توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ابحثوا عن هذا الجيل

  مصر اليوم -

ابحثوا عن هذا الجيل

عمرو الشوبكي

هل تتذكرون يوم 12 فبراير 2011 اليوم التالى لتنحى حسنى مبارك عن السلطة، يوم قامت مجموعات هائلة من أنبل شباب مصر بتنظيف ميدان التحرير وكنسه وطلاء أرصفته، فى رسالة ولو رمزية للجميع تقول: نعم كان هدفنا إسقاط رئيس بقى فى السلطة 30 عاما وإجهاض مشروع التوريث وبناء نظام سياسى جديد، وليس إسقاط الدولة ولا خطفها ولا تحويل الثورة إلى مهنة أو وظيفة، إنما فتح الباب أمام بناء نظام ديمقراطى عادل يعيش فيه الجميع بكرامة وحرية. أحيانا أتساءل: أين ذهب هؤلاء الشباب؟! ومن المسؤول عن غيابهم عن المشهد، هل عادوا إلى أعمالهم الأولى؟ هل سئموا كلامنا فى السياسة ومتاجرة البعض بهم؟ هل شعروا بألا فائدة من المساهمة فى العمل العام، فنفس الوجوه ونفس الأحزاب وأحيانا نفس السياسات، مع مزيد من السباب والاستباحة وتراجع لدولة قانون، فاختفوا عن الساحة؟ كيف تحولت هذه الصورة المبهرة لشباب مصر، عقب تنحى مبارك، إلى صور للعنف والمزايدة والسباب عاشت فيها البلاد على مدار 3 سنوات؟ إن العالم لم يلتفت كثيرا لهتاف الجيش والشعب يد واحدة ولا إلى الملايين المسالمة التى نزلت الشوارع، فقد عرف العالم مظاهرات سلمية أخرى، ولكنه توقف مبهورا، (هذه هى الصورة التى تكررت آلاف المرات فى المحطات العالمية وفى صدر الصحف ووسائل الإعلام المختلفة) أمام صورة شباب ثائر ينظف ميادين التحرير فى مصر، ويعلن عن طاقة بناء كامنة أهدرتها الإدارة السياسية الفاشلة. أين ذهب هؤلاء الشباب الذين ثاروا فى صمت ونزلوا وهم مقتنعون بمبدأ لا باحثون عن دور أو مصلحة خاصة، ومعظمهم كانت له وظيفة ومهنة، وحتى من لا يعمل لم تكن الثورة بالنسبة له مهنة أو هدفا، إنما وسيلة لتغيير أوضاع المجتمع، ومن خلالها تتغير أحواله. أين ذهب هؤلاء المصريون الذين نزلوا بالملايين طوال 18 يوما ولم يلقوا حجرا ولم يتحرشوا بفتاة ولم يطردوا إعلاميا لأن قناته شكلها لا تعجبهم؟ أين ذهب هؤلاء الذين تحاوروا مع الجميع وتراجعوا حين سيطر هتيفة «حكم العسكر» ويسقط كل نظام على المشهد، «فطفشوا» الملايين، وسعدوا بوجود الآلاف، ثم المئات فيما سموه فعاليتهم الثورية، واستسهلوا «النضال» الإلكترونى، واختزلوا العمل السياسى فى الاحتجاج والرفض. نعم هؤلاء جزء محدود من الشعب المصرى وفصيل محدود من الثورة المصرية، ولكنه ليس المتحدث باسمها ولا الممثل الوحيد لها، ومن حقه أن يحتج وفق قواعد القانون ويعبر عن رأيه، ولكن ليس من حقه أن يكون فوق الآخرين ويعتبر نفسه على رأسه ريشة، لأنه آمن بنظرية من متاحف التاريخ اسمها الثورة الدائمة، جعلته يتصور أن المناضل الحقيقى هو من يحاصر وزارة الداخلية أو يحرق المجمع العلمى أو يعتصم فى العباسية أمام وزارة الدفاع، بصرف النظر عن رفض معظم الناس هذه الفعاليات، فلا يهم. المؤكد أن الملايين التى خرجت فى 25 يناير والشباب الذى شاهدناه ينظف الميدان، باحثا عن دور فى بناء بلده وليس عن خطف جزء من كعكة السياسة هو الذى يجب البحث عنه واستعادته مرة أخرى إلى ساحة الفعل السياسى، وليس الاستسهال بالتمسك بأصحاب الصوت العالى الجاهزين للتعاون مع كل وأى نظام. إن العلاقة الجيلية فى مصر لن تستقيم إلا إذا تجاوزنا العلاقة المشوهة بين الأجيال التى عرفتها البلاد طوال 30 عاما، هذه العلاقة التى عرفت استبعادا جيليا للشباب همشت فيه الأجيال الجديدة من الحياة العامة إلا القلة التى اختارت أن تسير فى فلك التوريث. وراجت طوال العهد السابق مفاهيم من نوع أن أستاذك يعرف أكثر، ومدرسك يفهم أحسن، وعميد كليتك يجب أن يقود مسيرتك، أما أنت أيها الشاب فعليك فقط السمع والطاعة لمن هم أكبر منك سنا، وغير مسموح لك حتى بنقاشهم. وقد دفع الاستعلاء الجيلى الذى مورس على كثير من الشباب قبل ثورة يناير إلى قيام بعضهم بممارسة الإقصاء الجيلى بعد الثورة، والبحث عن بناء تنظيمات سياسية أو جماعات احتجاجية «نقية» وغير «ملوثة» بأجيال أخرى غير جيل الشباب، فنظروا إلى جيل الوسط (40 إلى 50 عاما) بعين الريبة والتوجس، وإلى الأجيال الأكبر (50 إلى 80) كأنهم من أقارب مبارك. والحقيقة أن مصر ليست بحاجة إلى إقصاء أو استعلاء جيلى من أى نوع، إنما إلى شراكة جيلية حقيقية تبنى على معيار الكفاءة والقدرة على العطاء، بصرف النظر عن السن والجيل، ومسألة الشباب و«العواجيز». إن حالة الفوضى والاحتجاج والاستباحة التى عرفتها مصر طوال السنوات الثلاث الماضية ولصق البعض أسبابها بالشباب قد دفعت البلاد مرة أخرى إلى خطاب استعلائى ومغلق فى مواجهتهم، واعتبر البعض أن الثورة والشباب سبب مصائبنا، والمؤكد أن الثورة، حتى لو كانت فعلا اضطراريا، فمن الأفضل تفاديه، إلا أنها حين تحدث يكون النظام السياسى القائم هو المسؤول عن حدوثها، وهو الذى يجب محاكمته، لأنه أغلق باب الإصلاح التدريجى، فاضطرت الناس إلى أن تثور عليه. أما الشباب فلماذا يراه البعض بعين واحدة؟ فلا يرى إلا القلة من الذين اعتبروا الثورة مهنة ووظيفة، أو القلة التى تعيش على التمويل السياسى القادم من خارج الحدود، لماذا ركزوا فقط على القلة التى حملت المولوتوف، ومارست العنف، ونسوا أن وصول جماعة الإخوان للسلطة كان بسبب قوتها التنظيمية التى حافظت عليها طوال حكم مبارك، لماذا نسى البعض صور الشباب الذى وزع الورود على الجنود وحمى الشوارع والمنشآت العامة والخاصة وهتف للدولة ولجيشها الوطنى، حتى لو اختلف على حدود دوره السياسى، لماذا نسيتم صور بسطاء المصريين وفقرائهم الذين جمعوا من بعضهم المال لكى يأتوا ويعتصموا فى ميدان التحرير طلبا للحرية والكرامة؟ إن هؤلاء الذين لم يحولوا الثورة إلى وظيفة ولم يعتبروها هدفاً، إنما وسيلة لتحقيق هدف (الكرامة والعدالة والحرية)، هم الصورة المشرقة التى تاهت فى ظل الفوضى والصراخ، فابحثوا عن هؤلاء، لأنهم هم القادرون على صناعة المستقبل. "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابحثوا عن هذا الجيل ابحثوا عن هذا الجيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon