة لإعادة الانضباط والأمان إلى الشارع المصرى، سواء دعم فنى بالتكنولوجيا والمعدات، أو دعم بشرى لزيادة أعداد وتفعيل وحدات مواجهة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية أو زيادة أعداد الشرطة المعنية بهذه الجرائم، التى تبدو للبعض أنها صغيرة من وجهة نظر البعض، لكنها خطيرة، فالباحث عن وجهة سياحية أول ما يبحث عن مصر يجد تحذيرات شديدة من القدوم نتيجة التحرش، ليس هذا فحسب فالتصنيفات المتعلقة بالأمن، السياحة، الاستثمار، متأثرة بالسلب والأهم من ذلك هو الأثر السيئ لانعدام الإحساس بالأمان لدى الفتيات والسيدات، وهو إحساس يقلق حتى الرجال على بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم، وما يعد الأخطر هو الصورة الكلية والثقة فى الشرطة والعدالة والقدرة على ضبط الأمن، أعرف أن لدى الشرطة العديد من القضايا ومواجهة مخاطر جمة على الأمن القومى كالإرهاب، لكن تظل مثل هذه الجرائم اليومية والمتكررة والمقلقة، هى وثيقة الصلة بالحياة اليومية للمواطنين، وأى ضبط فيها ينتج أثره الإيجابى مباشرة على المستوى الفردى وعلى علاقة الشرطة بالناس.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمراء الجريمة فى الشارع المصرى أمراء الجريمة فى الشارع المصرى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon