توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نيلسون مانديلا

  مصر اليوم -

نيلسون مانديلا

عمرو الشوبكي

رحل نيلسون مانديلا عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عاماً، تاركاً إرثاً إنسانياً ملهماً وتاريخاً نضالياً عظيماً ورسالة مساواة للعالم ستظل تشع على شعوب الأرض جميعا. «مانديلا» الذى كان حلمى أن أقابله، ولكنه «الحلم» الذى لم يتحقق، رغم أنى كنت قريبا من تحقيقه فى 2008 حين زرت إثيوبيا، (البلد الأفريقى الوحيد الذى زرته بكل أسف)، وكان يفترض أن يحضر الرجل المؤتمر الذى شاركت فيه ونظمته إحدى أكبر مؤسسات بلاده. والمؤكد أن «مانديلا» هو الرمز الأبرز والأعظم فى مواجهة العنصرية فى جنوب أفريقيا، فقد درس القانون وعاش فى مدينة جوهانسبرج، وانخرط فى العمل السياسى والنضالى المناهض للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى منذ نعومة أظافره، وأصبح عضوا مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب. بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطنى إلى السلطة، فى عام 1948 وبدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصرى. برز «مانديلا» على الساحة كواحد من أبرز المقاومين لتلك السياسة من خلال حزب المؤتمر الوطنى، وألقى القبض عليه مراراً وتكراراً، عقاباً له على نشاطه السلمى طوال فترة الخمسينيات. ومنذ ذلك التاريخ تحالف «مانديلا» مع الحزب الشيوعى، وشارك فى تأسيس منظمة «أومكونتو وى سيزوى» المتشددة (Umkhonto we Sizwe)، وفى عام 1961، ألقى القبض عليه، واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية. وأدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة، مكث منها 27 عاما. وبعد سقوط نظام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا أصبح «مانديلا» أول رئيس لجنوب أفريقيا الديمقراطية، وبقى فى السلطة مدة رئاسية واحدة (1994 : 1999)، وعمل على تفكيك إرث نظام الفصل العنصرى من خلال التصدى للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية. سياسياً، ساهم من خلال منظومة الحقيقة والمصالحة التى تأسست فى عهده فى إجراء مصالحة تاريخية بين أعراق جنوب أفريقيا المختلفة، وتحدث عن المستقبل أكثر مما تحدث عن الماضى، وقال جملته الشهيرة: «قد نغفر، ولكننا لن ننسى»، وعدم النسيان هنا بغرض عدم تكرار تلك الجرائم مرة أخرى، حتى لو غفرها من أجل هدف أكبر هو ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. لقد نجح «مانديلا» فى أن يأخذ شعبه إلى معارك المستقبل لسبب رئيسى أنه كان مناضلا حقيقيا وليس فضائيا ولا إلكترونيا، ودفع 27 عاما من حياته خلف القضبان ثمنا لما يؤمن به من أفكار، وحين خرج عرف معنى الحرية، فخاض معارك المستقبل وليس الماضى. نعم فى مصر لم نعرف «مانديلا» من أى نوع، منذ 40 عاما، ولم نعرف حتى مشروع «مانديلا» ولو بدون «مانديلا»، وعرفنا ثواراً بعد الثورة، وبالتالى شهدنا خطاب التخوين والإقصاء حتى لأبناء الشلة أو المجموعة الواحدة، ورأينا من يكرهون الشعب ويتعالون عليه، ومن ينصون على العزل السياسى فى الدستور، من أجل أغراض انتخابية لا علاقة لها بالمبادئ، فالعزل السياسى الذى طبق فى عدد محدود من تجارب التحول الديمقراطى فى حق من ارتكبوا جرائم من رجال النظام السابق لم يوضع فى تجربة واحدة فى نص دستورى إلا فى دستور 2012 فى مصر. نموذج «مانديلا» يقول لنا حين تدفع ثمنا حقيقيا لخطابك الثورى ومواقفك النضالية، فتصبح حين تعرف معنى الحرية أكثر اعتدالا وتسامحا، وتؤسس لمشروع المستقبل، لأنك تحب شعبك وتشعر بمعاناته بصورة أكبر من معاناتك الشخصية أو أهوائك السياسية. نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نيلسون مانديلا نيلسون مانديلا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon