توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طاقة الهدم

  مصر اليوم -

طاقة الهدم

عمرو الشوبكي

المجتمع المصرى يعرف طاقة خاصة للهدم، ليس فقط فى مواجهة الأشخاص، إنما فى كثير من الأحيان فى مواجهة الجديد مهما كان، سواء كان تقدميا أو رجعيا، فالمهم هو البقاء فى المكان وإلا سوف تخرج طاقة الهدم لتدمير كل شىء. لا يوجد بلد فى الدنيا يتبارى فيه البعض للذهاب للمحاكم لإفشال قانون لا يضرهم فى شىء، ولا يضر الصالح العام، ومع ذلك يكتشفون فى داخلهم طاقة هائلة للهدم هدفها الوحيد التخلص من جديد تحرك فى الماء الراكد. صحيح أن البعض يتحدث عن الآثار الجانبية لثورة 25 يناير وطاقة الهدم التى استمرت بعد سقوط مبارك، فأصابت المؤسسات دون أن تصلحها، وأصابت المجتمع دون أن تساعده على التقدم، إلا أن هذا لا ينفى أننا كنا ومازلنا مجتمعا من أكثر المجتمعات امتلاكا لطاقة الهدم من قبل ثورة يناير فى العالم، يتبارى أفراده فى رفع قضايا على بعضهم فى أمور لا علاقة لهم بهم، وهو أمر إذا قورن بأى بلد فى العالم، نامٍ أو متقدم، سيؤكد لك تفرد مصر الاستثنائى فى هذه الظاهرة. والسؤال: هل شاهدت جارا لك يشتم جاره الثانى لمجرد أنه حقق نجاحا بعيدا تماما عنه، رغم أنه لم يأت على حسابه؟ الإجابة نعم بالتأكيد، وهى أمور تجدها بين زملاء العمل ورفاق النضال وأخوة الجهاد، وخطورة هذا المشهد الفردى أنه ينعكس على طريقة عمل بناء المؤسسات، فداخل كل حزب وداخل كل مؤسسة مدنية هناك حالة من الانفلات والاستباحة، فالمدير أو الرئيس يقضى معظم وقته فى التواؤم أو مواجهة طاقة الهدم داخل مؤسسته، فلا يوجد حزب سياسى قادر على أن يستوعب أجنحة وتيارات مختلفة داخله، فهناك خطط المدير أو الرئيس أو المسؤول الحزبى، وهناك خطط إسقاط الجميع حتى لو كان الثمن هو هدم الحزب نفسه أو تطفيش من دخلوا لممارسة عمل سياسى وليس مؤامرات حزبية، فطاقة الهدم داخل الأحزاب والتيارات السياسية كبيرة. فكثير من الناس يقضون معظم وقتهم للتخطيط لاستبعاد س أو ص دون أن يستثمروا ربع هذا الوقت فى بناء بديل للشخص الذى يهدفون إلى استبعاده. والحقيقة أن هذا الوضع عمق من حالة التجريف التى تعانى منها مصر، فالصراع أصبح ليس بين قوى وأطراف تبنى مشاريع سياسية، وتستثمر فى أفرادها بغرض التنافس على السلطة وتداولها، إنما فى وجود من يمتلك مهارة القفز على السلطة دون أن يمتلك بالضرورة المهارات الكافية، وبين من يناضل صباحا ومساء من أجل إسقاط من وصل للسلطة، سواء داخل حزبه أو مؤسسته. وكلا الطرفين قضيا أوقاتهما للتخطيط للهدف السامى: الوصول للقيادة وإسقاط القيادة، دون أن يقضيا وقتا يذكر فى التدريب والبناء. طاقة الهدم فى المؤسسات الحكومية مرعبة أيضا، ولا أحد يتكلم فى التطوير وزيادة الإنتاج، فإما زيادة الأجور دون عمل أو إضراب دون هدف، أما حديث الصالح العام والمنافسة، وحتى الصراع على أرضية البناء وصناعة البديل الأكفأ، فكلها أمور مؤجلة لمرحلة أخرى لأن طاقة الهدم أكبر بكثير من طاقة البناء فى مصر. نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طاقة الهدم طاقة الهدم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon