توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رهانات أردوجان

  مصر اليوم -

رهانات أردوجان

عمرو الشوبكي

باتت تركيا على أبواب انتخابات برلمانية مبكرة بعد أن فشل أكبر الأحزاب الممثلة فى البرلمان التركى، أى العدالة والتنمية (حصل على ما يقرب من 40% من أصوات الناخبين) فى تشكيل حكومة ائتلافية مع أى من الأحزاب الثلاثة الأخرى الممثلة فى البرلمان، ورفض أردوجان إعطاء نفس الفرصة للحزب التالى، أى الشعب الجمهورى لكى يحاول تشكيل حكومة ائتلافية على غير العرف وبعض التفسيرات للدستور التركى، وأصبحت تركيا بفضل نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة أولا ورغبات أردوجان ثانيا على أبواب انتخابات جديدة.

ومن المعروف أن خسارة حزب العدالة والتنمية فى الانتخابات الأخيرة لم تقض عليه، ولم تجبر زعماءه على المراجعة والنقد الذاتى، بل حمّلوا الناخب التركى على طريقة الحكام المستبدين مسؤولية خسارة الحزب لأنه قد يترتب عليها عدم استقرار سياسى بسبب الفشل فى تشكيل حكومة ائتلافية، وفى حال النجاح فى تشكيلها قيل للأتراك إنها ستكون مليئة بالخلافات والانقسامات الداخلية وهو ما سيؤثر على الوضع الاقتصادى المزدهر أحد أهم إنجازات حكم أردوجان.

ورقة الاستقرار السياسى والاقتصادى ظل يلعب عليها أردوجان قبل وبعد الانتخابات الأخيرة بعد أن أصيب بلوثة السلطة التى لم يعد قادرا على مغادرتها، ولكن التحدى أو بالأحرى الخطر الأكبر الذى أسقطه الشعب التركى فى الانتخابات الأخيرة كان فى إفشال مخطط أردوجان فى حصول حزبه على نفس النسبة التى حصل عليها فى الانتخابات السابقة (حوالى 53%) وتشكيله منفردا الحكومة وتغيير الدستور، وهو ما سيحاول أردوجان تحقيقه بكل السبل فى الانتخابات المبكرة.

والسؤال المطروح: لماذا ذهب أردوجان إلى الانتخابات المبكرة وعلى ماذا يراهن؟

الحقيقة أن رهان أردوجان الأساسى على كسر شوكة حزب الشعب الديمقراطى المدعوم من الأكراد، بمحاوله استمالة مؤيديه الجدد الذين سبق أن صوتوا لحزب أردوجان العدالة والتنمية، بتصوير الحزب أنه أضر بمصالح الأكراد وحرض أغلب الشعب التركى عليهم، وفى نفس الوقت وسع أردوجان من عملياته العسكرية فى مناطق حزب العمال الكردستانى وقتل حوالى 800 من عناصر الحزب فى شهرين، وأظهر وجهاً متشدداً تجاه قضايا الأكراد على خلاف الفترة الأولى من حكمه فى مسعى جديد من أردوجان لاستقطاب جمهور الحزب القومى الداعى إلى التشدد تجاه مطالب الأكراد القومية.

والمؤكد أن القضية الكردية هى فى قلب العملية السياسية التركية منذ نشأة الجمهورية وحتى الآن وأن أهميتها قد تضاعفت بحصول حزب ذى توجهات كردية على حوالى 12% من أصوات الناخبين وتجاوز عتبة الـ10% الملزمة للتمثيل داخل البرلمان التركى، وأصبح لأول مرة فى تاريخ الجمهورية التركية هناك حزب سياسى كردى ممثل بشكل شرعى فى البرلمان.

وقد ترتب على هذا التمثيل الكردى معادلة جديدة يحاول أردوجان بكل السبل توظيفها لصالح مشروعه وبقائه الأبدى فى السلطة؛ وهى وجود تنظيم كردى يمارس عنفاً وإرهاباً وآخر يمارس السياسة والسلمية، وهى معادلة معقدة للغاية، وحدثت فى عدد قليل من التجارب الديمقراطية العريقة، وهى تمثل تحدياً حقيقياً للنظام السياسى التركى.

المؤكد أن أردوجان يحاول إخافة بعض مؤديدى «الحزب الكردى» من مخاطر تأييد حزب معرض للحل ومتهم بأنه مؤيد أو متواطئ مع الإرهاب، وفى نفس الوقت يحاول أن يجذب مؤيدى اليمين القومى المتشدد لصالح حزبه بعد ظهوره فى صورة الرجل القوى الذى يحارب إرهاب حزب العمال الكردى وإرهاب داعش.

هذه هى بعض رهانات أردوجان من الانتخابات المبكرة؛ فهل سينجح فى الحصول على الأغلبية المطلقة، أم سيعطيه الشعب التركى درساً ثانياً؟ هذا ما سنراه فى الأسابيع المقبلة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رهانات أردوجان رهانات أردوجان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon