توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة المتوسط

  مصر اليوم -

عودة المتوسط

عمرو الشوبكي

نقاش الأسبوع الماضى أثناء المؤتمر السنوى لمعهد الدراسات الأوروبية المتوسطية (IPEMED) تركز على تحليل الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى جنوب المتوسط، وفتح ملف العلاقات الأوروبية- الإيرانية، ومدى تأثير ذلك على تطور العلاقات العربية- الأوروبية.

والمعروف أن مراكز الأبحاث الخاصة فى فرنسا لاتزال قليلة العدد، خاصة إذا قارناها بالولايات المتحدة التى تقوم صناعة القرار السياسى فيها على وجود مئات من مراكز الأبحاث Think tank التى تهتم بالقضايا الاستراتيجية والكونية الكبرى، حتى قضايا محلية صغيرة تخص مشكلات اجتماعية ومرورية وصحية داخل الولايات الأمريكية، إنما أيضاً مقارنة ببلاد مثل بريطانيا وتركيا وألمانيا وإيطاليا.

والنموذج الفرنسى فى البحث الاجتماعى يعتمد على المراكز الحكومية والعامة أساساً، بصورة أقرب لجمهوريات القطاع العام، ولكن بالمعنى الكفء والفعال للكلمة، حيث تسيطر مراكز الأبحاث التابعة للدولة على «سوق البحث» فى فرنسا، على عكس معظم الدول الغربية، ولذا يبدو معهد دراسات المتوسط من الاستثناءات بهذا المعنى.

والحقيقة أن هناك جانبين يمكن استشرافهما من نقاشات المؤتمر السنوى لمعهد الدراسات المتوسطية، الأول أن الاهتمام بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان فى العالم العربى قد تراجع لصالح حديث اقتصادى وعسكرى سمعته من المستشار القانونى لشركة توتال الفرنسية، الذى جاورنى فى حفل العشاء (على يمينى)، وأحد مديرى شركة معدات بناء لها استثمارات فى مصر (على يسارى)، وكلاهما تحدث بإيجابية شديدة عن تطور الأوضاع فى مصر، وأن هناك استقراراً وحرباً على الإرهاب ومشاريع اقتصادية.

أما صناع القرار من المسؤولين الفرنسيين، ومعهم بعض النواب، فقد تراجع اهتمامهم بقضية الديمقراطية فى مصر والعالم العربى، بعد الخبرة المريرة التى شهدتها المنطقة فى السنوات الخمس الأخيرة، وأصبح هناك فى العقل الباطن لكثير من الأوروبيين (حتى لو لم يعلنوا عنه صراحة) أن الاختيار بين نظم استبدادية أو داعش، فإن الاختيار سيكون لصالح النظم الاستبدادية، وأصبحت هناك حالة عدم ثقة بعد تجربتى ليبيا وسوريا فى أن بديل النظم الحاكمة المستبدة هو نظام ديمقراطى، بعد أن شهد العالم الفوضى والإرهاب واللاجئين الذين عبروا الحدود.

وقد صارت قضية التبشير بالديمقراطية أو الدفاع عنها غير ذات أولوية فى الخطاب الأوروبى الرسمى، ليس بالضرورة حباً فى النظم المستبدة، إنما عدم ثقة فى أن شعوب المنطقة قادرة على أن تبنى نظماً ديمقراطية دون أن تسقط فى براثن الفوضى والإرهاب، (تقريباً نظرية أن العرب غير مهيئين للديمقراطية بعد).

أما الجانب الثانى من النقاش فقد كان حول إيران، وأشير إلى الحوار الذى جرى بينى وبين وزير خارجية إسبانيا السابق، ميكائيل مارتينوس، وكان حول عودة إيران للساحة العالمية (سبق أن كتبت عنه أكثر من مرة تحت عنوان عودة إيران) وذكر الرجل كيف استقبلت فرنسا وإيطاليا الرئيس الإيرانى روحانى، وأقر بأن هناك تحولاً حدث فى الإعلام ووسط النخبة السياسية الأوروبية يتعلق بالصورة الذهنية عن إيران من كونها دولة مارقة داعمة للإرهاب إلى دولة طبيعية يجب التعامل معها، وأن انتقاد السعودية فى كثير من وسائل الإعلام الأوروبية لم يعد من المحرمات كما كان عليه الحال حتى 4 سنوات فقط، بل وتحميلها أحيانا مسؤولية تصاعد الإرهاب، وهى التى تعد ضحيته.

إيران تقدمت فى مساحات كانت تحتلها دول عربية فى الماضى القريب، والمطلوب هو مواجهة إيران بسياسة ورؤية جديدة بعيداً عن الشكوى والصريخ.

هذا جزء من تساؤلات الأيام الأربعة التى قضيتها فى باريس قبل العودة إلى قاهرة المعز.

GMT 05:49 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

عيون وآذان (المطلوب دولة فلسطينية مستقلة)

GMT 00:55 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

رهانات إيران

GMT 06:01 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

عيون وآذان (أنصار إسرائيل يكذبون أكثر منها)

GMT 06:05 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

عيون وآذان (ترامب وإيران و«صفقة القرن» -٣)

GMT 00:21 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

تزوير في أقطان مصرية !!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة المتوسط عودة المتوسط



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon