توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصالحة مع حماس ليست مع الإخوان

  مصر اليوم -

المصالحة مع حماس ليست مع الإخوان

بقلم : عمرو الشوبكي

نجحت الدولة فى إجراء مصالحة بين حركتى فتح وحماس لتكرر ما سبق وقام به أكثر من مرة جهاز مخابراتها بقياده الراحل عمر سليمان، وفى مرات سابقة ظهرت أطراف أخرى مثل تركيا وقطر باعتبارهما من داعمى غزة، وانتشرت صور زعمائهم فى شوارعها قبل أن تظهر صور السيسى مؤخراً، إعلاناً عن بدء مرحلة جديدة.

والحقيقة أن الفارق الرئيسى بين سياق عمر سليمان وسياق خالد فوزى أنه فى الأول لم تكن حماس قد اعترفت بالفشل فى إدارة قطاع غزة، وبفداحة ثمن خياراتها العسكرية والسياسية فقد كانت مازالت تمتلك أوراقاً إقليمية وهامشاً نسبياً للمناورة، وتعتبر أنها مازالت فصيلاً مقاوماً رغم أنها مارست نفس أساليب النظم الاستبدادية العتيدة فى العالم العربى وهى تدير قطاعاً وليس دولة مستقلة.

والمؤكد أن مشاكل قطاع غزة الاقتصادية والسياسية تفاقمت تحت إدارة حماس التى دعمت إخوانها فى مصر وشكلا حلفاً عقائدياً واحداً فى مواجهة السلطة الجديدة التى جاءت عقب ترتيبات 3 يوليو، وهو ما جعل فرص استمرار هذه المصالحة أكبر من سابقتها لأنها جاءت على أنقاض فشل مؤكد لحركة حماس وأيضا عدم نجاح السلطة الفلسطينية فى التقدم بمسار التسوية السلمية وبناء الدولة الفلسطينية.

ومع ذلك ستبقى تبعات هذه المصالحة ودلالتها فى داخل مصر تحتاج لقدر من التأمل، فالمعروف أن الدولة المصرية وإعلامها المتحمس أكثر من حماس اتهم الحركة بفتح السجون ودعم الإرهاب وممارسته، وطالب البعض فى أعقاب أى عملية إرهابية تتعرض لها سيناء بضرب غزة وحماس بالطائرات.

والسؤال الذى يجب فى يوم من الأيام الإجابة الشفافة عنه: هل حماس فعلاً مسؤولة عن الإرهاب الذى شهدته مصر وهى حركة إرهابية؟ وإذا كانت الإجابة بنعم فكيف يمكن أن تتصالح مع حركة إرهابية ولماذا لا تتصالح إذن مع باقى الحركات الإرهابية التى تعتبرها الدولة إرهابية مثل الإخوان؟ أما إذا كانت الإجابة بلا، وأن حماس ليست حركة إرهابية، إنما هى خصم سياسى لأى مشروع مدنى داخل فلسطين والعالم العربى، وربما تواطأت أو أغمضت عينها عن تسلل عناصر إرهابية إلى داخل مصر وكانت «تجاره الأنفاق» المرضى عنها لدى الجانبين المصرى والحمساوى سبباً فى تسلسل هذه العناصر للأراضى المصرية، ويحسب للحكم الحالى إغلاقه لها.

إذا كانت حماس لا تستهدف أمن مصر وأنها قبلت بكل الشروط المصرية لضبط الحدود بل وقدمت كافة المعلومات الأمنية عن الجماعات التكفيرية والعنيفة فى قطاع غزة واعتقلت بعضهم، فهل يعنى ذلك أن الاتهامات التى وجهت لحماس فى الماضى كانت سياسية ودعائية بدءاً من اتهامها بتنفيذ عمليات إرهابية داخل كل مصر مروراً بفتح السجون وانتهاء بتخابر مرسى معها؟

الحقيقة أن مسار المصالحة مع حماس سيتطلب توضيحات للداخل المصرى «المنسى»، فإذا كانت فى السياسة الخارجية هناك صفقات تجرى بشكل طبيعى ومقبول مع الخصوم والأعداء والحلفاء طالما لا تفرط فى أرض ولا تتنازل عن السيادة والكرامة الوطنية، فلا توجد عداوات دائمة ولا تحالفات دائمة.

إلا أن الأمر يختلف فى الداخل لأنه مطلوب من أى نظام سياسى أن يفرض شروطه على القوى التى يتحالف معها أو يستوعبها داخل العملية السياسية الشرعية على عكس علاقته الخارجية التى لا يستطيع فيها مثلا أن يفرض على حماس أن تصبح ليبرالية أو أن تلتزم بالدستور المصرى إنما فقط ما يتعلق بالحدود والتوجهات الخارجية.

إن خبرة كثير من نظمنا مع إخوان الداخل كانت قائمة على فكرة الصفقة مثلما جرى فى عهد الرئيس السادات، حين سمح لهم بالعودة السياسية وفق شروطهم أى كجماعة دينية عقائدية تمارس السياسة، وليس جمعية دينية دعوية وحزبا سياسيا منفصلا عنها.

إن أخطر ما يمكن أن تواجه مصر أن يعاد ترتيب المشهد الإقليمى والداخلى ونجد عودة للإخوان مرة أخرى بنفس أوضاعها القديمة بسبب أن هناك مطبِّـلين وهتيفة يصرخون كل يوم ضدهم دون أن يقدموا مشروعا سياسيا واجتماعيا مدنيا قادرا على الإنجاز والتقدم.

المطلوب هو امتلاك رؤية سياسية متكاملة قادرة على خوض مواجهة فكرية وسياسية مع تنظيم الإخوان بغرض تفكيك مقولاته العقائدية والسياسية وحصارها وكشف التناقضات الموجودة بداخلها، وفتح الباب أمام أنصار الجماعة أو المتعاطفين معها للدخول فى العملية السياسية (المجمدة)، وتحويل جزء منهم من شامتين فى أزمات البلاد إلى معارضين سلميين.

القبول المشروط أو الدمج الآمن، كما سبق أن سميته، والذى قام على فكرة وجود دستور مدنى يلتزم به الجميع وفصل الحزب السياسى عن أى جماعة دينية أو عقائدية وهو عكس ما جرى عقب ثورة يناير، حيث وضع الإخوان الدستور على مقاسهم وهيمنت الجماعة السرية على الرئاسة والحزب السياسى.

ولذا حين يتحدث البعض عن مصالحه مع الإخوان، ويضغط البعض الآخر وفق حسابات إقليمية ودولية لإجراء صفقة معهم، وهى كلها خيارات ستعيدنا للمربع صفر مرة أخرى لأنها لا تضع أى شروط وقواعد يكون هدفها إنتاج نموذج آخر غير الإخوانى الذى رأيناه عقب يناير.

مسار المصالحة مع حماس لا يعنى المصالحة مع الإخوان لأن استحقاقات الأولى تختلف جذرياً عن استحقاقات الثانية، وأن امتدت مصالحة الخارج إلى الداخل فى ظل الظروف الحالية فستكون أقرب لصفقة فى الظلام فاحذروا الصفقات حتى لو جاءت بعد حين.

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصالحة مع حماس ليست مع الإخوان المصالحة مع حماس ليست مع الإخوان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon