توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخازندار يُقتل مرتين (2-2)

  مصر اليوم -

الخازندار يُقتل مرتين 22

عمرو الشوبكي

حين أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 بُنيت أدبيات الجماعة على فكرة محورية هى «الدعوة»، أى دعوة الجماعة المجتمع المسلم إلى الالتزام بتعاليم الإسلام، وحين تنجح فى مهمتها تتغير السلطة السياسية دون حاجة إلى أحزاب ولا ثورة، إنما بقوة الجماعة الدعوية.

والمؤكد أن أدبيات الجماعة الفكرية لم تكفّر المجتمع ولا النظام القائم، ولكنها بنت تنظيماً متعدد المستويات، يوجد فيه الأخ المساعد، أو المحب الذى هو أقرب إلى النصير والمتعاطف، وفيه الأخ العامل الذى يدفع 7% من راتبه للجماعة، (ويقدرون بما يقرب من 100 ألف عضو عامل)، وهناك المستوى الثالث الخفى، وهو المستوى الجهادى الذى يؤسس فيه العضو على قيم ومبادئ دينية أكثر صرامة من المستويات السابقة، وظل هذا المستوى هو نواة التنظيم الخاص الذى بُنى بشكل سرى داخل الإخوان عقب مؤتمرها الخامس فى 1938 (وفق أغلب الدراسات التاريخية)، وتورط تقريباً فى كل عمليات الاغتيال التى مارستها الجماعة.

والمفارقة أن الجماعة التى لم تكفّر السلطة، ولم تدعُ فى أدبياتها للعنف كما فعل بعض التنظيمات الجهادية، مارسته فى أوقات كثيرة حين دخلت فى صراع مع السلطة، ووجدنا قادة الجماعة يقولون إنهم ضد العنف والإرهاب، ومع ذلك مارسه كثير من العناصر الإخوانية.

ولعل الدرس الذى لم يتغير منذ اغتيال الخازندار فى عام 1948 حتى الآن هو تلك المراوغة النادرة فى سلوك وخطاب جماعة الإخوان، وكيف امتلكوا قدرة نادرة على قول الشىء ونقيضه، فعبدالرحمن السندى، رئيس النظام الخاص داخل الجماعة، ذكر أن حسن البنا، المرشد العام للجماعة ومؤسسها، قال فى اجتماع بجماعته: «ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله»، وهو ما اعتبره أعضاء فى التنظيم بمثابة «ضوء أخضر» لاغتيال الخازندار.

فى حين أن الشيخ أحمد حسن الباقورى، وزير الأوقاف المصرى الأسبق، أشار فى مذكراته إلى موقف آخر مغاير للموقف السابق حين قال: «الشيخ البنا آنذاك غضب مما حدث وكان ثائراً، وقال: يعنى ليس معنى أن يخطئ قاضٍ فى حكمه أن يُقتل، وأن ما حدث لم يعلم به الإمام البنا».

المفارقة الأخرى أنه عقب اغتيال الشهيد الخازندار على يد عضوى الجماعة عُثر فى حوزتهما فى قسم الشرطة على أوراق تثبت انتماءهما لجماعة الإخوان المسلمين، فقامت النيابة باستدعاء مرشد الجماعة آنذاك حسن البنا لسؤاله حول ما إذا كان يعرف الجانيين إلا أن البنا أنكر معرفته بهما تماماً. لكن النيابة تمكنت من إثبات أن المتهم الأول حسن عبدالحافظ كان واحداً من السكرتارية الخاصة لحسن البنا، وهنا اعترف بمعرفته للمتهم، إلا أنه نفى علمه بنية المتهمين اغتيال القاضى الخازندار.

المراوغة والكذب سمة متكررة فى ممارسات الجماعة، وهو أمر مبرر لأن عضو الجماعة تربى على أنه ينتمى إلى جماعة ربانية فوق خلق الله تبرر له الكذب، وأحياناً القتل طالما كان الضحايا «أدنى» فى المرتبة حتى لو كانوا شعباً بأكمله، فعليه أن يدفع ثمن بقائه خارج الجماعة أو معارضته لها.

اغتيال الخازندار تم على يد أعضاء فى جماعة الإخوان حتى لو أدان مرشدها الاغتيال، فمسؤولية الجماعة عن الجريمة مؤكدة، وعلاقة الجماعة باغتيال القضاة الثلاثة فى العريش بعد ساعات من صدور حكم الإعدام على مرسى واضحة، سواء تم بيد حلفائها فى بيت المقدس أو أعضائها فالنتيجة واحدة: أن الإخوان مسؤولون منذ 1948 حتى الآن عن قائمة طويلة من العنف والاغتيالات والعمليات الإرهابية، دون أى مراجعة أو حتى اعتراف بهذه الجرائم.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخازندار يُقتل مرتين 22 الخازندار يُقتل مرتين 22



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon