توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلام العين الواحدة

  مصر اليوم -

إعلام العين الواحدة

عمرو الشوبكي

تابعت، الأسبوع الماضى على مدار 4 أيام، ما كتبته الصحف الفرنسية الثلاث الكبرى الليموند (فى الوسط) والفيجارو (اليمين) والليبراسيون (اليسار) عن العملية الإرهابية التي استهدفت صحفيى جريدة «شارلى إبدو»، كما تابعت أيضا قناتى فرنسا 24 وTV5.

وقد أدان الجميع، بصورة قاطعة، الحادث الإرهابى، وصدمت الصحافة ووسائل الإعلام كما صدم الرأى العام الفرنسى والأوروبى من تلك الجريمة، وعبرت بشكل موحد عن تضامنها مع الضحايا حتى لو اختلفت المعالجات والأولويات التي أبرزتها كل صحيفة في معالجة قضية الإرهاب، كما بدا أن هناك خيطا رفيعا ربط بينها جميعا حين قرأت رد فعل العالم العربى والإسلامى على هذا الحادث.

ويمكن القول بأن خروج الشعب الفرنسى بالملايين يوم الأحد 11 يناير رفضا للإرهاب وإيمانا بالحرية والديمقراطية قد غطته وسائل الإعلام الفرنسية بشكل كامل وإيجابى، واستخدمت مفردات من نوع الوحدة والتماسك الوطنى وفرنسا الواقفة أو قيام فرنسا، وغيرها من المفردات الوطنية الحماسية غير المعتاد سماعها في أوروبا إلا في أوقات الأزمات والتحديات الكبرى، لأن حب الوطن في الأوقات العادية لا يكون بالغناء إنما بالعمل المخلص دون ضجيج، ومع ذلك ظهرت المشاعر الوطنية بشكل جياش في لحaظات الأزمة والتحدى وربما بصورة لم تشهدها فرنسا منذ استقلالها على يد الجنرال ديجول.

الإعلام الفرنسى، في أغلبه، مثل أغلب السياسيين، كان على مستوى الحدث فيما يتعلق بتغطيته لما جرى داخل فرنسا، فحاول أن يبتعد عن الخلط بين المسلمين والإرهابيين كما فعل بشكل صريح أو ضمنى اليمين المتطرف، إلا أنه حين تعلق الأمر برد فعل العالم العربى على حادثة «شارلى إبدو» فنجده قد أبرز ردود الفعل المعادية للصحيفة والمبررة للجريمة، في حين أن الأصوات التي عبرت عن تضامنها مع الضحايا لم تشر لهم إلا باعتبارهم أصوات نشاز داخل هذا العالم العربى «المتضامن» مع الإرهاب وليس ضحاياه.

صادم مثلا حين تقرر قناة فرنسا 24 أن تغطى ردود الفعل المستنكرة لجريمة «شارلى إبدو» في مصر فتذهب لموقع إلكترونى مغمور لا يعرف عنه أحد شيئا ويعطى انطباعا متعمدا للمشاهد بأن المتضامنين مع ضحايا الإرهاب هم على هامش المجتمع المصرى حتى تكرس الصورة الذهنية في الغرب عن أن الغالبية في مجتمعاتنا تؤيد الإرهابيين.

المفارقة الصادمة أن نقيب الصحفيين قام مع مجموعة من الصحفيين بوقفة احتجاجية أمام النقابة ورفعوا أقلامهم وحملوا بجرأة لافتات تدين الإرهاب وتعلن تضامنها مع ضحايا هذه الجريمة في مشهد مشرف يحسب للنقابة، ولم تغطها أي وسيلة إعلام فرنسية واحدة، بما فيها القناة المذكورة، لأنها إن فعلت ستعطى انطباعا بأن التيار السائد وسط الصحفيين في مصر يدين الإرهاب.

ولكى تكتمل الصورة بين الإعلام المرئى والمكتوب، فقد تجاهلت صحيفة الليموند الفرنسية كل البيانات التي خرجت من الأزهر أو من وزارة الخارجية تدين الجريمة الإرهابية تماما مثل تجاهلها لصور التضامن ولو الرمزية مع ضحايا الإرهاب، وتفتق ذهن الصحيفة الكبيرة في عدد 12 يناير الماضى (الذى غطى بشكل شامل مليونية الأحد 11 يناير) أن تكتب تحقيقا في صدر ملحقها الرئيسى تقول فيه: «مصر ستقتلع رفح وتعزل غزة» وأضافت أن مصر «فى خلال أيام ستهدم 1220 منزلاً يعيش فيها 2044 عائلة».

صادم وفج أن يكون حديث إعلام فرنسا والعالم حول تداعيات العملية الإرهابية في حين أن حديث صحيفة كبرى مثل الليموند عن مصر يكون عن «عزل غزة واقتلاع رفح»، وهى رسالة شديدة السلبية لأنها تكرس صورة نمطية تعتبرنا تقريبا شركاء الإرهابيين، لأنه في عز مكافحة العالم للإرهاب نقوم نحن بعزل قطاع غزة وهدم إحدى مدننا.

إنه حقاً إعلام العين الواحدة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلام العين الواحدة إعلام العين الواحدة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon