توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القوانين الرادعة: قصة فشل

  مصر اليوم -

القوانين الرادعة قصة فشل

عمرو الشوبكي

حين يتحدث مجلس الوزراء عن العقوبات الرادعة، أو عن تغليظ العقوبات على المخالفين لقانون المرور، فتعرف أنه يكرر ما قاله أسلافه فى عهد مبارك عقب كل حادثة أو كارثة مرورية، وتأكد أننا سنفشل فشلا ذريعا فى حل مشاكل الطرق والمواصلات والسكك الحديدية، طالما كان الحديث «من فوق» بعيداً عما يجرى على أرض الواقع.

فطالما أن هناك من يتصور أن حل مشكلات الطرق سيكون بحديث العقوبات الرادعة وزيادة الكمائن الشرطية أو بافتتاح الكبارى وشراء قطارات جديدة، فإن هذا يعنى أننا نسير عكس السير وستبقى مشاكلنا كما هى دون أى حل.

تصريحات العقوبات الرادعة هى جوهر أزمتنا، لأن مشكلة مصر لم تكن، فى أى مرحلة، فى تغليظ أو تخفيف العقوبات، إنما كانت دائماً فى تطبيق القانون من الأساس، وأن البحث فى أسباب عدم تطبيق قوانين المرور العادية و«غير الرادعة» هو الذى سيمثل بداية الطريق للخروج من أزماتنا، وسيضع البلاد على الطريق الصحيح، لأنه سيضع أيدينا على جوهر الخلل الذى لن نستطيع مواجهته بالشعارات غير الرادعة.

حوادث الطرق لن تحل بتطبيق عقوبة السجن المشدد ولا حتى الإعدام على المخالفين لقواعد المرور أو من يتعاطون المخدرات أثناء قيادة مركباتهم، إنما فى امتلاك آلية لتطبيق القانون العادى على أرض الواقع.

مصيبتنا أنه تقريباً لا يوجد قانون ولا يوجد شرطى واحد، لظروف كثيرة، قادر على أن يوقف كل السيارات أو «التكاتك» التى تسير عكس الاتجاه على الطريق السريع، (مشهد يؤكد أنك أكيد فى مصر)، ولا مقطورة تحمل أسياخ حديد طولها يتجاوز حمولة العربة، ويكتفى السائق بوضع منديل فى نهايتها، متصوراً أنه بذلك ينبه السيارات الأخرى، كما أن هناك من اعتقد أن لجان فحص رخص القيادة، وأحياناً محاسبة السيارات المسرعة، هى التى ستحل مشكلة حوادث الطرق.

والسؤال: لماذا لم نطبق قانون إلغاء المقطورة المقدم منذ عام 2009، رغم معرفتنا أن هذا النوع من سيارات النقل (الذى غاب تقريباً عن كل بلاد العالم) هو السبب الأول وراء ارتفاع نسبة الحوادث فى مصر، وهى المسؤولة عن كارثة طريق البحيرة الأخيرة؟ والإجابة أن أصحاب هذه السيارات يمثلون جماعة ضغط نجحت فى إفشال تطبيق القانون فى عهد مبارك وحتى الآن.

إن طريق النجاح لأى حكومة أو نظام سياسى لن يكون كما فعل وزير النقل بترديد شعارات الفشل بتغليظ العقوبة والقوانين الرادعة، إنما بمعرفة لماذا لا يطبق القانون العادى على أرض الواقع، وما مشاكل الطرق المصرية، وكيف يمكن أن نضع خطة متكاملة لتنفيذ القانون على أرض الواقع حتى لا يستمر نزيف الطريق وتستمر مصر محتلة المركز الأول فى شىء واحد: ضحايا الطرق.

والحقيقة أن فى العالم كله نظماً سياسية غير مكتمل بناؤها الديمقراطى، إلا أنها نجحت فى تقديم إنجازات اجتماعية واقتصادية وحاربت الفقر (وليس الفقراء كما يحدث فى مصر) والأمية، وبنت نظاما تعليميا وصحيا كفئا وغيرها من الجوانب «غير السياسية» المتعلقة بالكفاءة الإدارية لأى نظام فى الحكم.

كفى تكراراً لخطاب الفشل والحديث عن قوانين وهمية رادعة على طرق غاب عنها أى قوانين، وإذا أردنا مرة أن نكون جادين فعلينا أن نبدأ فى معرفة أسباب عدم تطبيق القوانين العادية من الأصل، وماذا يجرى عملياً على الطرق بعيداً عن هتافات القوانين الرادعة التى كانت دائما علامة فشل وليست نجاحا.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوانين الرادعة قصة فشل القوانين الرادعة قصة فشل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon