توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العين الواحدة (1- 2)

  مصر اليوم -

العين الواحدة 1 2

عمرو الشوبكي

سافرت إلى فرنسا الأسبوع الماضى للمشاركة فى لجنة مناقشة رسالة الدكتوراة التى تقدمت بها الباحثة نادين عبدالله حول التعبئة الاجتماعية فى مصر بين المطالب الاقتصادية ومعارضة النظام، وأخذت نموذج عمال المحلة والضرائب العقارية فى الفترة من 2006 إلى 2008، وقدمت عملاً مهماً وجهداً كبيراً استحقت أن تحصل فيه على درجة مشرف جداً مع تهنئة اللجنة (والكلمتان الأخيرتان هما اللتين غير متكررتين كثيراً فى تقدير رسائل الدكتوراة الفرنسية) وهو يشبه عندنا الامتياز مع مرتبة الشرف حين كانت الأخيرة لها معنى داخل جامعاتنا فى الستينيات والسبعينيات. ولأنى كنت فى فرنسا فقد تابعت، على مدار الأيام الثلاثة التى قضيتها، معظم الصحف الفرنسية وأهم نشرات الأخبار، وكان الحدث الأهم والأبرز هو ما جرى فى أوكرانيا، واتضح حجم الانحياز الفج لفريق المعارضة فى أوكرانيا باعتبارهم ديمقراطيين وأنصار أوروبا وهو مفهوم من الناحية الثقافية والاجتماعية، ولكنه تحول إلى تجاهل شبه تام للطرف الآخر من الشعب الأوكرانى وهم الملايين المرتبطون ثقافياً واجتماعياً بروسيا. ولم تكن أوكرانيا مجرد حليف للاتحاد السوفيتى السابق مثل مصر فى الستينيات، إنما كانت جزءاً من جمهوريات الاتحاد السوفيتى وحصلت على استقلالها فى عام 1991 بعد تفككه، وظلت أسيرة معادلة إقليمية ودولية طرفاها روسيا والاتحاد الأوروبى وحافظت نخبتها الحاكمة على ولاء لروسيا يراعى الاتحاد الأوروبى حتى وصل الرئيس السابق للسلطة فواجه أوروبا وفشل فى إرضاء أغلب أبناء شعبه بسياساته الفاشلة وغير الديمقراطية، فسقط بثورة شعبية وجاءت حكومة انتقالية جديدة برئاسة أحد قيادات المعارضة وهو أرسنتى لاتسينوك. فى ظل هذه الحالة من الاستقطاب تحول قطاع واسع من النخبة الفرنسية والأوروبية إلى نصير للثورة الجديدة حتى النخبة اليمينية والمحافظة التى قضيتها الوحيدة مواجهة الأفكار اليسارية والثورية فى بلادها تبنت خطة أخرى للتصدير خارج الحدود، وفعلت العكس داخل فرنسا. ومن المفهوم أن يجمع الإعلام والنخبة السياسية على دعم تيار ديمقراطى فى مواجهة آخر استبدادى وديكتاتورى، وهو يمثل جانباً من الصورة فى أوكرانيا حيث كان رئيسها غير ديمقراطى، وفاشلاً، وبدت المعارضة أفضل منه ولو نسبياً، ولكن الصراع لم يكن فقط أو أساسا صراعا بين ديمقراطيين ومستبدين إنما بين أنصار أوروبا ومعارضيها أو بالأحرى بين مندوبى روسيا ومندوبى أوروبا فى أوكرانيا. إن انحياز الإعلام والنخبة السياسية الأوروبية للمعارضة لم يكن أساساً لأنهم ديمقراطيون يواجهون نظاماً مستبداً وفاشلاً إنما لكونهم أوروبيين ثاروا على الحكومة بعد أن رفضت الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى. فمشهد نواب المعارضة وهم يرفعون فى يوم 22 نوفمبر 2013 أعلام الاتحاد الأوروبى بعد أن رفض النظام السابق الاتفاق مع الاتحاد لترتيب انضمام الأخيرة إلى اتفاقية السوق المشتركة، وهو ما عكس بصورة واضحة طبيعة الصراع الدائر فى هذا البلد، وعلينا أن نتخيل نواباً فى البرلمان الروسى أو الفرنسى أو الأمريكى أو المصرى أو التركى (أى بلدان لديها شعور وطنى طبيعى) يرفعون أعلام دول أخرى ليس من باب التضامن الإنسانى إنما من باب الولاء والانتماء شبه الكامل. نعم حدث هذا فى بعض البلاد كألبانيا أو لبنان (قال الرئيس اللبنانى الراحل سليمان فرنجية، عشية استقباله وفد الأحزاب والقوى السياسية قبل اندلاع الحرب الأهلية فى منتصف السبعينيات: مرحبا بكم فى وطنكم الثانى لبنان)، ولكنه ليس هو المعتاد فى الأمم الكبرى أو ذات التاريخ. إن هذا الدعم الهائل وغير المسبوق الذى قدمته أوروبا ومن خلفها أمريكا لمعارضى أوكرانيا لم يكن فقط وربما أساسا دعما للديمقراطية، إنما دعم لرجال أوروبا أو أنصارها فى أوكرانيا مثلما عنونت معظم الصحف الأوروبية، على مدار الأيام الماضية، حين تحدثت عن دماء أنصار أوروبا التى سالت، وحرضت على النظام القائم بصورة ساعدت على إسقاطه، فهل اختلف إعلام العين الواحدة عن نخبة العين الواحدة.. هذا حديث الغد. نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العين الواحدة 1 2 العين الواحدة 1 2



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon