توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين الاستضعاف والتمكين

  مصر اليوم -

بين الاستضعاف والتمكين

عمرو الشوبكي

مظاهرات الإخوان، أمس الأول، فى القاهرة كانت محدودة وضعيفة من حيث أعداد المشاركين، ولذا كانت سلمية، وحاولت أن تكون ودية مع الأهالى وعموم الناس، فمن مظاهرة العباسية حتى شارع محيى الدين أبوالعز فى المهندسين، وانتهاء بمسجد الاستقامة فى الجيزة اندهش كل من مر بجوار هذه التظاهرات من وداعة الإخوان، وغياب المظاهر المسلحة، وحديثهم «الودى» مع الأهالى، وحرصهم على إتاحة الفرصة للسيارات بالمرور بجوارهم، وعدم الاعتداء عليها كما هى العادة، أو حتى محاولة تعطيل السير لم يكن المشهد كذلك، يوم الجمعة قبل الماضى، حين كانت أعداد الإخوان كبيرة نسبيا، وكانت القيادات المحرضة حرة طليقة، فشاهدنا عنفاً وقتلاً على جسر الزمالك وأمام مسجد الفتح وفى الإسكندرية وقبلها فى كرداسة، حيث الجريمة الإرهابية البشعة ضد قسم الشرطة، وبعدها تكررت مع جنودنا فى سيناء علينا أن نقارن بين طريقة تعامل الإخوان مع الأهالى، حين كانوا فى وضع «قوة»، أمام مسجد الفتح وفى ميدان رمسيس، وبين طريقتهم فى التعامل مع نفس الناس فى العباسية وأمام مسجد أسد بن الفرات فى الدقى، حين كانوا فى وضع ضعف وانكسار، ففى الأولى كانوا فى قمة العدوانية، وفى الثانية كانوا فى منتهى السلمية، وهو نفس الفارق الذى تكرر فى مدينة طنطا، أمس الأول، حين شعر الإخوان بأنهم فى قوة نسبية، فاعتدوا على الأهالى ورجال الشرطة لقد حول الإخوان صوت الاحتجاج فى مرحلة القوة إلى إرهاب حقيقى وترويع للمواطنين وميليشيات تجوب الشوارع، وتقوم باحتلال المساجد وحرق الكنائس والمنشآت العامة والخاصة، والتآمر على مصر دولة وشعباً، وعادوا وذكرونا بوداعة ما قبل ثورة 25 يناير، حين كانوا يبتسمون فى وجوه كل القوى السياسية المعارضة وكل الرموز الفكرية والثقافية فى مصر، تودداً وإظهاراً لمحبة اتضح أنها زائفة، لأنهم كانوا فى مرحلة الاستضعاف، وتغير الحال جذرياً بعد وصولهم للسلطة، وبدأوا فى مشروع التمكين والاستقواء، فمارسوا فى الحكم كل صور الإقصاء والتهميش للمخالفين لقد نسى الإخوان أن قوى احتجاجية كثيرة غيرت نظماً بالاحتجاج السياسى والسلمى، دون أن تحكم من الأساس، (إذا أرادوا أن يكونوا جماعة دعوية أو إصلاحية)، فالصوت الاحتجاجى يمكن أن يكون صوت ضمير وقوة ضغط، فيغير فى قيم المجتمع وشكل نظامه السياسى، دون أن يكون فى السلطة، ويمكن أيضا أن يكون صوتاً للتنفيس والصراخ، ولا يغير شيئاً، ويمكن أن يكون عنصر تخريب وإرهاب، كما يفعل قادة الإخوان الآن معضلة الإخوان هذه الازدواجية فى كل شىء، فهناك ما هو باطنى وما هو معلن، وهناك استراتيجية فى مرحلة الاستضعاف وأخرى فى مرحلة القوة والتمكين، وهناك جماعة دينية وهناك حزب سياسى، وهناك تنظيم عام وآخر خاص، وهناك عضو عامل داخل الجماعة وآخر مساعد أو محب، وهناك خطاب للداخل المصرى دينى متشدد، لحشد بسطاء الريف، وآخر للعالم الخارجى إصلاحى وليبرالى، لمخاطبة الأمريكان والإسرائيليين ما شاهدناه، يوم الجمعة الماضى، فى بعض شوارع القاهرة، من تحول يعكس طبيعة فكر جماعة الإخوان المسلمين وممارساتها، منذ أن تأسست، عام 1928 حتى الآن، فهناك عالم خاص للجماعة وذاكرة خاصة فصلتها عن المجتمع المصرى، فقد شيدوا تنظيماً متماسكاً كان هو مصدر قوتها وسبب انهيارها، لأنهم نظروا للشعب المصرى والدولة المصرية كأنهم شعب آخر خارج «شعب الجماعة».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الاستضعاف والتمكين بين الاستضعاف والتمكين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon