توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الملائكة لا يموتون

  مصر اليوم -

الملائكة لا يموتون

عمرو الشوبكي

رحل باسم صبرى، الشاب الرائع الخلوق، نهاية الأسبوع الماضى، إثر حادث أليم، رحل وهو فى مقتبل العمر، ولم تتجاوز سنه الـ32 ربيعاً، وهو الشاب الحالم المخلص شديد الأدب والرقى، تحترمه حتى لو اختلفت معه، وتحب دماثة خلقه غير السائدة، ونقاءه، وعقله الراجح، ورؤيته النقدية، واحترامه الحقيقى للخلاف، وعدم انجراره تحت أى ظرف لتخوين مخالفيه، هذا المشهد الذى انفجر فى وجوهنا بعد 25 يناير.
باسم صبرى يمكن أن تعتبره شاباً ثورياً أو ديمقراطياً أو مدنياً، ولكنه فى كل الأحوال لم يكن من هؤلاء الذين اعتبروا الثورة مهنة والسياسة وظيفة، إنما هو نموذج لنوعية من الشباب، نجحت فى أن تشغل عقلها فى عز اشتعال موجة العواطف الثورية والهتاف ضد كل شىء فى مصر، حتى سئم الناس حديث الثورة والثوار، فكان هو بوجهه الباسم وحواره الهادئ مصدر اطمئنان للجميع، بأن الثورة كانت فى حد ذاتها عملاً ملهماً وشريفاً.
باسم صبرى لم تمنعه ثوريته من أن يكون وطنياً حتى النخاع وعقلانياً حتى النهاية، لم يتأثر بالخطاب السائد حوله، إنما اعتاد دائما أن يؤثر فيه، ولا يسلم لمفرداته، إنما أن يخلق لنفسه ولجيله حيزا خاصا قادرا على التأثير والتأثر أيضا بما يدور حوله.
عرفت باسم بعد ثورة يناير، وكان نموذجا للإخلاص والذكاء، امتلك طاقة هائلة فى تقديم مبادرات دائمة وأفكار مبتكرة، وتعمقت علاقتى به، حين قرر أن ينضم إلى حملتى الانتخابية فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وشارك بفاعلية ونشاط، واختار أن يترجم أهداف الثورة إلى مشروع سياسى بديل، وليس فقط صوت احتجاج.
لم أقابل باسم فى الأشهر الثلاثة الأخيرة إلا مرة واحدة، حين حضر مع شباب آخرين المؤتمر الثانى لمؤسسة البلد فى 8 يناير الماضى، ولم يخف مخاوفه وانتقاده المسار الحالى. صحيح أنه لم يرفض الدستور الجديد، رغم اعتراضه على بعض مواده، ولم يكن متحمساً للمقاطعة، ولم يدخل فى مزايدات ثورية على أعضاء اللجنة، وكان مؤمناً بأن علينا أن نضغط، ونناضل من أجل خلق بديل مدنى ثالث بين الجيش والإخوان، وألا نكتفى فقط بالاحتجاج والرفض، ونتصور أننا بذلك يمكن أن نساهم فى بناء أى بديل.
لم يغادر باسم نقاءه الثورى، ولم يتردد فى إبداء انتقادات للمسار الحالى، وأحيانا ما اختلفنا، ولكنى كنت أشعر دائما بأن انتقادات أو ملاحظات شاب مثله أفضل ألف مرة من منافقين يعلنون موافقتهم على كل شىء لحسبة أو لمصلحة خاصة.
والمؤكد أن ميزة باسم الكبرى أن خلافه أو اتفاقه معك لا يشعرك بأى فرق، فلا تشعر حين يختلف معك بأنه يتربص بك، أو يصفى حسابات شخصية معك، إنما يقر منذ البداية بأن من حقك أن يكون لك رأى أو تقدير مختلف دون أى اتهامات مسبقة، تماما مثلما كان يتفق معك لا حسبة ولا مصلحة خاصة.
باسم صبرى كان من الرقى أنه يشعرك، حين يتحدث معك، بأنه يهمس فى أذنك حتى لا يبدو أنه محتد ومعترض، أو مؤيد ومهلل، فقد كان نموذجا تمنينا أن يعم أوساط الكبار والشباب معا، ولكن الموت اختطفه مبكرا جدا قبل أن يستكمل مشروعه السياسى ودوره الوطنى.
رحم الله باسم صبرى، كان مصدر إلهام للشباب والكبار معاً.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملائكة لا يموتون الملائكة لا يموتون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon