توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الاثنين 24 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الشهامة والإجرام والأمن

  مصر اليوم -

الشهامة والإجرام والأمن

بقلم : نهاد أبو القمصان

لفت انتباهى واقعتان تفاعل معهما المواطنون بصورة إيجابية؛ الأولى واقعة تحرش بفتاة من سائق ميكروباص واستنجدت الشابة بالمارة الذين أوقفوا الميكروباص وحاصروه وتعدوا على السائق وجردوه من ملابسه، واحتجزوه على ظهر الميكروباص شبه عارٍ حتى تأتى الشرطة.

والواقعة الثانية محاصرة شاب خرج من شنطة يحملها على ظهره دخان فاشتبه المارة فيه، خوفاً من أن يكون حاملاً مواد متفجرة، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا أيضاً بالتعدى عليه وتجريده من بنطلونه لحين تسليمه للشرطة، وتلازم مع هذا الأمر بالطبع تصوير ونشر على الـ«فيس بوك».

وقد أطلق سراحه بعد أن قيل إن «الداخلية» تبينت أن مصدر الانفجار كان بطارية اللاب توب الذى كان يحمله. وهو مهندس شاء سوء حظه أن تنفجر البطارية فى ميدان سيمون بوليفار بجاردن سيتى وبالقرب من السفارة الأمريكية.

هاتان الحادثتان فيهما مؤشر جيد فى استجابة الناس وشهامتها، وهو أمر افتقدناه منذ زمن، فقد عانينا لفترة طويلة من عدم اكتراث الناس فى الشارع سواء لأمر خاص مثل تعرض أحد للسرقة أو التحرش، أو الاستجابة لأمر عام مثل سرقة ملكية عامة فى الشارع أو عمل إرهابى.

الجميع انكوى من نار الجريمة سواء الفردية أو العامة، لكن يظل جانب مقلق يحتاج التنبيه لضبط الإيقاع، وهو التدخل الزائد إلى حد ارتكاب جريمة فى حق المشتبه فيهم، ففى الحالة الأولى الخاصة بالتحرش، أو الحالة الثانية الخاصة باشتباه الإرهاب، تدخل الناس وأطلقوا لأنفسهم العنان فى التنكيل بالشخص، الاعتداء بالإهانة والضرب، التجريد من الملابس (ولا أفهم لماذا يتم تجريد الناس من ملابسهم!!).

فى القانون (المتهم برىء حتى تثبت إدانته)، ونقول عليه فى مراحل التحقيق الأولى (المشتبه فيه).

وهنا يكمن الخطر والحد الفاصل بين الإيجابية والشهامة أو الجريمة، فالشهامة هى الوقوف لرد من يرتكب جريمة، التحفظ عليه، تسليمه للشرطة وتقديم شهادة بما رأى ليساعد الشرطة والنيابة فى التحقيق، لكن توقيف المشتبه فيه والقيام بالممارسات التى تمت فهى جرائم مركبة وإن كانت بحسن نية، وهى منذر خطر، فماذا لو فى الواقعة الأولى كانت الشابة مدعية كذباً؟ من يعوض هذا السائق أمام نفسه وأسرته ومجتمعه عن ما تم من إيذاء؟

وفى الحالة الثانية، التى تأكد فيها أن من تم التنكيل به هو مهندس شاب لخطأ تقنى، حدثت هذه الواقعة، كيف سيواجه المهندس الشاب هذا الموقف الصعب؟ وكيف سيؤثر على تفكيره وحياته؟ هذه المواقف قد يتعرض لها أى إنسان يضعه حظه العثر فى موضع اشتباه، أو شخص ما تعمد وضعه فى هذا الموقف، وفى حالة الهرج والمرج الجماعى لا يسمع أحد ولا مساحة للحوار العاقل.

لذا لا بد من توضيح هذا الخيط الرفيع بين تدخل الناس بشهامة أو زيادة الحماس لتتحول إلى جريمة، ومن المهم أن تلعب الدوريات المتحركة للأمن دوراً فى الاستجابة السريعة للبلاغات حتى لا نترك المشتبه فيه ضحية للإبداعات الشخصية فى التنكيل أو تفريغ الشحنات السلبية لديهم.

ولأكرر مرة أخرى دور الناس والشهامة تستلزم التحفظ على المشتبه فيه، تسليمه للشرطة، والأهم هو الانتظار لتقديم بعض الوقت للشهادة بما رأى ليساعد الشرطة والنيابة فى التحقيق وإحقاق الحق، وليس «تلطيش قلمين» كـ«تنفيث» عن غضب شخصى لحين وصول الشرطة وبعدها ينسحب سريعاً فلا يبقى أدلة ولا شهود.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهامة والإجرام والأمن الشهامة والإجرام والأمن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon