توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوارات برلين (1 - 2)

  مصر اليوم -

حوارات برلين 1  2

عمرو الشوبكي

سافرت إلى برلين الأسبوع الماضى لحضور ورشة عمل عن «الإرهاب فى الشرق الأوسط»، نظمها «منتدى هلسنكى للسياسات»، وشارك فى تنظيمها واحد من أهم مراكز الأبحاث البريطانية (Forward thinking).

وقد افتتح اللقاء وزير الخارجية التونسى السيد البكوش، وهو بالمناسبة لا ينتمى للسلك الدبلوماسى، وكان قيادياً فى الاتحاد التونسى للشغل، وعضواً فى حزب نداء تونس، وقدَّم مداخلة مهمة عن تحديات الإرهاب التى تواجهها تونس والدول العربية.

وضم اللقاء سياسيين وأكاديميين عرباً وأجانب وأتراكاً وأكاديمياً إيرانياً مقيماً فى برلين، وحضر من تركيا سفيرها السابق فى واشنطن النائب عن حزب الشعب الجمهورى، أكبر الأحزاب المعارضة لأردوجان، ونائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، ومع ذلك لم يتطرق نائبا الحزبين فى منتدى هلسنكى إلى أى حديث تفصيلى عن الأوضاع فى تركيا على طريق «نشر الغسيل».

تحدث الجانبان حول مفهوم الإرهاب، وقدَّم السفير التركى السابق فى واشنطن قراءة متميزة لأخطاء السياسة الغربية، وخاصة الأمريكية فى محاربة الإرهاب، وتكلم عن الوضع الإقليمى وتحديات تعديل الدستور فى تركيا بصورة متزنة.

نفس الأمر انسحب على تعليق أحد نواب حزب النهضة على كلمة وزير خارجية تونس المنتمى للحزب الحاكم (نداء تونس)، فاتسمت بالهدوء والاتفاق فى أغلبها مع كلمة الوزير.

أما الحالة المصرية فلا يوجد فيها حوار مع الإخوان، ولا يشاركون فى هذا النوع من اللقاءات؛ لأنهم لن يجدوا من يحضر لمناقشتهم من مثقفى وباحثى التيار المدنى نتيجة خطابهم التحريضى على العنف (دعاية وممارسة)، الذى اختاروه بعد 30 يونيو، فى حين أن الحوار السياسى بين القوى الحزبية المصرية لايزال قاصراً، نظراً لضعف هذه الأحزاب، وعدم وجود مشروع سياسى واضح للتعامل مع الملفات السياسية المختلفة.

أما ليبيا فكانت نموذجاً حياً للانقسام العميق بين المشروع الإخوانى المعادى للدولة والمتحالف مع الميليشيات الإرهابية فى طرابلس وطبرق وغيرها، وبين تيارات سياسية أخرى تؤمن بضرورة بناء دولة وطنية فى ليبيا بالتوازى مع التعددية والحوار السياسى.

وحضر من ليبيا أحد السياسيين المؤيدين لشرعية البرلمان والحكومة المنبثقة منه، فى مواجهة أحد المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين المقيمين فى بريطانيا ويحملون جنسيتها.

وقد أصر ممثل التيار الإسلامى الليبى على التركيز على دور الجماعات الدينية المعتدلة، ويقصد الإخوان، فى مواجهة الفكر الداعشى والإرهابى، فى محاولة متكررة لتقديم مسوغات الاعتماد لدى الدوائر الغربية لكى يوكل لهم مهمة محاربة الإرهاب.

والحقيقة أن نظرية الفكر الإسلامى المعتدل القادر على مواجهة الفكر المتطرف تحتاج إلى مراجعة، فمن ناحية ممارسات جماعة الإخوان فى مصر وليبيا لا علاقة لها بالاعتدال، إنما بالتحريض على العنف والتواطؤ مع الجماعات الإرهابية، ومن ناحية أخرى فإن نظرية أن هناك فكراً معتدلاً قادراً بمفرده على مواجهة الفكر المتطرف تحتاج أيضاً إلى مراجعة.

وقد أعدت فى هذا اللقاء ما سبق أن رددته من قبل، ونشرته فى مقال «أسلمة التطرف»، عن أن الجماعات الإرهابية الجديدة مثل «داعش» مدخلها للإرهاب ليس الفكر إنما الواقع المحبط والاستبدادى والطائفى الذى يدفعها للإرهاب فى أسابيع قليلة، وتحتاج بعدها إلى قشرة جهادية أو تكفيرية لتبرير فعلها الإرهابى، وهذا على عكس ما كان يجرى فى السبعينيات والثمانينيات، حين كان العنصر الجهادى يقضى سنوات طويلة من التربية الدينية العقائدية حتى يصبح قادراً على ممارسة عملية إرهابية واحدة.

النقاش حول الإرهاب فى الغرب والشرق مفيد، لكنه حتى هذه اللحظة غير منجز؛ لأنه لا توجد إرادة سياسية قادرة على وضع استراتجية مركبة (أمن وسياسة واقتصاد) لمواجهة أسبابه المركبة.
نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارات برلين 1  2 حوارات برلين 1  2



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon