توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو كانت تونس دولة دينية؟

  مصر اليوم -

ماذا لو كانت تونس دولة دينية

بقلم - عمرو الشوبكي

قررت تونس أن تساوى بين الرجل والمرأة فى الميراث على خلاف ما نصت علية الشريعة الإسلامية، واعترض الكثيرون فى العالم العربى على هذا القانون، وأيده البعض الآخر فى حين اعتبر تيار واسع أن من حق الشعب التونسى أن يقرر القوانين التى يراها مناسبة طالما جاءت باختيار حر وديمقراطى.

ورغم أنى أعتبر نفسى ممن يرون أن النص الدينى قاطع الدلالة لا يجب تجاهله إلا باجتهاد آخر على ضوء تغير ظروف العصر بصورة تستدعى تجديده لا تجاهله إلا أن رسالة تونس ليست فقهية ولا دينية إنما هى مدنية وديمقراطية لها علاقة بحكم الشعب.

ما جرى فى تونس يقول إن أغلبية انتخبها الشعب رأت ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة فى الإرث ودعمتها وزارة الأوقاف التونسية، ولم تعترض حركة النهضة ذات الأصول الإخوانية، فى حين عارضها سلميا وبقوة تيار كبير من المجتمع التونسى محافظ دينيا ولا ينتمى لأى من فصائل الإسلام السياسى.

الدولة المدنية الديمقراطية أعطت الحق للأغلبية البرلمانية أن تتبنى القانون، وحمت الأقلية التى رفضت القانون، بل وعدلت لهم النص القانونى الأصلى، وأعطت لهم الحق فى أن يلتزموا بالشرع فى قضايا الإرث.

والسؤال الذى تجاهله الكثيرون: ماذا لو كانت تونس لا قدر الله دولة دينية كيف ستتعامل مع من سيطالبون بالمساواة بين الرجل والمرأة أو حتى لديهم اجتهادات دينية مستنيرة تنطلق من المقولة العظيمة «حينما توجد مصالح الناس يوجد شرع الله» وجددوا فى الأمور الفقهية ووصلوا لنتيجة ترى بضرورة المساواة بين الرجل والمرأة فى المواريث؟

يقينا هؤلاء سيكفرون وسيقتلون وسيذبحون فى الشوارع من قبل حكام الدولة الدينية أو من قبل جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، باعتبارهم كفارا وخارجين عن الإسلام، وأن حكم الشعب مشروط بالالتزام بما يتصورونه صحيح الدين، مثل أى نظم استبدادية تربط حديثها عن حكم الشعب بتأييد من فى الحكم.

الدولة الدينية تعطى حصانة لكل من يحكم باعتباره يحكم باسم الله وتعتبر أى خلاف سياسى أو ثقافى أو اجتماعى هو خلاف على الدين يستلزم تكفير المخالف.

أما الدولة المدنية فتعطى الحقوق للجميع وتقبل تنوع الآراء المختلفة فى إطار الدستور والقانون، صحيح أن الدولة العلمانية عرفت فى بعض صورها تطرفا فى مواجهة الدين (تركيا فى بدايتها) إلا أنها وعت الآن الدرس ولم تعد قضيتها استبعاد الدين من المجال العام ومن حياة الأفراد ومنظومة قيمهم، وهذا هو النموذج الذى يجب أن نسعى إلى تطبيقه فى مصر والعالم العربى: دولة مدنية ديمقراطية تحترم مبادئ الدين.

تحية لتونس على المبادرة والنقاش الحر بصرف النظر عن موقفنا من القانون.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو كانت تونس دولة دينية ماذا لو كانت تونس دولة دينية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon