توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عمرو الشوبكي الشعوب أم الحكام؟

  مصر اليوم -

عمرو الشوبكي الشعوب أم الحكام

بقلم : عمرو الشوبكي

النقاش حول قضية الديمقراطية فى مصر قضية لا تخصنا فقط، إنما تخص معظم مجتمعات العالم التى مرت فى فترات تاريخية سابقة بظروف مشابهة لما نمر به، وطرحت على نفسها السؤال التاريخى: «من المسؤول عن تخلفها واستبداد حكامها.. هل هو الشعب أم النظم الحاكمة؟»، والمؤكد أنى من المدرسة التى تحمّل النظم السياسية مسؤولية أكبر من الشعو، إلا أن هذا لا ينفى وجود تيار واسع من الشعب، وليس فقط من الحكام، يؤمن بأن المشكلة فى الشعب.

رسالة الأستاذ محمد عبدالرحمن كانت قريبة من هذا الاتجاه، حيث قال:

أتفق معك جزئيا فيما ذهبت إليه فى مقالك «ليس كلاماً عابراً»، إذ دائما ما ننظر إلى معادلة الحكم والشعب بشكل مبتسر، فنعول على الأول ونغفل الثانى، دائما ما نركز على الحكم وصيغته وتركيبته، وننسى أن هناك تكملة للمعادلة لابد أن ننظر إليها جيدا، فربما يكون صحيحا أن الشعب قام بحركة أو ثورة 25 يناير، أيا كانت التسمية، إلا أن ما كشفت عنه تلك الثورة أنها جعلتنا نبصر القوة الحقيقية لهذا الشعب، ونبصر قيمة الحاكم، فلو أمعنا النظر قليلا لوجدنا أنه لا توجد قوى مدنية حقيقية، بل لن نرى أى قيم ديمقراطية تحكم علاقاتنا المجتمعية، وليست فقط قضية الديمقراطية بشكلها الإجرائى كآلية لتنظيم الانتخابات.. لو أمعنا النظر فى حال مجتمعنا لوجدنا فى أحشائه الاستبداد بمختلف أشكاله، ما بين استبداد باسم الدين إلى استبداد أبوى، وصولا إلى استبداد تربوى، فما إن تجد شخصا ما اعتلى منصبا إلا وقد سحق هامة من هو دونه، لا أريد أن أذهب إلى أن ثمة جينات وراثية لهذا الاستبداد بقدر ما هو تراث عتيد توارثناه جيلا بعد جيل. الحق أقول لك إن أمامنا شوطا كبيرا وطريقا صعبا للوصول إلى ما نطمح إليه من مجتمع ديمقراطى مدنى. إن المشكلة فى تقديرى لم تكن فى حكام مصر السابقين، بل المشكلة تكمن فى القدرة على التخلص من هذا الإرث الثقيل من قيمنا المهترئة، وإلا ستصدق فينا مقولة الكاتب المسرحى الألمانى «برشت»: «إن كل شعب يستحق حاكمه».

يقيناً، رسالة أستاذ محمد عبدالرحمن كاشفة، وقد أتفق معه أن المجتمع فى مصر مأزوم أيضا وليس فقط الحكم، وأن الديمقراطية تحتاج لفترة انتقال أو تحول ديمقراطى كما يقول علم السياسة قبل تطبيقها أو اكتمالها، وإن التخلص من الإرث الثقيل، كما وصفه، سيبدأ حين يؤسس حكامنا دولة قانون.

لو اعتبرت نظمنا السياسية الشعب غير مؤهل للديمقراطية، فهذا يعنى أيضا أنها غير مؤهلة للحكم لأنها فشلت فى بناء دولة القانون، فالصين ليست ديمقراطية، ولكنّ بها قانونا صارما يطبق، والإمارات مجتمع الرفاهة الاقتصادى ليس فيها من الأصل طلب على السياسة والديمقراطية ولكن نجاحها تم لأنها دولة قانون، وبينهما هناك عشرات التجارب الناجحة التى تقدمت بالقانون وليس بمُعايرة الشعب بأنه غير مؤهل للديمقراطية.

علينا أن نعى أن مهمة الحكومات وضع قوانين وقواعد تطبق على الجميع دون استثناء، وليس إهانة شعوبها كل يوم، وعندها سنكتشف أننا قادرون على بناء تحول ديمقراطى فى مصر.

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمرو الشوبكي الشعوب أم الحكام عمرو الشوبكي الشعوب أم الحكام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon