توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة النظام القديم

  مصر اليوم -

عودة النظام القديم

عمرو الشوبكي

يدهشك البعض حين يملأ الدنيا صراخاً وضجيجاً خوفاً من عودة النظام القديم، ويحتج على الرئيس الانتقالى ورئيس الحكومة والمشير السيسى، لأنهم يسمحون لرموز النظام القديم بالعودة إلى الساحة الإعلامية والسياسية، وحين تسأل سيادته: ماذا تفعل فى مواجهة عودة النظام القديم؟ فسيقول لك إنه يناضل على الفيس بوك ويرفض توجهات الحكومة والرئاسة الانتقالية فى عدم عزل رموز النظام القديم، ولكنه أبداً لم يقدم بديلاً واحداً، أو يبنى مؤسسة سياسية جديدة تعتمد على شبكات مصالح اجتماعية مختلفة أكثر حداثة واتساعاً من شبكات المصالح المرتبطة بالنظام القديم. مدهش أن يتصور البعض أن الهتاف، صباحاً ومساء، بسقوط النظام (أى نظام) يعنى اختفاءه وميلاداً تلقائياً لنظام جديد دون بناء مقوم واحد يعتمد عليه هذا النظام الجديد، وأن إدانة النظام القديم ستعنى تلقائياً بناء نظام جديد. والحقيقة أن النظام القديم فى مصر كان خليطاً من مكونات عديدة، فهناك الرموز التى تورطت فى قضايا فساد وإفساد سياسى معظمها يحاكم ويقف خلف القضبان، وهناك مكون آخر يتعلق بالقوى التقليدية والمحافظة فى المجتمع التى اعتادت أن تعمل مع الدولة والنظام السياسى الذى تنشئه منذ الاتحاد الاشتراكى فى عهد عبدالناصر وحتى الحزب الوطنى فى عهدى السادات ومبارك، وهؤلاء يمثلون فى أغلبهم الجانب التقليدى من الثقافة السياسية المصرية التى اعتادت أن تعتمد على الدولة فى تخليص مصالحها، وبنت على جهازها المترهل الذى يضم رقماً فلكياً 6 ملايين ونصف المليون عامل وموظف (تركيا التى تضم البيروقراطية الأكبر فى أوروبا تقدر بحوالى مليون و800 ألف، وألمانيا وهى نفس عدد سكان مصر يعمل فى جهازها الحكومى 600 ألف)، شبكات مصالح متعددة الأشكال والألون بعضها فاسد وكثير منها يقوم على ثقافة العشم والواسطة و«شيلنى وشيلك» التى لا تخلو بدورها من نوع من الفساد. والسؤال: إذا كان فى مصر نظام سياسى وشبكات مصالح بنيت فى معظمها حول الدولة، وأنت ترغب فى تغييرها، فهل تتصور أنك بالهتاف اليومى ضدها وبالبكاء والعويل على استمرارها ستتغير؟ أم أنك فى حاجة لبناء نمط أكثر حداثة يلبى مصالح جديدة داخل المجتمع المصرى من رجال أعمال شباب يرغبون فى بناء نمط جديد من العلاقات الاجتماعية، ويدافعون عن بقاء الدولة، ولكنهم يرغبون فى إصلاحها وتحديثها ويرفضون أن تكون علاقتهم بها قائمة على النمط السابق من نفاق فج للحاكم وتقديس من فى السلطة، تماما مثلما ظهرت قوى وأحزاب مدنية جديدة تحاول أن تبنى مؤسسات بديلة وتخلق شبكة مصالح اجتماعية مرتبطة بالطبقة الوسطى وبرأس مال أكثر حداثة وديمقراطية، وتتجاوز فى نفس الوقت الصوت الاحتجاجى الذى لم يعرف إلا الهتاف بسقوط النظام القديم والجديد. النظام القديم لن يعود إلا ببناء نظام جديد يكون قادراً على ملء الفراغ الذى سبق وملأه الإخوان، وقادراً على الاستفادة من بعض العناصر التى تعاونت مع النظام القديم ولم تتورط فى أى جرائم فساد من أى نوع، لأن التحدى هو فى بناء منظومة جديدة تفكك، بشكل تدريجى، المنظومة القديمة، وتبنى شبكات مصالح جديدة أكثر حداثة ومدنية، وإذا فشلت فى ذلك وظلت تهتف كل يوم بسقوط النظام القديم فلن يسقط لأنه منظومة وليس أشخاصاً. نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة النظام القديم عودة النظام القديم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon