توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قوة التفاوض (2-2)

  مصر اليوم -

قوة التفاوض 22

عمرو الشوبكي

أن تكون يونانياً أو إيرانياً فهذا يعنى أنك قادم من بلدين تقريبا مختلفين في كل شىء إلا في انتمائهما للحضارة الإنسانية بمعناها الواسع وبقيمها العامة، فإيران دولة إسلامية شيعية، واليونان بلد مسيحى أرثوذكسى، وإيران نظامها السياسى لا علاقة له بالنظام السياسى اليونانى، ولا قيم وفكر رئيس الجمهورية في إيران يمكن مقارنتها بقيم وفكر رئيس الوزراء اليونانى، ولا الثقافة السياسية في كلا البلدين بينهما قواسم مشتركة تُذكر إلا ما هو إنسانى يربط بين كل البشر.

ومع ذلك نجح اليونانيون بعد 17 ساعة، والإيرانيون بعد 21 ساعة من التفاوض المتصل والمضنى أن يوقعوا على اتفاق يحقق لكل منهم حداً معقولاً مما كانوا يطمحون إليه، بالقطع ليس كل ما تمنوه، ولكنهم أيضا لم يفقدوا كل ما سعوا إليه، لأنهم اعتبروا التفاوض مساراً تستدعى فيه المهنية والمهارة السياسية والدبلوماسية.

وقد عرفت مصر تجربة تفاوض مع إسرائيل، وكانت محل جدل من قبل الدبلوماسيين المصريين قبل الأجانب، واعترض على إدارتها السياسية اثنان من أهم وزراء الخارجية، وهما الراحلان إسماعيل فهمى ومحمد إبراهيم كامل.

والمؤكد أن التفاوض بين مصر وإسرائيل كان نتاج تحولات حدثت على الأرض بانتصار عسكرى مصرى في حرب 73، سمح لها بالتفاوض على تحرير سيناء بالكامل حتى لو اختلف الناس على الشروط التي وُضعت لعودتها لمصر.

والمؤكد أن تجارب التفاوض الناجحة هي التي سُمح فيها بتنوع داخلى وظف آراء المعارضين قبل المؤيدين في مسار التفاوض، فإيران حضر فيها صوت المتشددين والمحافظين في خلفية المفاوضات التي جرت مع الدول الست، أما اليونان فقد كان لـ61% من الشعب اليونانى ممن عارضوا شروط الاتحاد الأوروبى دور حاسم في مراجعة الاتفاق.

النجاح في إيجاد صيغة يتوافق عليها فرقاء الساحة السياسية الداخلية يقوى مركز أي دولة في التفاوض، فوجود إصلاحيين في مواجهة محافظين في إيران، وليس فقط مؤيدين ومهللين، ساعد في تقوية مركز إيران التفاوضى وتأثيرها الدولى. كما أن وجود يسار حاكم قوى وله جذور شعبية في اليونان لم يلغ وجود اليمين المؤثر، (صوّت بـ«نعم» في الاستفتاء الأخير)، وهو ما قوّى من مركزها التفاوضى مع الاتحاد الأوروبى.

والحقيقة أن مشكلتنا في مصر، منذ أيام الرئيس السادات، أننا لا نقبل أن نُسمع العالم الخارجى إلا صوتا داخليا واحدا يؤكد على معانى الاصطفاف الوطنى في قضايا هي بطبيعتها محل خلاف، فهل الاعتراض على اتفاقية كامب ديفيد كان حلالاً على بعض الأحزاب الإسرائيلية وحراماً على بعض القوى السياسية المصرية؟ ودفع بالرئيس السادات إلى حل مجلس الشعب في 1979 لأن هناك 13 نائبا اعترضوا على اتفاقية كامب ديفيد.

والحقيقة أن إضعاف الشروط الداخلية التي تؤدى إلى تعظيم نتائج التفاوض مع الخارج عادة متكررة في مصر، فمازال الكثيرون يعتبرون من الأصل أن التفاوض مع دولة منافسة أو خصم سياسى عيب أو نقيصة وتخلٍّ عن المبادئ، حتى لو كان الهدف هو الوصول إلى تسوية سياسية تُخرج البلاد من أزماتها، أو تضعها على بر الأمان، في حين أن كل تجارب النجاح التي عرفها العالم اعتمدت على فكرة الحوار والتفاوض وصناعة التسويات السياسية.

تجربتا اليونان وإيران في التفاوض تحتاجان إلى دراسة متأنية، خاصة ما يتعلق بتوظيف الخلافات والتباينات السياسية في الداخل كأوراق ضغط تساعد في تحقيق أقصى مكاسب ممكنة في عملية التفاوض، وهذا على عكس ما شهدناه في معظم الخبرات العربية والمصرية.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة التفاوض 22 قوة التفاوض 22



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon