توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إثبات النسب بين الفتوى والرحمة

  مصر اليوم -

إثبات النسب بين الفتوى والرحمة

بقلم : نهاد أبو القمصان

تعج المحاكم المصرية بأعداد كبيرة من دعاوى إثبات النسب، وأول ما يتبادر إلى ذهن العامة حين الاستماع إلى دعوى النسب أنها ناتجة عن علاقات آثمة، فى الحقيقة الواقع مغاير تماماً، لأن أغلب حالات النسب هى مبنية على علاقات شرعية تحمل الكثير من الغدر والخيانة والتدليس، فكثير منها ناتج عن زواج غير موثق مثل زواج تحت السن خارج القانون بمسميات متعددة ما بين زواج شرعى أو زواج سنة، وجريمة الزواج خارج القانون جريمة تشترك فيها العائلة مع المأذون الذين يكتبون عقداً عرفياً على استمارة تشبه استمارة الزواج ويستكتب المأذون العريس إيصال أمانة حتى لا يتم التبليغ عنه لحين وصول الطفلة السن القانونية وعندها يتم توثيق الزواج فى «دفتر إثبات الزواج»، وهنا لا بد أن نشير إلى تواطؤ الدولة أيضاً، حيث ما زال بيد المأذونين دفتر يسمى «دفتر إثبات الزواج» هو الباب الأساسى للزواج العرفى، وما إن يدب الخلاف بين عائلة الزوجة الصغيرة والزوج حتى يتم إنكار الزيجة وتبدأ رحلة إثبات النسب.

أيضاً كثير من حالات إثبات النسب تأتى نتيجة زواج مبنى على «ظروف خاصة» يتم إيهام الزوجة بعمل زواج سرى لحين حل هذه الظروف، وما إن تتطور العلاقة وينتج عنها طفل حتى يدب الخلاف وتبدأ رحلة إثبات النسب، وتتمثل إجراءات إثبات نسب أطفال ناتجين عن زواج عرفى، فى إثبات عقد الزواج العرفى من خلال العقد إن وجد وشهادة الشهود لتأكيد علاقة الزواج، أو من خلال إثبات الإقامة مع الزوج فى منزل زوجية، وهنا ربما لا تحتاج المحكمة إلى تحليل الحمض النووى DNA، لأن إثبات الزواج يؤكد ادعاء الأم بنسب الأطفال، والقضاء يستند إلى الراجح فى الفقه بأن (الابن للفراش)، ويكون إثبات علاقة الزواج من خلال الشهود أو عقد عرفى أو عقد رسمى ضرورى لإثبات النسب، وهو ما يستغرق سنين.

أما فى حالة إثبات نسب أطفال ناتجين دون زواج، فلا يوجد أمام الأم سوى إثبات الزواج الشفوى من خلال الشهود، أو أن يتم إجراء تحليل الـDNA. وفى حالة امتناع الزوج عن إجراء التحليل باعتباره غير ملزم فلا يوجد ما يثبت نسب الطفل لأبيه وغالباً يتم رفض دعوى النسب، وذلك نتيجة غياب نص فى القانون المصرى يلزم المتنازعين بإجراء تحليل الحمض النووى للأب، حيث لا تجرى هذه الفحوصات إلا إذا وافق الأب على إجرائها، لكن المحكمة لا تلزم الأب بإجراء التحاليل لأن القضاء غالباً ما يرفض دعوى إثبات النسب لاستناده إلى الراجح فى الفقه بأن (الابن للفراش).

هنا يظهر دور القاضى الأب والإنسان الذى ينظر إلى مصلحة الطفل الذى لا ذنب له فيما فعله الكبار، ولا يجب أن يدفع ثمن أخطائهم، عندها يعتبر القاضى امتناع المدعى عليه «الأب» عن إجراء التحليل قرينة على إثبات نسب الطفل استناداً على المادة (5) من اللائحة التنفيذية لقانون الطفل «للطفل الحق فى نسبه إلى والديه الشرعيين والتمتع برعايتهما وله الحق فى إثبات نسبه الشرعى إليهما بكل وسائل الإثبات بما فيها الوسائل العلمية».

وهنا يقع القاضى تحت ضغط الفتوى بأن «الولد للفراش» ومسئوليته كإنسان من واجبه أن يحمى إنساناً بريئاً، لأن الحكم برفض النسب يعنى الحكم بالإعدام الإنسانى على طفل، وهو أمر لا بد أن يتم حسمه قانوناً حتى لا يقع القضاة فى هذه الحيرة. أيضاً لا بد من جعل دعاوى إثبات النسب فى أقصر وقت ممكن، فبدلاً من استمرارها فى المحاكم لسنين يمكن أن تكون ضمن الدعاوى المستعجلة أو بطلب بأمر على عريضة لرئيس المحكمة ويكون تحليل الحمض النووى إلزامياً، بهذا يكون نظر الدعوى والحكم فيها فى أقل من شهر حتى يمكن للطفل بدء حياته والتمتع بتطعيماته بعيداً عن مكايدة الكبار وممرات المحاكم وخلافات الفتوى.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إثبات النسب بين الفتوى والرحمة إثبات النسب بين الفتوى والرحمة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon