توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أمريكا (1- 3)

  مصر اليوم -

من أمريكا 1 3

عمرو الشوبكي

زيارتى الأولى لأمريكا كانت فى إبريل 2007 حين دعتنى جامعة جورج تاون إلى المشاركة فى مؤتمر دولى عن الحركات الإسلامية، والزيارة الثانية كانت نهاية الأسبوع الماضى حين دعانى معهد دراسات الشرق الأوسط لحضور مؤتمره السنوى والحديث عن تحديات التحول الديمقراطى فى مصر.

زيارتان لواشنطن طوال عمرى البحثى الذى يمتد إلى ربع قرن، واكتشاف أمريكا يعنى فى الحقيقة اكتشاف عالم آخر ينظر أهله وكأنهم عالم «وحده» وباقى بلاد الدنيا مجتمعة عالم آخر.

أذكر أن فى زيارتى الأولى لأمريكا قال لى أحد زملائى الفرنسيين حكاية أقرب للخيال عن علاقة الأمريكيين بالعالم الخارجى مازلت أتذكرها حتى الآن، فقد ذكر لى أنه جاء لأمريكا فى أوائل السبعينيات، وعمل فى المطاعم والمقاهى، وسألته مرة زوجة صاحب العمل: حين يسافر الناس إلى إنجلترا أو إلى مكان خارج أمريكا أى لغة يتكلمون؟ والمدهش أن السيدة سألته ماذا يتكلم الناس فى إنجلترا، أى البلد الذى يتحدث الأمريكيون نفس لغتها!

حتما تغيرت أمريكا، والمؤكد أنها لم تعد هى نفسها أمريكا السبعينيات، فقد انفتحت أكثر على العالم الخارجى وتورطت فى حروب كثيرة، بعد أن ظن الكثيرون أن فيتنام هى آخر الحروب، وقدمت واحدة من أكثر التجارب فشلا ومأساوية فى العراق، واضطر الأمريكيون أن يعرفوا أكثر عن العرب والمسلمين بعد اعتداءات 11 سبتمبر، حتى لو ظلت بلاد كثيرة فى العالم العربى لا يعرفون حتى أسماءها، باستثناء مصر التى من المستحيل أن تجد مواطنا أمريكيا، ولو غير متعلم، لم يسمع عنها، على الأقل لأسباب تاريخية وفرعونية.

حين تصل أمريكا تشعر على خلاف ما تشعر به فى بلاد غربية أخرى بأنها «بلا صاحب»، فعبق التاريخ القديم- (ومميزاته أيضا)- لا تشعر بوجوده فى أمريكا، وأن أى شخص يأتى لهذا البلد قصير العمر ويلتزم بالقوانين الأمريكية يصبح أمريكيا، على عكس بلاد أخرى يلعب فيها أصله وثقافته دورا رئيسيا فى انتمائه لبلده الجديد.

إن الشعور الوطنى أساسه الالتزام بنمط الحياة الأمريكى وليس بالضرورة أصولك الأمريكية، على عكس أوروبا، التى ترجح الثانية، (الأصول الأوروبية)، حتى لو حصلت على الجنسية والتزمت بنمط الحياة السائد.

والمؤكد أنه لا توجد فى الثقافة السياسية الأمريكية أى عوائق أو عراقيل تجاه الحراك الاجتماعى أو السياسى أو المالى، فهناك قدرة هائلة للنظام على استقطاب أفضل العناصر وتصعيدها داخل السلم الاجتماعى والسياسى، بصرف النظر عن اللون أو العرق أو الدين، وهو أمر لا نجده بنفس الدرجة فى أوروبا، أو كما قال لى أحد الأصدقاء الأوروبيين مرة إن أوروبا أمامها عشرات السنين حتى تنتخب واحدا مثل أوباما من أصول أفريقية.

والمؤكد أن النفعية الأمريكية كبيرة، وأنها لا تضيع وقتها فى الأصول والحسب والنسب، فطالما أنها ترغب فى الاستفادة من أى شخص يمكن أن يقدم إضافة على المستوى السياسى أو الاقتصادى لأمريكا، يصبح تلقائيا جزءا من النظام العام.

بالمقابل سنجد أن «النموذج الأمريكى» على خلاف نظيره الأوروبى يشعرك بأنك إذا كنت فقيرا فهذه مشكلتك أو مشكلة قدراتك التى لم تسمح لك بأن تكون ثريا، وغياب كثير من صور التضامن الاجتماعى التى تقوم بها الدولة فى أوروبا تجاه الفقراء، وتعثُّر مشروع أوباما فى التأمين الصحى، ولذا نجد معدلات العنف والجريمة فى أمريكا أعلى بكثير من كل البلدان الأوروبية، وربما معظم بلاد العالم، رغم ثرائها الشديد.

ستظل أمريكا حالة فريدة وغير متكررة فى العالم، وهى نموذج غير قابل للتصدير ولا الاستيراد، إنما للفهم والاستفادة.

[email protected]

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أمريكا 1 3 من أمريكا 1 3



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon