توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتآمرون الجدد

  مصر اليوم -

المتآمرون الجدد

عمرو الشوبكي

هل يمكن اعتبار الفريق أحمد شفيق متآمراً على النظام الحالى؟ وهل يعقل أن توضع على الرجل (وفق تقارير صحفية جادة) قيود غير قانونية على عودته إلى مصر وممارسته أي دور سياسى؟ الحقيقة أن هذا الحديث عن رئيس حزب الحركة الوطنية، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، أعاد لنا صورة نظام مبارك حين كان المطلوب هو تفريغ البلاد من أي رمز سياسى يهدد مشروع التوريث.

طبيعى أن يكون لأى نظام سياسى هوية، فإذا كان لدينا نظام محافظ أو يمينى فلابد أنه سيكون في خصومة مع التيارات الثورية وحركة بداية وإخوتها والأحزاب اليسارية، وإذا كان نظاما مؤمنا بالدولة الوطنية والنظام الجمهورى والدستور المدنى فإنه سيختلف مع الإخوان وحلفائهم، أما إذا كنا أمام نظام يرتاب في الجميع، حتى حوَّل تحركات أي سياسى إلى مؤامرة على النظام، فإن هذا يعنى أن معيار الفرز ليس الاتفاق والاختلاف مع توجهات النظام السياسى، إنما درجة قوتك، ولو النسبية على الأرض، فإذا كنت ضعيفا وهشا وتقول كلاما أهبل فأنت مُرَحَّب بك وسيُفتح لك المجال للعمل والحركة وشراء الأصوات في الانتخابات القادمة والظهور الإعلامى، حتى لو قيل لك ألف مرة إن هؤلاء لا يمثلون النظام، فالأخير مشغول بنظرية المؤامرة، لا بوضع قواعد جديدة تنظم العملية الانتخابية والسياسية وتنقل البلاد خطوة للأمام.

في النظم الديمقراطية أو التي ترغب في أن تكون ديمقراطية الأقوياء والمنافسون هما حماة النظام السياسى والدولة الوطنية، حتى لو اختلفوا في الرؤى، وليس كما هو الحال عندنا الآن، تُستَبعَد أطراف مدنية كثيرة بسبب تأثيرها النسبى.

أن نبدأ باعتبار الإخوان متآمرين على النظام السياسى أمر مفهوم، لأنهم دخلوا في مواجهة ثأرية معه، ولكن حين تبدأ سلسلة المتآمرين بشباب الثورة، ثم محمد البرادعى، ثم بعدد من الأحزاب المدنية وتنتهى بأحمد شفيق وسامى عنان وعمرو موسى، فنحن هنا نتكلم عن وضعية أُمِّمت فيها السياسة تماما، واعتبرت كل من يمكن أن يكون له تأثير في مكان ما متآمراً على النظام والرئيس.

خطورة هذا التفكير ودلالاته أنه يعلن بشكل عملى أنه غير مسموح بأى منافسة سياسية على السلطة، لأن البلاد تمر بمرحلة دقيقة، وهناك شخص واحد قادر على مواجهة هذه التحديات، وإذا ظهر من بعيد مَن يرغب في أن يحمى النظام والدولة- من خلال التنوع والتنافس العلنى بين أجنحة وتيارات سياسية مختلفة على أرضية الدولة الوطنية- يُنظَر إليه باعتباره متآمراً.

حتماً أحمد شفيق ليس محل إجماع داخل المجتمع المصرى، وهو يُحسَب على نظام مبارك الذي هو محل رفض من قطاعات واسعة من الشعب، ولكن يُحسَب له أيضا أنه سبح بجرأة عكس التيار السائد بعد ثورة يناير، وواجه الخطاب المسيطر في ذلك الوقت عن النظام القديم والفلول وعزل رموزه، وقرر الترشح في انتخابات الرئاسة، معتمداً فقط على أصوات الناخبين، وخسر بشرف بعد أن حصل على 12 مليون صوت.

حتماً هناك جوانب سلبية في تجربة شفيق، ولكنه لا يُعاقَب على جوانبه السلبية، إنما على جوانبه الإيجابية، وكل من سيغمض عينه على إقصاء حزب أو رمز سياسى لا يحرّض ولا يمارس العنف سيدفع المجتمع والدولة ثمن ذلك غالياً.

مطلوب عودة شفيق للساحة السياسية العلنية في مصر مادام ليست عليه أحكام قضائية، لأن الحل ليس في عزل المنافسين والخصوم، ولأن الصراعات المخفية ستنتقل بسرعة البرق إلى داخل النظام نفسه، وستُعَقّد مشاكلنا بصورة أسرع مما يتصور المتفائلون.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتآمرون الجدد المتآمرون الجدد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon