عمرو الشوبكي
وصلتنى عدة رسائل تحوى شتائم كتبها من وصفونى بالإخوانى وبالخلية النائمة بعد أن كتبت أعلق على الذين روّعهم منع برنامج باسم يوسف؛ بينما لم يؤثر فيهم منح القانون قبلة الوداع قبل صفق الباب وراءه، ثم السير بأستيكة على كل ما قامت من أجله ثورة 25 يناير. وقد طالبنى أحد السادة المنفعلين بأن أعلن رأيى بصراحة فيما حدث فى 30 يونيو و3 يوليو، وهل هو ثورة أم انقلاب؟ يتصور الأخ أنه وضعنى فى مأزق، وأنه ليس أمامى سوى الإذعان لرأى سيادته أو الانكشاف أمام الرأى العام باعتبارى إخوانياً زنيماً!
بداية أحب أن أوضح أن الذين ينتمون لجماعة الإخوان أو غيرها من التنظيمات العقائدية يفخرون بانتمائهم هذا ولا يخفونه، مثلهم فى ذلك مثل الشيوعى الذى يجرح كبرياءه أن تصفه بأنه شيوعى متنكر، إذ إن الشيوعية تمثل عقيدته التى يفخر بها ويتيه على غيره من الضالين! ولا أظننى فى حاجة إلى توضيح موقفى فى هذا الشأن؛ حيث إن الأرشيف على شبكة النت يحوى كل مقالاتى التى كتبتها أثناء حكم الإخوان ومعظمها كان يحمل نقداً كاشفاً وسخرية لاذعة من الجماعة التى فشلت فشلاً ذريعاً فى تجربتها فى الحكم، ويمكن لمن شاء أن يرجع لهذه المقالات ليتبين له أن معارضة الإخوان ورفض نهجهم السياسى شىء.. والترحيب بقتل وسجن الأبرياء منهم شىء آخر!
أقول هذا رغم إدراكى أن الإخوان لا يدعمون أو ينصرون إلا بعضهم البعض ولا يترددون فى التنكر لمن يدافع عنهم ويقف بجانبهم فى الشدة! وهذا الإدراك بطبيعة الحال يعنى أن من يستنكر العصف بحقوق الإخوان ودهس كرامتهم إنما يفعل هذا لوجه الله ولإرضاء ضميره. لا أكتب هذا لإبراء ساحتى أمام بعض المنفعلين وإنما لأوضح الأمر للقارئ الذى قد تغم عليه الحقيقة نتيجة الهياج الإعلامى الذى يصور للناس أن من ينشغل بحقوق الإنسان أو يستنكر اجتياحها فإنه خارج عن الصف الوطنى أو أنه خلية إخوانية نائمة. ومن الجليّ أن الذى لم يأخذ من الإخوان أى منصب أو عطية أو ميزة وهم فى الحكم.. فهل يأمل فى شيء منهم وهم فى السجون؟.
ولعل هذه فرصة لأذكر القارئ بأننى كنت وسأظل معارضاً لكل سلطة حاكمة.. فعلت هذا أيام مبارك وفى زمن المجلس العسكرى وفى حكم مرسى وحتى الآن.. والأرشيف موجود لكل متنطع. يعود هذا الموقف ببساطة لقناعة شخصية لم أحِد عنها أبداً خلاصتها أن الشعب الذى يحب حاكمه هو شعب من النعاج، ذلك أن الحاكم لم يُخلق لكى نحبه وإنما لكى نضغط عليه ونعارضه ونحصل منه على أكثر ما نستطيع من حقوق. وحتى فى حالة الحاكم العادل النزيه -إن وجد- فإن معارضته واجبة حتى لا ينسى نفسه ويعتقد أنه صاحب فضل على الناس.. أما التطبيل للحاكم والتغنى بأمجاده حتى لو كان صادراً من القلب فإنه لا يليق إلا بالشعوب التى فى طور الطفولة التى تعيش ليس فى جمهوريات الموز وإنما فى جمهوريات الكُسكُسى!.
نقلاً عن "المصري اليوم"