توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تقمعوا الشباب

  مصر اليوم -

لا تقمعوا الشباب

عمرو الشوبكي

فى كل دول العالم هناك طاقة متوهجة للشباب، وهناك صوت احتجاجى فى ضمير كثير منهم، وكثيرًا ما كان الشاب الأكثر تمردًا على السلطة هو الأكثر إفادة وعطاءً لوطنه، إذا كان هناك نظام سياسى قادر على دمجهم فى العملية السياسية وتحويل طاقة الرفض والاحتجاج إلى طاقة بناء وتجديد.

معادلة الشباب ليست معقدة، ولا يمكن حلها بالقمع والملاحقة الأمنية إنما بالحوار والاحتواء السياسى، فمثلاً شباب ثورات الطلاب فى فرنسا وكثير من دول أوروبا الغربية فى 1968، الذى خرج لإسقاط النظم القائمة والثورة عليها وملأ الشوارع والميادين صخبًا وحجارة، ووضع المتاريس واحتل الجامعات وأوقف الدراسة، هذا الشباب الثورى هو نفسه الذى أدخله النظام السياسى فى عملية ديمقراطية، جعلته يتخلى عن نظرياته الشيوعية الثورية لصالح الأفكار الاجتماعية الإصلاحية حتى أصبحوا فى سنوات قليلة أعضاء أحزاب ديمقراطية اشتراكية ثم رجال دولة فحكاما.

والحقيقة أن الشباب المصرى ليس بعيداً فى تجاربه عن كثير من شباب العالم، فقد تظاهر فى 1968 ضد نظام عبدالناصر والمسؤولين عن هزيمة 67، وتظاهر فى 1972 من أجل أن يحسم السادات الحرب مع إسرائيل، ثم شارك بفاعلية فى انتفاضة الخبز فى 18 و19 يناير 1977، ثم كان الوقود الذى فجّر ثورة 25 يناير ومحركها الأول.

وعقب وصول الإخوان للحكم انقسم المجتمع ومعه الشباب بين أغلبية ترفض حكم الجماعة، وبين أقليه تؤيده، وعقب سقوط حكم الإخوان ومجىء السيسى إلى السلطة أصبحت هناك أغلبية تؤيده وأقلية تعارضه، وبقى الشباب يمثلون الشريحة العمرية الأقل تأييدًا للرئيس حتى تصاعد صوتها الاحتجاجى والرافض لمجمل سياساته.

ومع تصاعد حدّة مشكلة جزيرتى تيران وصنافير، وقناعة تيار من المصريين بأنهما مصريتان وأن الحكم تنازل عنهما للسعودية لأسباب مالية، ظهر صوت الشباب مرة أخرى فى المظاهرات التى جرت فى «جمعة الأرض»، وظهر أكثر فى دعوته على مواقع التواصل الاجتماعى لمظاهرات أخرى اليوم فى ذكرى تحرير سيناء.

وتعّرض عشرات الشباب لحملة اعتقالات واسعة طوال هذا الأسبوع، بعضها كان ممنهجًا بغرض الحيلولة دون خروج مظاهرات اليوم (ربنا يستر على الدماء المصرية)، وبعضها كان عشوائياً على طريقة: أنت شاب وصحفى، إذن أنت متهم.

والحقيقة أن التعامل مع الشباب المحتج والرافض بهذه الطريقة الأمنية، والحوار فقط مع الشباب المؤيد «المهذب» الذى يتحدث فقط عن دراسته والعمل، أمر لا علاقة له بالسياسة وحتى ضد ما اعتدنا أن نراه من نظمنا غير الديمقراطية، فالرئيس السادات تحاور فى 1976 مع كل من حمدين صباحى ود. عبدالمنعم أبوالفتوح فى لقاء أذيع على الهواء ولم يُقطع، حين كان الأول رئيسًا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة، والثانى أحد قياداته، ولم تقل الأجهزة الأمنية للرئيس لا تتحاور معهما على الهواء، أو أحضرت له فقط المؤيدين، كان ذلك منذ 40 عاماً وقبل أن تصبح قضية الحريات العامة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان لها الأولوية الأولى بالنسبة للجيل الحالى.

احتواء الشباب والحوار معه لا يعنى ضمه لبرنامج الرئيس الرئاسى، ولا أن يصبحوا مؤيدين، إنما فى تحويل معارضتهم من حالة ثورية ترفض بشكل جذرى النظام الحالى إلى معارضة إصلاحية تراهن على المستقبل وتحترم المؤيدين للنظام، وهذا لن يتم إلا إذا توقفت أيدى الأمن الغليظة عن ملاحقة الشباب، وأفرج عن كل المعتقلين السلميين فى عفو رئاسى شامل، وفتح مسار سياسى يعطى أملًا بأن التغيير قادم وعبر صناديق الاقتراع.

GMT 01:10 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

.. وبدأت الجزيرة

GMT 08:18 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أحوال العرب

GMT 00:00 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

منتدى دندرة

GMT 00:56 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

قمة بلا جمهور

GMT 00:13 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من أضاع الجولان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تقمعوا الشباب لا تقمعوا الشباب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon