توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما تريد الدولة

  مصر اليوم -

عندما تريد الدولة

نهاد أبوالقمصان

كان من أهم السمات لأى مناسبات دينية أو اجتماعية هو التحرش الجنسى بالفتيات، وكانت تزداد معاناتهن فى المناسبات التى من المفترض أنها مناسبات سعيدة جراء التحرش بهن، حتى تحولت هذه المشكلة إلى انتهاكات حقيقية لأبسط الحقوق الإنسانية كالحق فى الحركة، حيث تضع كثير من الأسر قيوداً على الفتيات والسيدات فى الخروج للدراسة أو العمل أو التنزه، ما يؤثر على فرصهن فى الحياة، سواء العملية أو الاجتماعية، ووصل الأمر إلى تعبير كثير من الفتيات والسيدات عن حالات من القلق والخوف والإحساس بأنهن يعشن فى سجن كبير اسمه للأسف «وطن».

لذا دأبت المنظمات الحقوقية النسائية على المطالبة بضرورة وجود وتكثيف الوجود الأمنى فى الشارع والرغبة الحقيقية فى إنهاء معاناة النساء، بالإضافة للمطالبة بتعديل قانون العقوبات ليشمل الجرائم المستحدثة، نظراً لعدم وجود قانون للتحرش الجنسى، مما يزيد معاناة النساء اللاتى يلجأن لتحرير محاضر بأقسام الشرطة، الأمر الذى كان يستغله المتحرشون لمعرفتهم جيداً أنه لا عقاب لهم، مع وجود ثقافة تدعم أعمالهم الإجرامية بإلقاء اللوم دائماً على المرأة حال تعرضها للتحرش تحت ادعاء مبررات عدة ما بين أن ملابسها غير محتشمة أو أنها تسير بمفردها. ولم يقتصر الأمر على التحرش الفردى بل امتد ليصل إلى التحرش الجماعى الممنهج ضد السيدات فى الميادين العامة، خاصة فى ذكرى احتفالات ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ولم يكن هناك أى رد فعل رسمى بل كان هناك استخدام لبعض المسئولين للثقافة التى تلوم الضحية، وذلك للهروب من مسئوليتهم فى مواجهة جريمة تحولت إلى ظاهرة، حتى وقعت حادثة التحرش بفتاة التحرير أثناء احتفال المصريات والمصريين بفوز الرئيس عبدالفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة، وكأنها كانت جرس إنذار بضرورة وجود إرادة سياسية للقضاء على العنف ضد المرأة خاصة التحرش الجنسى،

ومع تحرك الدولة وتحملها المسئولية لم يعد هناك استخدام للمبررات التافهة أو لوم الضحية، فقد جد الجد وتوافرت الإرادة السياسية للمواجهة، لذلك تقدم الصفوف الجادون وظهرت الخطوات الحازمة، غير القانون فساعد القضاة على المواجهة وصدرت أحكام القضاء لأول مرة فى يوليو الماضى بأحكام المؤبد والسجن 20 عاماً بحق التسعة رجال المتهمين فى قضية التحرش الجنسى بفتاة التحرير، وتعد هذه الأحكام الأشد فى تاريخ قضايا التحرش الجنسى.

وكانت هذه الأحكام بمثابة البداية الحقيقية لإعلاء دولة القانون ورسالة قوية لكل من يفكر فى التحرش بالنساء بأن هناك يداً من حديد فى انتظاره هى يد القانون.

عندما توافرت الإرادة السياسية تمت الاستعانة بالخبراء الدارسين فى وزارة الداخلية لعمل وحدات لمواجهة العنف ضد المرأة تعمل مكتبياً وميدانياً، لذا ظهرت النتائج المباشرة بمرور عيد الفطر بنسبة أقل من التحرش الجنسى عن الأعوام السابقة، حيث رصدت هذا العام 3 حركات مناهضة للتحرش الجنسى 28 حالة تحرش خلال أول أيام عيد الفطر، فيما ضبطت قوات الأمن 5 حالات أخرى، أى بإجمالى 33 حالة تحرش، وهى أرقام أقل بكثير من حوادث التحرش التى حدثت فى الأعوام السابقة، فقد تم تسجيل 727 حالة تحرش وضبط 369 متهماً فى القاهرة وحدها خلال أيام العيد فى عام 2012.

ولم يقتصر الأمر على العيد فقط بل انعكس على الحركة اليومية للفتيات والسيدات والأسر التى شعرت أنها استردت الشارع، فعادت القاهرة والمدن الساحلية مرة أخرى زاهرة لا تنام، فقد استردت أمانها وبهاءها لتثبت أن الدولة إن أرادت فعلت.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تريد الدولة عندما تريد الدولة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon