توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحفاظ على الدولة وإصلاحها

  مصر اليوم -

الحفاظ على الدولة وإصلاحها

بقلم - عمرو الشوبكي

شهد العالم العربى فى أكثر من بلد انهيارا كاملا للدولة الوطنية، مثلما جرى فى العراق وليبيا، وجزئيا سوريا واليمن، كما شهدت بلاد مثل مصر وتونس أزمات كبيرة وعمليات عنف وإرهاب هددت وجود الدولة الوطنية، ولكنهما عبرا الأزمة ورسخا وجودها.

والحقيقة أن التهديدات الحقيقية التى تعرضت لها مؤسسات الدولة الوطنية، وحالة الفوضى التى شهدتها أكثر من بلد فى الإقليم ساعدت على تصاعد خطاب «الحفاظ على الدولة» أولا فى أكثر من بلد عربى، وربما كانت مصر نموذجا واضحا لهذا الخطاب الذى ارتكز فى جانب على أن هناك مؤامرة تستهدف الدولة الوطنية، وإن تجارب إسقاط الدولة الوطنية بدأت عقب الغزو الأمريكى للعراق، وكانت نتائجها كارثية على الشعب العراقى والمنطقة العربية كلها.

ولأن إسقاط الدولة الوطنية فى العراق جرى عبر متغير خارجى فإن ذلك ساعد على انتشار نظرية المؤامرة والتأكيد على وجود مخطط غربى لإسقاط الدولة وليس قرارا أمريكيا كارثيا لإدارة أمريكية حكمت وذهبت دون محاسبة.

وقد تراجع أى حديث عن إصلاح مؤسسات الدولة (الإصلاح المؤسسى كما عرفته بلاد أوروبا الشرقية عقب بدء التحولات الديمقراطية)، وخفتت الأصوات الإصلاحية التى ارتفعت عقب ثورة يناير أمام تزايد الأصوات التى تتحدث عن تأجيل الإصلاح السياسى والمؤسسى حتى تنتصر الدولة فى معركتها ضد الإرهاب، وأصبح من غير الوارد مناقشة قضية إصلاح الأجهزة الأمنية والسلطة القضائية والجهاز الإدارى للدولة والإعلام البائس والصحافة المأزومة، لأن الأولوية هى الحفاظ على الدولة ومحاربة الإرهاب.

والحقيقة أن تبنى توجه تأجيل إصلاح مؤسسات الدولة، لكون هناك تهديدات سياسية واقتصادية وإرهابية، لا يؤدى إلى الحفاظ على الدولة، لأن كل النظم التى سقطت فيها الدولة كانت تحكمها نظم فوق استبدادية لم تعرف طوال تاريخها كلمة إصلاح كنظام القذافى وغيره وليس نظما ديمقراطية أو حتى نظم التعددية المقيدة مثل النظام الملكى فى المغرب أو نظام مبارك فى مصر.

والحقيقة أن الخوف من سقوط الدولة جاء فى أعقاب تعثر المسار السياسى الذى انبثق من ثورة يناير (لأسباب كثيرة لا مجال للخوض فيها الآن)، وروجت لمقولات كثيرة اعتبرت أن الشعب غير مؤهل للديمقراطية، وأن الأفضل الحفاظ على الدولة ومؤسساتها من الانهيار وتأجل الانتقال فى مسار ديمقراطى لأن الشعب والنخب الحزبية والسياسية غير مؤهلين جميعا للحكم، وظهر خطاب الحفاظ على الدولة كهدف وليس كوسيلة هدفها الحفاظ على مصالح الشعب.

صحيح أن مصر وبلدانا عربية أخرى تعرضت دولتها الوطنية لمخاطر وتحديات، ولكنها دولة راسخة من شبه المستحيل أن تسقط، والمطلوب وضع استراتيجية إصلاحية حقيقية تنطلق من الواقع المعاش ومن تفاصيل عمل مؤسسات الدولة وليس عبر خطط فوقية تفرض من أعلى حتى يمكن إصلاح هذه المؤسسات بالجراحة وليس بالمسكنات.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحفاظ على الدولة وإصلاحها الحفاظ على الدولة وإصلاحها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon