توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إرهاب ونقطة

  مصر اليوم -

إرهاب ونقطة

عمرو الشوبكي

الاعتداء الإرهابى الذى تعرضت له صحيفة «شارلى إبدو» الفرنسية صادم، ومهين أن يحدث باسم الإسلام، وأن يصاحبه هتاف الله أكبر، والادعاء بأنه انتقام لرسول الله، وأن أى تبرير لهذا العمل الإرهابى بحجة أن خط الجريدة معاد لمشاعر المسلمين وتعمد الإساءة للإسلام غير مقبول، لأن الإرهاب لا يجب تحت أى ظرف أن تصحبه كلمة «لكن» إنما هو أمر مدان، ونقطة ومن أول السطر.

هناك فارق هائل بين تبرير الإرهاب وبين بحث أسبابه ودوافعه، ومواجهته بأساليب مختلفة فكرية وسياسية وأمنية، وهذا على عكس ما فعله كثير من الدوائر الغربية فى تعاملها مع الحوادث الإرهابية التى جرت فى بلادنا حين ربطتها بقضايا سياسية خاصة عقب سقوط حكم الإخوان.

نظرية أدين الإرهاب ولكن هى جزء من معايير الغرب المزدوجة، وهى أحيانا جزء من معايير العرب المزدوجة أيضا، فبعضنا الذى لعب هذه اللعبة دفع ثمنها باهظاً، فحين تقول لا بأس من قتل 3 آلاف أمريكى برىء فى 11 سبتمبر لأن هناك عربا ومسلمين يسقطون بسبب السياسة الأمريكية هو خطيئة مكتملة الأركان، لأنك فتحت الباب أمام نفس المعايير فى طبعتها الأمريكية أن تقول لك نعم ندين الإرهاب فى سيناء ولكن سببه هو سياسات الدولة المصرية وعليها أن توقف انتهاكاتها فى مجال حقوق الإنسان وأن يبتعد الجيش عن التدخل فى السياسة.

هذا التبرير للإرهاب، أو بالأحرى هذا التواطؤ الضمنى معه وهذا التوظيف السياسى لجرائمه، أمر كارثى أضر بالعالم العربى وبالغرب على السواء، فمحاولات كثير من الدول الغربية الفجة لتوظيف العمليات الإرهابية فى مصر لصالح حساباتها السياسية هى تواطؤ مكتمل الأركان مع جرائم الإرهاب.

هل كل الإرهاب فى مصر نتيجة أخطاء السياسة، أم أن هناك إرهابا تكفيريا مرتبطا بانحراف عقائدى ستجده موجودا فى الدول الديمقراطية وغير الديمقراطية وفى الغرب والشرق؟ هل مثلا الجيش التونسى تدخل فى السياسة حتى يتعرض لضربات فاقت ما تعرض له الجيش المصرى، إذا أخذنا فى الاعتبار الفارق فى عدد السكان وحجم الجيشين؟ هل أوروبا ديمقراطية أم ديكتاتورية؟ الإجابة هى الأولى، ومع ذلك صدّرت مقاتلين دواعش إلى كل البلاد الإسلامية وبعضهم اعتنق الإسلام حديثاً.

المؤكد أن هناك بيئة حاضنة تساعد على انتشار الإرهاب، ونظماً، مثل النظام السورى والعراقى، ساعدت على انتشار «الدواعش» فى أراضيها، إلا أن هذا لا يعنى أن الإرهاب اختفى من دول ديمقراطية عريقة مثلما جرى فى فرنسا، صحيح أن خطره وحجمه فى الدول الفاشلة والاستبدادية والطائفية أكبر بكثير، وبما لا يقارن مع ما يجرى فى بلد مثل فرنسا الآن، رغم خطورته، وهو ما يعنى أن الديمقراطية لم تقض على كل أخطاره.

والحقيقة أن محاولة بعض الدول الغربية ابتزاز مصر طوال الفترة الماضية وربط دعمها فى حربها ضد الإرهاب بمصالحة مع الإخوان، أو إجراء إصلاحات سياسية، أمر غير مستقيم لأنه لا يجب أن تصحب مواجهة الإرهاب «كلمة لكن»، فحين يسقط شهيد مثل النقيب ضياء فتوح، الأسبوع الماضى، ضحية قنابل القتلة والإرهابيين، وحين يستشهد 30 رجلاً من أبناء القوات المسلحة فى شهر أكتوبر الماضى فى سيناء ويقول البعض بكل تنطع إن هذا بسبب سياسات الدولة الإقصائية، فهذا نوع من التواطؤ الفج مع الإرهاب تماماً مثلما يقول البعض إن جريمة «شارلى إبدو» مبررة لأنها صحيفة أساءت للمسلمين.

من يرفع السلاح فى وجه الأبرياء وفى وجه الدولة أمر لا يجب تبريره تحت أى ظرف، أما كل من يناضل بالطرق السلمية من أجل بناء نظام ديمقراطى وعادل دون أن يبتز الناس بسلاح العنف والإرهاب فهو الذى يستحق أن يتضامن معه الجميع.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب ونقطة إرهاب ونقطة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon