توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الضمير الغائب

  مصر اليوم -

الضمير الغائب

بقلم - عمرو الشوبكي

أسوأ ما شهده العالم العربى فى السنوات الأخيرة هو هذه الدرجة من الاستقطاب السياسى والاجتماعى والمذهبى التى قتلت إنسانية الكثيرين، وحولت المشاعر الإنسانية الفطرية إلى سلوك وحشى صادم.

ولعل قضية اختفاء جمال خاشقجى عكست جانبا من تلك الأزمة، فهناك من تكلم عن دور قطر وتركيا أكثر ما تكلم عن الإنسان الغائب، والبعض الآخر كانت قضيته الوحيدة استهداف السعودية وتصفية حساباته السياسية معها، بصرف النظر أيضا عن هذا الإنسان الغائب.

جوهر قضية خاشقجى تتمثل فى اختفاء إنسان لا الاتفاق ولا الخلاف مع آرائه ولا الاتفاق ولا الاختلاف مع السعودية، ولا تأييد تركيا أو قطر أو معارضتهما، إنما التعاطف الإنسانى مع حالته والعمل على معرفة الحقيقة، وهو ما غاب تقريبا أمام الاستقطابات السياسية ومعارك العرب القبلية.

رد فعل كثير من المؤسسات المالية والصحفية ورجال أعمال ومثقفين (غالبيتهم الساحقة خارج العالم العربى) فى التنديد بما جرى لخاشقجى والمطالبة بكشف أسباب اختفائه، بل إن بعضهم اتخذ مواقف مخالفة لحكوماته، والبعض الآخر قبل أن تتضرر مصالحه، لأن فطرته الإنسانية لم يتم تخريبها ولم يتم جرّها إلى خانة الاستقطاب والكراهية والمصالح التى تلغى الضمائر.

حادثة خاشقجى ليست الوحيدة، فهناك حوادث قتل وعنف وإرهاب تشهدها كثيرٌ من دول العالم، وتعامل معها البعض بمنطق انتقائى بسبب تحيزاته السياسية والطائفية أو مصالحة الضيقة، وفى أحيان أخرى بسبب التخلف وقلة الوعى الذى يدفع البعض إلى ترديد كلام قاتل للفطرة الإنسانية السوية.

فهناك من يبرر أعمال الإرهابيين، لأنه يكره النظم القائمة، ويحول خلافه مع النظام الحاكم إلى خلاف مع الوطن، وهناك من ينتظر ليعرف هوية الضحية ليدين ويشجب أو يغمض عينيه ويعمل لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.

البعض لم يستطع أن يسير بالخط على استقامته ويتعاطف مع كل الضحايا المدنيين مهما كانوا، فتجاهل البعض بتحيّز فجّ جرائم الميليشيات الطائفية الشيعية فى العراق لأن الضحايا سنة، تماما مثلما تجاهل البعض جرائم داعش وباقى التنظيمات التكفيرية لأن الضحايا شيعة، وظهر المبررون للعنف والإرهاب حسب الطلب ولون المجرم والضحية.

التخلف والجهل يجعلاننا نسقط فى نظرية مؤامرة خائبة تبرر فى النهاية جريمة قتل الناس بالكيميائى أو بالبراميل المتفجرة، أو تعتبر إرهاب التنظيمات التكفيرية نضالاً ضد الاستبداد، وتجاهلوا الدماء الذكية التى تسقط ضحية إرهاب هذه التنظيمات.

علينا أن نخرج قضية اختفاء الصحفى السعودى جمال خاشقجى من سياسة المحاور والاستقطاب المهيمنة فى العالم العربى، وألا نسمح للقيود فى بلادنا إلى حد المساس بالفطرة الإنسانية ونتجاهل أن هناك إنسانا اختفى، ومن حق إنسانيتنا أن نتساءل جميعا أين ذهب بعيدا عن صراعات السياسة العربية؟!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضمير الغائب الضمير الغائب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon