عمرو الشوبكي
تعليق د. عبدالفتاح ماضى على مقال الرواية الثانية أثار ردود فعل كثيرة. عدد ليس بالقليل منها اعترض على ما جاء فى رسالته، مؤكدا بذلك أن الانقسام الحالى ليس فقط بين سلطة وإخوان، إنما بين قطاعات واسعة من أبناء الشعب المصرى.
د. أحمد فايد من هيوستن تكساس، والمقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، والدائم التواصل معى، أرسل بدوره رسالة أخرى تضمنت النقاط التالية:
السيد المحترم الدكتور عمرو الشوبكى..
قرأت مقالك الأخير «تداعيات الرواية الثانية» ولم يعجبنى إطلاقاً رأى الدكتور عبدالفتاح ماضى، حيث اقترح الآتى: ١- طالب الحكومة والجيش بتحفيز أصحاب الرواية الثانية على التغيير. هل هذا معقول؟ لقد أعلنت تلك الجماعات بوضوح عن دعمها للإرهاب، وتشجيعه وإعطاء غطاء سياسى له. أرفقت أمثلة. https://twitter.com/almogheer، لأول، ومحمد عبدالمقصودhttp://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1553868#.Uy8UY61dV1M
يا سيدى الفاضل، قيادات الجيش والشرطة يموتون فى الصفوف الأولى للحفاظ على الدولة المصرية، وشيوخ الدم وتجار الدين هاربون، ويقدمون الشباب المغرر به لقتل رجال الشرطة، والجيش والمدنيين، بعد أن كفرهم تجار الدم. تلك الجماعات لا يمكن أن تتغير، وحضرتك أدرى، بسبب مذهبهم التكفيرى. ٢- مطالبة الإخوان بخطوات وتنازلات، ومطالبة حلفائهم أيضا بالاعتدال. هذا المطلب فى منتهى الغرابة، خاصة من أستاذ جامعى. فعلى مدار 85 عاماً ومنذ أن ابتليت مصر بالإخوان، (الذى قام فى الأساس لمحاربة التيار الإصلاحى الدينى بقيادة الشيخ الفاضل محمد عبده، قاسم أمين، الكواكبى، وغيرهم)، لم تعتذر أو تعترف بجرائمها إطلاقاً، فهى دائمة الإنكار والإنكار والإنكار. حتى فى عهد مرسى، كذب فى كذب، وخداع وانتقام. رحم الله عبدالناصر، الذى أعطى والد مرسى قطعة أرض، كانت سبباً فى تعليمه، ومع ذلك لم يمتن ولا شكر عبدالناصر.
الحل من وجهة نظرى: ١- محاربة الإرهاب بكل الطرق. نعم المصالحة مع غير المتورطين فى الدم (قلة) من تلك الجماعات لابد أن يأتى من موقف قوة وبعد هزيمتهم. هذه لغتهم التى يفهمونها (تذكر سوف نحرق مصر، وبقية خطابات رابعة الإرهابية).
٢- الإصلاح الدينى الذى لم يكتمل منذ المعتزلة، مروراً بالشيخ محمد عبده، الشيخ محمود شلتوت، أمين الخولى، ونصر حامد أبوزيد. الإصلاح الدينى هو المخرج الوحيد لبناء تيار إسلامى تصالحى مع الحداثة. يتم الإصلاح، بإطلاق الحرية فى النشر، خاصة فى الجامعات، إصلاح الأزهر وحصره فى الدراسات اللغوية والدينية، منع مصادرة الكتب، توعية الشعب بالآراء المخالفة للمذهب الشافعى والحنبلى. حضرتك ساهمت فى بداية تلك الخطوة عندما جعلتم المحكمة الدستورية المفسرة لمبادئ الشريعة.
٣- الخطوة الثالثة، تقوية الحس الوطنى فى مراحل التعليم الأساسى (حيث يتم استقطاب الصغار من الإخوان وغيرهم)، عن طريق تقوية المادة العلمية فى مادة الدين، وتنقيحها بالفكر الإصلاحى، وجعلها مادة نجاح ورسوب، وتضاف للمجموع. ثانيا تقوية مادة التربية الوطنية وجعلها مادة تضاف للمجموع. يجب أيضا إضافة جرائم الإخوان ومؤيديهم لمادة التاريخ حتى يعرف التلامذة من أعمار ٩ إلى ١٦ سنة، قبل أن ينضموا لجماعات الدم، التاريخ العقائدى التكفيرى لتلك الجماعات ابتداءً من المودودى، إلى سيد قطب، وكيف احتفل من قتل السادات بنصر أكتوبر مع مرسى.
هذه رسالة أستاذ أحمد فايد بعد تخفيفها، فما العمل؟
نقلاً عن "المصري اليوم"