توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المزايدة الدينية

  مصر اليوم -

المزايدة الدينية

عمرو الشوبكي

 كعادة الأستاذة فاطمة حافظ فى رسائلها وتعليقاتها، التى اعتادت من وقت لآخر إرسالها لى، وتصلح جميعها مقالات رأى مهمة، جاءنى منها هذا التعليق على مقال الأربعاء الماضى «الخيار الأمنى»، وتضمن ما يلى:
نحن فعلا فى مأزق، فالمشكلة التى نواجهها ليست مع عدو خارجى حتى نصطف جميعاً ضده ونقاتله وينتهى الأمر بوجوب التعبئة والكفاح، إنما المعضلة هى أن من نواجهه مصرى حتى ولو كان بالجنسية فقط وليس بالولاء الفعلى. ولذلك ترى تضارب الآراء واختلافها وتخوين كل فريق للفريق الآخر وهكذا.
أرى أن الدولة سوف تضطر إلى عمل هدنة مع الإخوان إن عاجلاً أو آجلاً بسبب أنها لن تستطيع فعلياً القضاء على كل أنصار هذا التيار والمتعاطفين معه.
وحتى لا يهاجمنى البعض بأننى طابور خامس وخلافه فأنا أؤكد أن هذا ليس رأيا ولا اقتراحا، إنما هو محاولة لقراءة المستقبل ولذلك أريد فقط النصح لمن سيكون بيده الأمر آنذاك.
ولنتذكر معاً التسعينيات حيث كنت مازلت صغيرة ولكنى أتذكر وقتها كره الناس واستنكارهم للفكر المتطرف حيث كانت المواجهات مع الأمن على أشدها والتفجيرات والعمليات الإرهابية ضد السياح ومحاولات الاغتيال... إلخ، كل ذلك حدث فعلاً فى التسعينيات ولم يختلف أحد على وجوب مقاومة أصحاب هذا الفكر، وكان المصريون صفاً واحداً حتى جاءت الهدنة المعروفة «بالمراجعات» التى تراجع فيها المتطرفون «ظاهرياً» عن العنف والتى نامت على إثرها الدولة فى سبات عميق واكتفت بتلجيم هذه القوى عن طريق الأمن أو الصفقات.
فالإسلاميون لم يعتبروا الهدنة نهاية الطريق بل فقط نقطة للمواصلة ولكن بطرق أخرى، وأثبتت هذه نجاحاً كبيراً بالفعل. فغالبية الشعب المعتدلة الكارهة للتطرف بدأت تدريجياً تتأثر «بالناس بتوع ربنا» التى انتشرت محاضراتهم على شرائط كاسيت فى البداية ثم على قنوات الفضائيات لاحقاً وبدأ تدريجياً تغيراً ملحوظاً فى سلوك وعادات المصريين. فبعد أن كان المصريون يطربون لسماع القرآن من شيوخهم محمد رفعت وعبدالباسط عبدالصمد وغيرهما من المقرئين المصريين، بدأت شرائط المقرئين الخليجيين فى الانتشار فى مصر. وبعد أن كانت المرأة المصرية حتى البسيطة تهتم بملبسها ومظهرها، بدأ الحجاب بالانتشار. حتى الرجال لم يسلموا من هذه التغيرات فحتى من لم يلبس جلباباً أو يطلق ذقنه فإنه اكتفى بتغيير الدبلة الذهب بأخرى فضة حتى لا تكون طوقاً من نار حوله يوم القيامة. حتى السلام والمواساة تغيرت واستُبدلت من صباح الخير ومساء الخير بالسلام عليكم، والبقية فى حياتك التى كانت مجرد جملة للمواساة البريئة أصبحت حراماً.
لم يكن هذا التغير بسيطاً أو هيناً، إنما كان تفرقة كاملة وملحوظة بين أبناء الوطن الواحد، فهذا مسيحى لأنه يلبس دبلة ذهب وهذه غير متدينة لأنها غير ملتزمة بالحجاب، وهكذا أصبحت الأرضية «مفروشة» ومجهزة للتيار الإسلامى.
وبدلاً من تدارك الدولة الموقف أخذت فى المزايدة على هذا التيار فى وسائل الإعلام الحكومية ولم تقف للدفاع عن الكتاب الشجعان المتنورين الذين واجهوا وحدهم بكل بسالة هذا الهجوم التتارى من أمثال شهيد الوطن فرج فودة ونصر حامد أبوزيد وغيرهما وأنا للأسف أرى بوادر حالية للمزايدة الدينية أيضاً حيث بدأ الكلام عن مدى تدين السيسى و«زبيبته» وحفظ أولاده للقرآن.
فأرجو من القادم لحكم هذا البلد عدم الاكتفاء بالحل الأمنى والمزايدة الدينية وبألا يستهين بالثقافة والتعليم والتنوير ووضع الخطط حتى لا يضعها الآخرون ويُغَيِرون فى وعى المصريين فنجد أنفسنا فى مواجهة واقع جديد مغاير تماماً لما ألفناه وتعاملنا معه سابقاً ولكن بعد فوات الأوان.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المزايدة الدينية المزايدة الدينية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon