توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين المشهدين

  مصر اليوم -

بين المشهدين

عمرو الشوبكي

الثورة المصرية حملت مشهدين لم يتجاوزهما معظم الناس، الأول هو صورة هذا الشباب الواعى المخلص السلمى الذى خرج فى 25 يناير يتظاهر فى ميادين مصر المختلفة طلباً للحرية، ويحمى بعضهم بعضا، ويرفع مطالب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، هذا الشباب الذى رآه العالم كله ينظف «ميدان التحرير» عقب سقوط نظام مبارك فى مشهد غير معتاد بعد الثورات، كما بهرته صورة أخرى لشباب سكندرى تتشابك سواعده لحماية مكتبة الإسكندرية. ولم تغب صفوف المصريين الحاشدة، والممتدة أمام لجان الاقتراع فى كل استحقاق انتخابى سواء كان استفتاء أو انتخابات برلمانية أو رئاسية. أما المشهد الثانى فهو الانفلات الأمنى، تدهور مستوى الانضباط والنظام فى الشارع، ظهور ما يُطلق عليه «الطرف الثالث»، انتهاكات أمنية وحقوقية، عنف وإرهاب أعمى يستهدف رجال الشرطة والجيش ويفسد على المصريين طريقهم فى بناء الديمقراطية ودولة القانون، وعرفت مصر ظاهرة «الحرق»، التى تقبلتها كل الأطراف بدءاً من حرق مبنى الحزب الوطنى وأقسام الشرطة فى 28 يناير2011، الذى ابتهج له كثيرون، ثم امتد لحرق مقار أحزاب المعارضة مثل «الحرية والعدالة»، والاعتداء على بعض القنوات التليفزيونية، وبلغ ذروته فى الاعتداء على أقسام الشرطة، ومبانى المحاكم، والكنائس فى أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسى. ارتبط ذلك بتفشى موجة جديدة من التكفير السياسى والدينى، والتخوين والتشكيك، والاستقطاب الحاد، وتدنى لغة الحوار، والمواجهات العنيفة، وإراقة الدماء. لم تحقق الثورة المصرية أهدافها فى «العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية»، صحيح أنها استطاعت أن تسقط نظامى مبارك ومرسى، لكنها لم تستطع أن تقيم نظاما ديمقراطيا يحقق أهداف وشعارات الثورة. وشهدت صراعات بين قوى سياسية بدلا من إعادة بناء الدولة والمؤسسات السياسية، ولم تسع لحل المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، انتهت بقطف الإخوان المسلمين ثمار الثورة، لكنهم حاولوا إدارة الدولة بعقلية الجماعة بهدف ابتلاع الدولة فى الجماعة، ومن المعروف أن الدولة أكبر من أى جماعة، وبالتالى أخفقوا، وخرج الشعب فى 30 يونيو لإسقاط حكم الإخوان المسلمين. إن مشهد الثورة السلمية والحلم الكبير طوال الـ18 يوما من حكم مبارك، تراجع أمام مشاهد الفوضى والاضطراب السياسى، حتى دفع بقطاع واسع من أنصار الثورة إلى تحميلها مسؤولية ما جرى. المؤكد أن مشكلة مصر لم تكن فى الثورة إنما أساسا فى طريقة إدارة المسار السياسى الذى أعقبها، فحتى من يؤمنون بالإصلاح وليس الثورة فإنهم يعتبرون الثورة فعلاً اضطرارياً يحدث نتيجة عدم قيام النظام بأى إصلاحات، وبالتالى فإن من يدينون الثورة المصرية عليهم أولا أن يعرفوا الأسباب الكامنة فى نظام مبارك التى أدت إلى تفجرها. ولأن الثورة وسيلة وليست هدفاً فإن النظم الديمقراطية تتطور من خلال عملية سياسية قادرة على دمج معظم التيارات السياسية والحزبية من خلال النظام الديمقراطى، وفى حال الفشل السياسى والاقتصادى والرغبة فى توريث السلطة فإن الثورة التى لا يتمناها الكثيرون تصبح رد فعل على هذا الفشل. علينا أن نستعيد روح المشهد الأول، روح البناء وصناعة التقدم لهذا البلد.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين المشهدين بين المشهدين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon